تعود تسمية فيروس إلى عبارة لاتينية تعني « العُصارة السامة .» و السبب في ذلك هو أن الباحثين الأوائل - الذين أشاروا إلى احتمال وجود الڤيروسات - كانوا يشتغلون على عصارة بعض النباتات المريضة. و الڤيروسات كائنات مجهرية في غاية الضآلة، بحيث يتراوح حجمها ما بين عشرة أجزاء وثلاثمائة جزء من المليون من الملمتر الواحد ! و كان علماء عديدون من بينهم الفرنسي لويس باستور قد افترضوا في زمنهم وجودَ جراثيم دقيقة جدا ، أصغر من البكتيريات ، لكن الوسائل التقنية المتوفرة آنذاك لم تكن تُمَكّن من رؤيتها. و في مطلع القرن العشرين ، برهنَ الأمريكيان « ريد « و « كارول « على أن مرض الحمى الصفراء ، الذي يصيب الإنسان ، ينجم عن جراثيم شديدة الضآلة ، تختلف كل الاختلاف عن البكتيريات. لكن رؤية تلك الجراثيم بالمجهر الضوئي لم تكن ممكنة . أما المنعطف التاريخي ، في هذا المضمار ، فيعود إلى سنة 1939 ، حين استطاع العالم «كوش » أن يرى هذه الڤيروسات بواسطة المجهر الإلكتروني. و من خصائص الڤيروسات أنها لا تستطيع التكاثر بكيفية مستقلة ، كما هو الشأن بالنسبة للبكتيريات . فهي مضطرة لمهاجمة الخلايا الحية كي تدمرها و تتكاثر على حسابها. و تؤدي الڤيروسات إلى أمراض عديدة لدى الإنسان ، منها ما هو حميد مثل الزكام البسيط و الجدَيْري ، و منها ما يكتسي خطورة كبرى مثل السعار و السيدا . و الأمراض الفيروسية مُعدية، لكن طريقة انتقال العدوى تختلف باختلاف الأمراض. فهناك فيروسات تنتقل من المرضى إلى الأصحاء عن طريق الهواء ، مثل فيروس الزكام . و ثمة فيروسات تنتقل عن طريق الجهاز الهضمي ، بعد تناول طعام ملوث، أو شرب ماء ملوث، و منها فيروس شلل الأطفال. ( مع العلم أن هذا الفيروس يستطيع الانتقال كذلك عبر الهواء.) و هناك فيروسات ينقلها الحيوان إلى الإنسان مثل فيروس الكلَب أو السعار. كما أن بعض أصناف الحشرات تنقل أمراضا فيروسية للإنسان. ( مثل فيروس الحمى الصفراء.) و من الأمراض الفيروسية ما ينتقل عن طريق الدم أو عن طريق الجنس ، مثل السيدا والتهاب الكبد الفيروسي.