في البداية كيف وجدت ردود الأفعال حول مسلسلك «القاصرات»؟ ردود الأفعال كانت متفاوتة ومتناقضة جدا فهناك من أعجبه المسلسل جدا، وشعرت بذلك من تعليقات الناس من حولي وهناك من لم يعجبه المسلسل على الإطلاق ووجد أنه سيء، وهذه التعليقات سمعتها، أما النوع الثالث فهو جزء من الجمهور شعر باشمئزاز عندما شاهد حلقات المسلسل ووجد أنها تتضمّن مشاهد وجمل لا ينبغي أن يتم تقديمها . وفي رأيك لماذا شعر البعض بالاشمئزاز ؟ لأنهم يرون أنه من الخطأ أن نشاهد الأطفال مثل هذا العمل الذي يتناول قضية زواج الأطفال، وحتى بالنسبة لي في بداية الأمر عندما قرأت السيناريو شعرت ببعض الإشمئزاز والرفض من داخلي لهذا الموضوع، ولهذا رفضت قبول الدور في بداية الأمر لإني لم أحب أن أجسد دور السيدة المتزوجة في هذا السن لأنني أرى أنني مازلت صغيرة على مثل هذه الأدوار . وما الذي جعلك تتراجعين عن الرفض وتشاركين في المسلسل ؟ وجدت أن القضية التي يناقشها المسلسل تستحق مني أن أقدم الدور حتى وإن كان صعبا أو سيعرضني لبعض الأذى، فهو بجانب أنه موضوع واقعي يمس كثيرات إلا أنه قد يكون وسيلة للتوعية، والحمد لله أعتقد أن المسلسل نجح في ايصال الرسالة المطلوبة منه . وما المقصود بالأذى الذي تعرضت له بسبب هذا الدور ؟ نفسيا، فمنذ اللحظة الأولى لي وأنا أقرأ السيناريو بدأت اتعرض لصدمات من المواقف والقصص داخل المسلسل والمأسي التي تتعرض لها الفتيات الصغيرات ولأني كنت أربط ذلك بالواقع تعبت نفسياً، فهؤلاء الأطفال تعرضن لقهر وظلم ولم يعشن طفولتهن مثل باقي البشر وكما ينبغي، هذا بجانب المشاهد الصعبة في العمل وهي كانت كثيرة . وما هي أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير ؟ أخر حلقة في المسلسل تعبت فيها جداً وتعرضت فيها لجروح وإصابات، فكنا نحمل فيها السكاكين ومن كثر تفاعلي مع الشخصية لم أشعر سوى والدماء تسيل مني فتعرض أحد أصابعي لجرح قطعي، والنتيجة أن يدي اليمنى نزفت كثيراً لهذا تفاعلت مع المشهد وصرت أبكي بشكل حقيقي من الألم، بجانب مشهد أخر علمت فيه ان ضرتي تعرضت للموت وهي طفله أيضا لهذا صرت أصرخ وأجري فى الشارع بملابس المنزل وهذا ممنوع طبعا في الصعيد وظللت أسقط على الارض وأمي تحاول تهدئتي، فبالنسبة لي كان يحمل مشقة كبيرة . هل تجدين أن المسلسل من دون المشاهد الجريئة والألفاظ التي وصفها البعض بالخادشة كان سيحقق نجاحا أكبر ؟ لم أر أن المسلسل تضمن أي شئ خارج عن الأداب سواء في المشاهد أو حتى الألفاظ، ولكن كل الأمر هو أنه كان واقعياً وصادقاً، كما أن الكاتبة سماح الحريري معروفة بأعمالها الراقية وكذلك المخرج الكبير مجدى أبو عميرة، وأستطيع أن أقول لك أن فريق العمل كان يخشى علينا من بعض المشاهد أكثر من أهالينا. وهل تعرضت لخدش حياء بسبب بعض الجمل بخاصة أنك تجسدين دور سيدة متزوجة وأنت مازلت طفلة ؟ في البداية لم اكن اريد الخوض في هذه المنطقة وكنت أرفض تجسيد دور السيدة المتزوجة حتى لا أتعرض لموقف سخيف أو يتهمني البعض أنني أحاول القفز لمنطقة أخرى، ولكن السيناريو كان محترما جدا ولم اخجل من شيء لدرجة أن «قميص النوم» في المسلسل كان عبارة عن «جلباب من دون أكمام» وليس مفتوحا أو كاشفا كما هو معتاد . هل من الممكن أن تتزوجي من هو أكبر منك فى العمر على غرار دورك في القاصرات ؟ مستحيل أن أقوم بهذا التصرف لأنني متعلمة ومن تقبل بالزواج من رجل كبير وهي طفلة في الغالب تكون غير متعلمة هي واسرتها، أو تكون فقيرة لدرجة كبيرة جداً لأن الأسرة إذا لم تكن في حاجة للمال فلن ترمي إبنتها، وأنا أعرف نفسي جيداً سأشعر بالإشمئزاز إذا تزوجت من رجل كبير. إذن كيف ستختارين زوجك؟ لابد أن تكون هناك نسبة حب ولن أقول شرطا أن يكون الحب بيننا 100 بالمائة لأننى أعرف جيدا أن الحب هو الذي يجعل المرأة تصبر على تصرفات الرجل وبالتالى تستطيع أن تنجح فى بناء أسرة، مع علمي الكامل أن السعادة الكاملة من الصعب تحقيقها، ولايخلو أي بيت من المشاكل والخلافات بين الزوجين، ولكن شرطي الأساسي هو التناسب في السن لأنني مؤمنة أن الكبير يتزوج من كبيرة والصغير يتزوج من صغيرة وليس العكس، ولابد ان أتزوج على حب وأنجب إبني من رجل أحبه، وبالطبع هذه الفكرة ليست مطروحة في الوقت الحالي فعمري 14عاماً. نعود للمسلسل كيف تعلمت اللهجة الصعيدية ؟ فى البداية الامر لم يكن سهلا ولكن جلست مع مصحح اللغة وتعلمتها منه بسرعة جدا لدرجة أنني كنت أقوم بالتصحيح لزميلاتي في المسلسل . كيف وجدت الوقوف أمام الفنان صلاح السعدني ؟ «أونكل صلاح» فنان كبير جدا وكنت أتمنى العمل معه من قبل وأنا سعيدة أنني شاركت معه في بطولة هذا العمل لأنني كنت أتوقع أنه لن يكون عملا عاديا أو مجرد مسلسل، بل كنت أثق أنه سينجح ويثير الجدل بهذا الشكل وفي الحقيقة تعلمت الكثير من الفنان الكبير صلاح السعدني فهو رائع سواء على المستوى المهني أو الشخصي وأحبه كثيرا.