أكد المشاركون في ندوة دولية حول «وسائل الإعلام في الديمقراطية .. تحديات التكوين والإعلام» انطلقت أشغالها الاثنين بدكار، أن توفير التكوين المتين والمؤهل داخل مؤسسات ومدارس الصحافة وحده الكفيل بتمكين وسائل الإعلام من القيام كليا بدورها كموجه للديمقراطية والحريات. وأبرز المشاركون في هذه الندوة، التي ينظمها على مدى يومين مركز الدراسات في علوم وتقنيات الإعلام بالسنغال، بشراكة مع المنظمة الدولية للفرانكفونية، أن «وحدها صحافة حرة ومسؤولة تعتمد المهنية والحياد والموضوعية وتعمل على احترام الأخلاقيات قادرة على توفير إنتاج إعلامي ذي جودة وكذا تمكين المواطنين من فهم موضوعي لعالم يشهد يوميا تحولات عميقة». وأوضحوا أن التغيرات العميقة التي يشهدها العالم حاليا بفعل الأزمة الاقتصادية، وخاصة بفعل انتشار تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، جعلت من الضروري توفير تأطير أفضل وتقنين ناجع لقطاع الإعلام، مع تمكين الصحفي من الوفاء بمهمته النبيلة بكل مهنية عبر بث أخبار موثوقة وصحيحة وموضوعية، بعيدا عن المزايدات والسب أو المس بالحياة الخاصة للأشخاص. وأضافوا أن صحافة حرة ومهنية ومسؤولة تتطلب إيلاء اهتمام خاص لتكوين وتأطير الصحفيين الشباب وتحسين ظروف العيش والعمل لديهم، والنهوض بالاستثمارات في القطاع الإعلامي وإرساء إطارات قانونية ناجعة قادرة على المساهمة في النهوض بإصلاح هذا القطاع الذي ينشر قيم السلم والمواطنة والديمقراطية. وأبرز المشاركون في هذه الندوة أن تحرير قطاع الإعلام شجع على إرساء إطارات تنظيمية جديدة تهم وضعية الصحفيين وتؤكد على حرية الصحافة وتنظم تدابير مؤسساتية لتقنين مشهد إعلامي أضحت تطبعه التعددية، مذكرين أن هيئات التقنين الذاتي رأت النور لضمان الدفاع عن الصحفيين وسلامتهم واحترام حرية الصحافة ومراعاة أخلاقيات المهنة. وتركز نقاشات الندوة، بمشاركة أكاديميين وخبراء ومتخصصين وانطلاقا من تنوع التجارب الإعلامية في الفضاء الفرانكفوني، على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في «أي تكوين صحفي»، و«ما هي نماذج التقنين والتقنين الذاتي لوسائل الإعلام، و«المبادئ والقواعد الأخلاقية».