اختتمت مساء يوم الأحد المنصرم فعاليات الدورة الأولى لملتقى سيدي عثمان للسينما المغربية، دورة السينمائي الراحل «محمد الركاب »، بحضور ثلة من الفنانين و المثقفين و ممثلي الجمعيات والنوادي السينمائية و جمهور غفير امتلأت به قاعة المركب الثقافي مولاي رشيد، وذلك بعدما تواصلت فعاليات هذه الدورة التي امتدت أربعة أيام من الخميس 19 شتنبر إلى 22 منه بأنشطة سينمائية حافلة تنوعت فقراتها بين ورشات في الإخراج ،وورشات في كتابة السيناريو، وورشات في فن التصوير السينمائي نشطها مهنيون سينمائيون، وكذلك عرض أفلام قصيرة وطويلة كانت مختارة بعناية فائقة نظرا لقيمتها الإبداعية و للنجاح الجماهيري الذي حظيت به أثناء عرضها في القاعات السينمائية الوطنية . هذا، وقد تميز برنامج يوم اختتام هذه الدورة، وهو اليوم الرابع للملتقى، بتنطيم ورشة تكوينية من الثالثة الى السادسة عشية من تأطير مدير التصوير طارق الشمعاوي، و عرض الفيلمين القصير «ازوران» والطويل «أندرومان» للمخرج عز العرب العلوي لمحارزي والطفلة لينا الحنافي ، احدى بطلات فيلم « أندرومان » . وبعد تقديم الفيلم القصير وعرضه تم تكريم مخرجه وتسليمه ذرع الملتقى، كما سلمت هدايا رمزية لبطلته الصغيرة وللفنانين كمال كاضمي وعمر السيد احتفاء واعترافا بعطاءاتهما الجادة والجيدة في الفن المتميز مع أخذ صور تذكارية. وفي سياق العرض هذا قدم الناقد أحمد سيجلماسي الفيلم الطويل «أندرومان» بكلمات مقتضبة ، أشار فيها الى خصوصية الكتابة السينمائية عند المخرج عز العرب العلوي، خصوصا في الفيلمين المبرمجين اللذين اعتبرهما بمثابة احتفاء بالمكون الثقافي الأمازيغي المتمظهر في اللباس والحلي واللغة المنطوقة وفضاءات الأطلس المتوسط الطبيعية المصورة بجمالية من طرف مدير التصوير المبدع فاضل اشويكة.. وركز السجلماسي في حديثه على فيلم «أندرومان»، الذي حظي بعدة تتويجات بمهرجانات دولية ووطنية، على اعتباره شكلا نقلة نوعية في مسار السينما المغربية، ومضمونا ثورة ضد العادات والتقاليد والأعراف البالية التي تكبل المرأة وتقهرها وتهمشها في مجتمع ذكوري منغلق على ذاته خصوصا في فضاءات البوادي. ومباشرة عند الانتهاء من هذه الكلمة في حق هذا الفيلم، الذي يعد نقطة لامعة في التراكم الدرامي الذي سجلته السينما المغربية في السنوات الأخيرة، تقدم رئيس النادي السينمائي سيدي عثمان "عبد الحق مبشور، بكلمة ختامية، أكد فيها أن هذه الدورة الأولى لقيت نجاحا كبيرا فاق التوقعات، « وهذا يرجع لكل من ساهم من قريب و بعيد في تنفيذ و تسيير عمل الدورة، وقد ظهر ذلك جليا في التنظيم المحكم والمواكبة الإعلامية التي أعطت قيمة مضافة للدورة.»