كان حديث التخرج من أحد المعاهد و كان يحلم بحياة مهنية تستجيب لطموحه. مثلما كان يحلم بحياة عائلية هنيئة. لكنه كان لسوء حظه على موعد مع كلب ضال ، في الصباح الباكر من يوم أحد مشؤوم . والحكاية أنه خرج لشراء بعض ما يحتاجه للإفطار، فصادف الكلبَ في ناصية الشارع الذي هاجمه بمجرد ما أن رآه، فأحدث جراحا عميقة في ساقه اليمنى، ثم مضى وهو يعوي عواء غريبا . عاد الشاب إلى البيت الذي يعيش فيه وحيدا. و غسل الجراح بمادة كحولية، لأنه لم يدرك خطورة الأمر و لم ير داعيا لزيارة الطبيب . و بعد حوالي شهر، صار يحس بالخدر على مستوى العضة. ثم صار يغضب لأدنى الأسباب، و يدخل في مشادات لا تنتهي مع الناس. ثم تفاقمَ الأمر، وصار يجد صعوبة في البلع ويشعر بعطش لم يألفه في السابق. إثر ذلك، أصبح يكره رؤية الماء و يشعر بالرعب إذا فُتحت إحدى النوافذ، خوفا من التيارات الهوائية و يعاني من نوبات شديدة من الهيجان. و لما تم نقله إلى المستشفى كان التشخيص هو مرض السعار . و المصير هو الموت المحتوم إذ لا يوجد علاج لهذا الداء الوبيل. فقد كان عليه أن يبادر إلى زيارة الطبيب مباشرة بعد مهاجمته من طرف الكلب المسعور. ففي تلك المرحلة، كان العلاج الوقائي ممكنا . هذه حالة متخيلة و لكن مئات الحالات الواقعية من هذا الصنف تحدث كل سنة . و يبقى السؤال الممضّ هو التالي : ما الذي تقوم به الجهات المسؤولة من أجل التصدي لظاهرة الكلاب الضالة، حتى لا تتكرر مثل هذه الحالة المأساوية مئات المرات في السنة الواحدة ؟