استغاث «اسلامة لمهابة»، وهو سجين صحراوي يقبع الآن تحت سياط التعذيب رفقة أربعة صحراويين آخرين بأحد سجون تندوف بالمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية للإفراج عنه وعن رفقائه بعدما تمت فبركة ملف نقل وحيازة المخدرات ضدهم لرفضهم الانصياع لأوامر قيادة البوليساريو التي قايضتهم وساومتهم من أجل الإفراج عنهم بحمل ونقل وتمرير500 كيلوغرام بواسطة سياراتهم لشبكات دولية تتاجر في المخدرات بدول جنوب الصحراء. وأفاد المعتقل، في الرسالة التي حصلنا على نسخة منها وعلى صورة من بطاقة تعريفه، أن قيادة البوليساريو استغلت حرفة هؤلاء المعتقلين وخبرتهم بالتضاريس الصحراوية الوعرة، وهددت بتوريطهم ظلما في القضية بتلفيق تهم مفبركة لهم إن لم ينفذوا ما أمروا به، بل أكثر من ذلك قامت بإرغامهم تحت التعذيب على التوقيع على محاضر مزيفة من قبل الدرك الصحراوي. ويحكي السجين أسلامة لمهابة المزداد سنة 1972 بمدينة العيون، أنه تم اعتقالهم في البداية انفراديا في مستودع خاص بالآليات العسكرية «الدبابات» لمدة 10أيام في ظروف لاإنسانية ودون علم ذويهم قبل أن يتم نقلهم إلى سجن آخر، في الوقت الذي لا تملك فيه قيادة البوليساريو أي دليل مادي يثبت تورط المعتقلين في عملية نقل وحيازة المخدرات. لكن وحسب ما تضمنته الرسالة، يقول السجناء: «إن جهاز الدرك الوطني الصحراوي عازم على توريطنا عبر فبركة دليل مادي وذلك بتدبر ضابط أمني رفيع بجهاز الدرك لكمية 100كيلوغرام من المخدرات ومقايضتنا مقابل تسهيل مرور500 كيلوغرام من أجل ضمها للمضبوطات التي قيل إنها بحوزتنا وإجبارنا على الاعتراف بحيازتها». هذا وانطلاقا من هذه الرسالة وغيرها، يتضح جليا أنه سبق أن ثبت بالملموس، ومن خلال اعترافات العديد من الصحراويين المحتجزين أنفسهم، أن قيادة جبهة البوليساريو تورطت أكثر من مرة في بيع المساعدات الإنسانية الموجهة إلى الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف بأسواق خارجية، والمتاجرة في الهجرة السرية والتعاون مع شبكات إرهابية، وها هي اليوم تكشف رسالة السجين أنها متورطة أيضا في المتاجرة في المخدرات من خلال تعاونها مع شبكات دولية تنشط في المنطقة.