يواجه قرار وقف مجموعة من القنوات الفضائية الخاصة في مصر عرض المسلسلات التركية (من بينها مجموعة قنوات «القاهرة والناس» و«النهار» و«الحياة») احتجاجا على ما اعتبر تدخلا تركيا في شؤون البلاد وموقفها من الأحداث في مصر، ردود فعل متضاربة. فبينما سخر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي من الخطوة، واعتبروها غير ذات أهمية، شدد آخرون على أهميتها في توجيه رسالة إلى السلطات التركية بعدم الرضا عن موقفها تجاه مصر. لكن، ماذا عن الخسائر التي ستتكبدها الفضائيات المصرية نتيجة هذه الخطوة؟ هذا ما أجاب عنه صاحب أكبر وكالة إعلان في مصر طارق نور لموقع «سي إن إن» بالعربية، إذ قال إن القنوات الفضائية الخاصة أنفقت على التعاقد على عرض المسلسلات التركية ملايين الجنيهات، ومنها مسلسلات يصل التعاقد عليها من عشرة إلى 20 و30 مليون جنيه في بعض الأحيان على أن يتم التعويض من نسب المشاهدة والإعلانات. وأوضح أن الخسائر ستكون بالملايين، وربما تصل للقناة الواحدة إلى ما بين 100 و150 مليونا، ولكل الفضائيات التي أوقفت بثها من 300 إلى 400 مليون جنيه (58 مليون دولار). وأضاف أن «هذا الرقم لا يساوي شيئا أمام ما يتعرض له الوطن من خطر دعم الإرهاب». وعن ردود فعل مشاهدي المسلسلات التركية التي حققت أخيراً نسبة مشاهدة عالية في مصر، جعلتها تتفوق في بعض الأحيان على الدراما المصرية، قال إن «الشعب المصري موحد على رسالة واحدة هي حماية مصر وأن لا وقت الآن لمشاهدة المسلسلات». وكانت قد ظهرت دعوات من قبل جبهة الإبداع المصرية ونقابة السينمائيين للقنوات الفضائية بمقاطعة الدراما التركية، كرد فعل تجاه موقف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من ثورة الثلاثين من يونيو ودعوته مجلس الأمن لاتخاذ قرار ضد ما يحدث. قرر عدد من القنوات الفضائية المصرية، مقاطعة الدراما التركية بالفعل، ومن بينها شبكة تلفزيون الحياة، وشبكة تلفزيون «النهار»، وقنوات «القاهرة والناس»، حيث أعلنت شبكة تلفزيون «الحياة»، لمشاهديها أنه ابتداء من السبت، سيكون المتغير الوحيد في الخريطة البرامجية، هو اختفاء الدراما التركية التي يتم عرضها، وذلك في رد فعل على ما يقوم به النظام التركي في الوقت الحالي. ومن جانبه أكد طارق نور، مالك قنوات «القاهرة والناس» في تصريحاته ل «العربية.نت» أنه على الرغم من الخسائر المادية التي سيتعرضون لها جراء القرار، خاصة أن الإعلانات تأتي فقط على الدراما التركية، إلا أنهم أصروا على إيصال رسالة إلى دولة تركيا. وأعرب نور عن ضيقه، من التدخل الذي تمارسه تركيا في شؤون مصر الداخلية، ونظرتها إلى الشكل فقط وليس المضمون فيما يخص ثورة الثلاثين من يونيو، معتبرا أن تركيا نظرت إلى شكل الديمقراطية فقط المتعلق بأن الرئيس المنتخب لا يعزل سوى بالصندوق، ولكنها لم تراع المضمون الخاص بأن المصريين خدعوا في رئيسهم ولم يكن على قدر طموحهم. وحول جدوى هذه المقاطعة، إن كانت الأعمال الدرامية تنتجها شركات خاصة وغير تابعة للنظام التركي، فقد أوضح نور أن الكل يقاطع المنتجات التركية في مجاله، وفي مجال الإعلام لا يملك ملاك القنوات سوى مقاطعة الدراما، مع إشارته إلى أن السياحة في تركيا ازدادت بعد أن انتشرت الدراما الخاصة بها في مصر، ما يعني أن مقاطعة الأعمال سيكون له تأثيره. واختتم نور تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الخطوة ستسبب خسائر كبيرة، ولكن هذا غير هام في هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر. ومن جانبه أكد إبراهيم حمودة، رئيس شبكة وتلفزيون النهار، أنه عقب اجتماع مجلس الإدارة، قرروا وقف عرض الأعمال التركية عبر شاشتهم، مشيرا إلى أنه يدعو باقي القنوات لاتخاذ نفس الخطوة، من أجل إيصال رسالة قوية للحكومة التركية. وأكد حمودة أن أعمالا درامية مصرية ستعرض بدلا من التركية، ولكنه طالب المنتجين المصريين بدعم هذه الخطوة، وتوفير بديل مصري من أجل أن يعرض على شاشة القناة لسد الفراغ التركي. يذكر أنه من بين الأعمال التي كانت تعرض عبر القنوات، مسلسل «لارا» عبر «القاهرة والناس» و«عودة مهند» عبر «الحياة».