توفرت كل الشروط لكي يمر كلاسيكو الجنوب، بين حسنية أكادير والكوكب المراكشي، برسم الدورة الخامسة من البطولة الاحترافية، في أجواء احتفالية. فقد حضر اللقاء جمهور قياسي، تجاوز الستة آلاف متفرج، غالبيتهم من جمهور الحسنية، مع حضور وازن للجمهور المراكشي. كما أن المباراة من حيث فاتورتها التقنية لم تخل من فرجة، وعرفت تسجيل سبعة أهداف، ستة منها وقعت خلال الشوط الثاني. كما سجلت أول هزيمة للفريق الأكاديري بميدانه، وهي هزيمة تأتت من أخطاء بدائية للدفاع والحارس، أعطت انتصارا على طبق للزوار الذين كانوا نفسيا وذهنيا أكثر قوة وحضورا. وقد انطلقت المباراة على إيقاع احتكار للكرة من الأكاديريين، لكن مع تركز اللعب في منطقة الوسط، وبالتالي غياب أية فرصة حقيقية للتهديف، لتتحرك الآلة المراكشية، ابتداء من الدقيقة 19، حيث تم تسجيل أول فرصة محققة من قذفة لابراهيم أوشريف، تحكم فيها لحمادي. وتلتها بدقيقة قذفة لجمال الدين المالكي، أخرجها الحارس بصعوبة إلى الزاوية. ثم فرصة أخرى لم تخل من خطورة من قذفة من منصور تصدى لها مرة أخرى لحمادي (د21 ). وكان ينبغي انتظار الدقيقة 35 لنرى الحسنية ينظم هجوما على معترك الخصم، سينتهي بركنية نفذها فهيم، وانتهت بعد اختلاط أمام المرمى، بقذفة لباتريك كواكو لم تترك أي حظ للحارس المراكشي، لينهي المحليون هذا الشوط متقدمين في النتيجة. هذا التقدم سيتم تعزيزه منذ انطلاقة الشوط الثاني، وتحديدا منذ ضربة البداية، حيث تمكن كواكو مجددا من إضافة هدف ثان، بعد توصله بتمريرة طويلة من زميله زومانا (الثانية 18). وبعد تسجيل هذا الهدف، الذي اعتقد بعده جمهور الحسنية، الكثيف هذا اليوم، أن الانتصار أصبح كما يقال بالدارجة «ف الجيب»، بادر المراكشيون إلى تكثيف محاولاتهم لتدارك الموقف، ليتمكنوا من التوقيع على هدف أول من ضربة جزاء سجلها أوشريف، وذلك بعد عملية دفع للعلودي من طرف الماتوني. وتلاه هدف التعادل للعلودي، الذي توصل بكرة من المالكي، وقذف كرة غير أحد المدافعين مسارها لتعطي هدفا سهلا للزوار. ثم جاء الهدف الثالث، للزوار دائما، من خطأ غريب للماتوني الذي زاحمه العلودي، وحاول إرجاع الكرة للحارس لحمادي الذي حاول صدها، لكنه قذف في الفراغ، لتستقر كرة زميله في الشباك أمام دهشة المتفرجين. وبعد تسجيل الهدف الثالث حاول المحليون العودة في المباراة بتكثيف المحاولات الهجومية بواسطة الثلاثي زومانا، وكواكو، وكوفي، وهو ما استغله الزوار للقيام بمرتد سريع، خلال الدقيقة 75، انطلق من تمريرة طويلة للمالكي انتهت عند العلودي الذي أفلت من مدافعين وراوغ الحارس ليسجل الهدف الرابع. وبعد تسجيل هذا الهدف سيتمكن المحليون من إضافة هدفهم الثالث من ضربة جزاء سجلها الماتوني دون إدراك التعادل، رغم أن حكم اللقاء نور الدين الجعفري أضاف ثماني دقائق إلى عمر اللقاء دون أن تستغل بالشكل الأمثل. بل يمكن القول إن الزوار، خصوصا حارسهم أوزوكا، كانوا أكثر «براعة» في تبديدها، لينتهي اللقاء بأول هزيمة بالميدان للحسنية هذا الموسم. وهي هزيمة تفرض مراجعة الأوراق دفاعيا، وعلى مستوى خط الوسط الذي يبقى ضعيفا. وكذا فيما يخص حراسة المرمى، بالأخص ليلا، وتحت الأضواء «الفاضحة»، لأننا نعتقد أن الهدف الذي سجله الماتوني ضد مرماه ربما جاء سهوا، لكن ضعف الرؤية أيضا، تحت أضواء تكاد تكون خافتة، كان له دوره في تلقي الهدف إياه.