وسط شارع محمد الخامس، الذي يعتبر معلمة من معالم المدينة، وأمام مقر البلدية الذي سلم مؤقتاً للعمالة، أقام المجلس البلدي الاتحادي شعاراً للمدينة على غرار العديد من المدن المغربية شارك في اختياره عدد كبير من المثقفين ووضع تصميمه نخبة من الفنانين المرموقين على الصعيد الوطني. إنه بحق تحفة فنية عبرت بعمق عن انتقال المدينة إلى مصاف المدن الناشئة، سنبلة فارهة ترمز إلى الخير والبركة وإلى أصل قبيلة أولاد احريز التي تعتبر مدينة برشيد عاصمة لها ودائرة حديدية تمثل انتقال المدينة إلى عصر الصناعة وعمارة تؤشر إلى التطور العمراني بجانب كتاب يدل على وعي السكان واقتناعهم بأن الثقافة محور أساسي في تقدم الشعوب ورقيها، كل هذا وسط نافورتين جميلتين تحيط بهما حديقة منسقة زينت بالممرات والكراسي.. هذا المنظر الخلاب انشرح له السكان والزوار، وأعجب به المارة واعتبروه إضافة تستحق التقدير، ومع مرور الزمن، وبعد مجيء المجلس البلدي الحالي، أخذت الأمور تتغير، أزيلت السنبلة، أزيل الرخام، أزيلت حجارة العمارة، أصبح الأطفال يلعبون فوق ما تبقى من البناية. استغرب سكان المدينة، احتجت جمعيات المجتمع المدني، انتقدت المعارضة هذا الإهمال المقصود، لكن لا حياة لمن تنادي، فلم يبق في الأخير إلا الترديد وبمرارة اللهم إن هذا لمنكر.