عبّر الفنان المصري سامح حسين عن سعادته برد فعل الجمهور تجاه مسلسل «حاميها حراميها» الذي عرض على 10 قنوات فضائية في شهر رمضان الماضي، وقدم فيه شخصيتين لتوأمين متضادين، أحدهما محام والآخر قاتل، ما اضطره لقضاء أكثر من 16 ساعة داخل استوديوات مدينة الإنتاج الإعلامي. عن التجربة قال حسين ل «الحياة»: «المسلسل مختلف عن كل الأعمال التي قدمتها، فهو يناقش قضية البلطجة المستمرة منذ أكثر من سنتين في مصر بعد اندلاع الثورة وأصبحت تهدد حياة غالبية المصريين، خصوصا أن البلطجية والخارجين على القانون يعتقدون بأن القوة فوق القانون والغلبة للأقوى». واستغرب حسين ما ردده بعضهم في شأن تشابه العمل بسابقه «اللص والكتاب» وأنه امتداد له من خلال شخصيتي «فطين ومشيو»، وقال ان أعماله «أشبه بتلك التي كان يقدمها نجم الكوميديا الراحل إسماعيل يس مثل «إسماعيل يس في الجيش» و «إسماعيل يس في البوليس الحربي»... الخ. أي أنها تأخذ عنوانا متشابهاً لكنّ المضمون مختلف». وأكد حسين أن العمل بعيد من الحياة السياسية بكل زخمها، موضحاً أنه يحرص على أن تكون أعماله مناسبة لكل الفترات لا أن تقدم وفق الموجة، ف «سياسة الإقحام مرفوضة». وأشار إلى أن الأحوال المضطربة في البلاد «ألقت بظلالها على وضع الفن الذي عانى وما زال منذ اندلاع الثورة من خسائر قوية وتوقف للإنتاج التلفزيوني والسينمائي». وقال ان بعض المنتجين «حرصوا على ضخ أموالهم في إنتاج الأعمال الدرامية هذا العام على رغم تأكدهم من الخسارة، من أجل أن يظل الفن في عطاء مستمر». ولم يساور حسين القلق على مستقبل الفن قبل رحيل الإسلاميين: «الفن دار بهم ومن غيرهم، والمشهد الفني سيظل في تقديم مسيرته في مصر والعالم العربي، مهما تعرض لضغوط، فحضور نجوم العرب من سورية ولبنان ودول أخرى في الأعمال الدرامية هذا العام، ما هو إلا دليل على أن الفن المصري سيظل محافظاً على مكانته على رغم التحديات». واستنكر حسين اتهام الإعلام المصري بالعمل على إثارة الفوضى ونقل الإشاعات، موضحاً أن «الإعلام هو صورة المجتمع وأن المشاهد المصري بات على درجة وعي تسمح له بأن يفرّق بين الصدق والكذب». في المقابل، رأى أن إغلاق القنوات المحسوبة على التيار الديني «كان ضرورة من أجل حماية المجتمع من الفوضى والتحريض».