قررت قنوات فضائية مصرية خاصة خلال الايام القليلة الماضية مقاطعة الدراما التركية التي تحظى بمتابعة واسعة بين المصريين، احتجاجا على تصريحات اردوغان ازاء ما يجري في مصر من اضطرابات سياسية. وتحظى هذه المسلسلات بمتابعة واسعة بين المصريين، ولاسيما بين ربات المنازل، وقد اصبحت اسماء ابطال هذه المسلسلات، ذات المواضيع العاطفية الكلاسيكية عموما، متداولة على نطاق واسع.ومن القنوات التي قررت مقاطعة بث المسلسلات التركية "الحياة" و"النهار". ومن المتوقع ان تتبعها قريبا قنوات "سي بي سي" خصوصا بعدما انتشرت دعوات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها فيسبوك وتويتر، تطالب بمقاطعة الدراما التركية احتجاجا على المواقف التركية من الاوضاع في مصر.وقد اثارت دعوات مقاطعة الدراما التركية وعدم بثها على الشاشات المصرية جدلا بين موافق على هذا الاجراء ومعارض له.ودعا اتحاد كتاب السيناريو العرب في بيان الى "مقاطعة الدراما التركية وتشجيع عرض الدراما العربية كقيمة ثقافية تتعامل مع الواقع العربي اولا واساسا".كذلك دعت نقابة المهن السينمائية المصرية في بيان المشاهدين المصريين "لعدم مشاهدة الدراما التركية بسبب معاداة النظام التركي لثورة 30 يونيو المصرية".واعتبر البيان ان "النظام التركي انكر ارادة الشعب مما يتطلب مقاطعة اعمال الدراما التركية بعد انحياز الحكومة التركية بشكل واضح لجماعة الاخوان المسلمين".ويبدو ان هذه الدعوات لقيت استجابة من قبل قنوات فضائية مصرية، وقد تعارضها قنوات عربية اخرى خصوصا شبكة "ام بي سي"، اول قناة عربية دعمت ترجمة الاعمال التركية الى العربية.ويبدي عدد من النقاد والمتابعين قناعتهم ان مقاطعة الدراما التركية لن تكون ذات اثر ايجابي على الدراما العربية، "خصوصا في ظل الاجواء المفتوحة فالعمل الجيد سيفرض نفسه بشكل او بآخر".ويرى الناقد طارق الشناوي ان "ما يجري من قبل القنوات الفضائية المصرية الداعية لمقاطعة المسلسلات التركية يشكل "عملية تزيف للوعي".ويقول ان هذه المقاطعة لا تعد "صفعة لاردوغان بسبب موقفه السياسي المؤيد للاخوان المسلميين والمعادي للسلطة"، بل هي تعد "نوعا من النفاق السياسى الفج".ويوضح قائلا "ما علاقة اردوغان بمهند وفاطمة وكنزى والسلطان سليمان وحريمه"، مشيرا ايضا الى ان مسلسل حريم السلطان اثار امتعاض اردوغان الذي اعتبره اهانة للتاريخ التركي.وتابع الشناوي "لست من المغرمين بالدراما التركية وارى ان بها من التطويل ما تفوقت به على نظيرتها المصرية، لكن لا شك ان لهذه المسلسلات جمهورها المصري والعربي".ويخلص الى القول ساخرا "هل يعتقد احد ان اردوغان سوف يستشعر الخطر المحدق بتركيا ويتراجع عن مواقفه السياسية حماية لانتشار المسلسل التركى خارج حدود بلاده؟"