في إطار لقاءاته مع الفاعلين الاجتماعيين، التي يعقدها المكتب السياسي برئاسة إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بهدف التشاور والتنسيق ثم التعاون من أجل الدفاع عن القضايا الاجتماعية والحيوية للقوات الشعبية، استقبل الكاتب الأول، المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين، مساء أمس بالمقر المركزي بالرباط. خلال هذا اللقاء الذي حضره الحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية للحزب وأعضاء المكتب السياسي، تداول الطرفان في إمكانية التنسيق في عدد من المعارك الاجتماعية المقبلة على أساس الدفاع عن المكتسبات، والتصدي لكل ما من شأنه أن يمس بمستوى العيش اليومي للفئات المحرومة والمستضعفين، مستحضرين في نفس الوقت ضرورة الرقي بمستوى علاقات التنسيق وتطويرها لما يخدم الإطارين ذاتهما ويخدم المصلحة العليا للبلاد. وأكد لشكر بنفس المناسبة على أن النقابة الوطنية للتجار والمهنيين شكلت دوما على مر السنين صمام الأمان للتوازن الاجتماعي للطبقات المسحوقة والمتوسطة لما يربطها بهذه الفئات من علاقات ومعاملات تجارية يسودها نوع من التضامن، مضيفا في السياق ذاته أن تاريخ النقابة الوطنية للتجار والمهنيين يشهد على أنها كانت دائما منحازة إلى القوات الشعبية في قضاياها العادلة، خاصة حين يقع ضرب للقدرة الشرائية لفئات الشعب المغربي، فالمعارك الخالدة في النضال الشعبي المغربي كانت النقابة دائما في طليعة النضال ومستعدة للتضامن والمساهمة بفعالية في جميع المحطات النضالية وفي مقدمتها محطة 1981. كما ذكر لشكر في هذا الصدد بالتاريخ المجيد الذي صنعه مناضلو ومناضلات النقابة الوطنية للتجار والمهنيين والتي كان لها تنظيم قوي وواسع في كل جهات وأقاليم المملكة، ووقفاتها البطولية فضلا عن مساهماتها في التنمية والدفاع عن الديمقراطية، والحرية، والكرامة ثم حقوق الإنسان منذ تأسيسها إلى اليوم، إلى جانب كل القوى الحية والديمقراطية بالبلاد وفي مقدمتها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وأشار لشكر، في نفس اللقاء، إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال ان نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذا السيل من القرارات الانفرادية للحكومة التي عبرت بشكل مفضوح عن ارتباكها وعدم جديتها في التعاطي مع الملفات الكبرى ذات الحساسية الاجتماعية بحكمة وتبصر وتدبير ذي فعالية ونجاعة تامتين، مسجلا في هذا الإطار على أن الاتحاد الاشتراكي دعا إلى جبهة وطنية ديمقراطية تشارك فيها النقابات المؤطرة للقوات الشعبية، وكل فئات المجتمع للتصدي الى كل سياسة اقتصادية أو اجتماعية تغلب الحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية على حساب الفئات المسحوقة والمتوسطة وقدرتهم الشرائية ومستوى عيشهم اليومي. ولم تفت الكاتب الأول الفرصة ليهنئ أعضاء المكتب الوطني للنقابة على نجاح المؤتمر الوطني المنعقد مؤخرا وانتخاب قيادته. وكان الكاتب الأول قد ذكر في بداية تدخل أمام أعضاء المكتب الوطني، على أن الاتحاد كان دائما وسيبقى حريصا على استقلالية القرار داخل النقابة الوطنية للتجار والمهنيين. ومن جهته اعتبر العربي أيت سليمان نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين، أن دقة المرحلة أصبحت تتطلب أكثر من أي وقت مضى، التنسيق المحكم في عدد من القضايا الاجتماعية التي تهم القوات الشعبية والشرائح الاجتماعية المستضعفة. وحذر أيت سليمان من تمادي الحكومة في الاستمرار في مس القدرة الشرائية للمواطنين، متناسية أن قراراتها الأخيرة تحمل في حد ذاتها تهديدا حقيقيا للاستقرار السياسي والاجتماعي للبلاد، وانعكاسات سلبية على الاقتصاد الوطني. وفي هذا السياق، عبر أيت سليمان عن استعداد النقابة الوطنية للتجار والمهنيين للمساهمة في اليوم الجماهيري الاحتجاجي المزمع تنظيمه يوم 5 أكتوبر الجاري بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط تحت شعار « ضد الابتزاز السياسي والتفقير الاجتماعي»، معلنا في نفس الآن انخراط النقابة في الجبهة الوطنية الديمقراطية الاجتماعية التي نادى بها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.