علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس يتابع عن كثب تطورات ملف جندي كان يعد لتنفيذ هجوم مسلح على مسجد ببلدة فينيسيو بضاحية ليون. وأفاد كمال قبطان، عميد مسجد «ليون» أن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس في تواصل مستمر مع ممثلي الجالية الاسلامية بمنطقة رون آلب، ويتابع عن قرب تطورات ملف الهجوم الذي كان مقررا أن يستهدف مسجد مينغيت يوم العيد. هذا، وذكر بيان لوزارة الداخلية أن مانويل فالس «يكرر التزامه القوي بمكافحة كل أعمال العنف المستلهمة من الأفكار الأشد تطرفا والتي تتعرض لقيم الجمهورية، وتهدف فقط إلى إحداث توتر داخل المجتمع ونشر أجواء من الكراهية»، مؤكدا «عدم القبول بأي تهاون». وقد أيقظ إيقاف عناصر الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية لجندي برتبة رقيب في سلاح الجو الفرنسي، استياء الجالية المسلمة في منطقة رون آلب، حيث كان ينوي تحويل فرحة عيد الفطر في مدينة فينسيو إلى مأتم كبير، وتخوفات الجالية المسلمة في منطقة رون آلب من تنامي معاداة الاسلام في المنطقة. وندد كمال قبطان، عميد مسجد «ليون»، في تصريح لجريدة «الإتحاد الاشتراكي» بتزايد استهداف المتشددين لأمكنة العبادة، وأشار إلى تنظيم مسلمي المنطقة تجمعا أمام مسجد مينغيت لشجب هذه السلوكات التي تمس بسلامة المسلمين في الديار الفرنسية. وعزا قبطان، تزايد الاعتداءات، التي كان آخرها تدنيس مسجد ليسبارك ميدوك بضاحية بوردو نهاية الاسبوع الماضي، الى «تنامي ظاهرة معاداة الاسلام والمسلمين في فرنسا التي يؤججها خطاب سياسي متشبع بأفكار اليمين المتطرف». وكانت السلطات الفرنسية أوقفت في قاعدة ليون مون فردان الجوية ، جنديا شابا «متشبعا بأفكار اليمين المتطرف المتشدد» قرب مدينة ليون الفرنسية للاشتباه بنيته مهاجمة مسجد . وأوقف هذا العسكري وهو برتبة رقيب في سلاح الجو، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق في الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية قبل أن توجه إليه تهمتا «حيازة ذخائر من الفئة الرابعة متعلقة بعمل إرهابي، وتحقير مكان عبادة متعلق بعمل إرهابي» ويوضع على أساسهما قيد التوقيف الاحتياطي. وأكد مصدر قضائي أن الموقوف اعترف بأنه ألقى العام الماضي قنبلة حارقة على أحد المساجد، مشيرة إلى أن المشتبه به تعرض العام الماضي بشكل عنيف لمسجد آخر في منطقة بوردو. وأضاف المصدر أن الجندي أحيل الأحد إلى قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس، مشيرا إلى أن المتهم اعترف أمام المحققين بأنه كان يعتزم إطلاق النار على مسجد مينغيت في فينيسيو بضاحية ليون في 8 غشت الجاري بمناسبة انتهاء شهر رمضان. وخلال فترة توقيفه التي بدأت في السابع من غشت الجاري، اعترف المتهم أيضا بأنه ألقى قبل نحو عام قنبلة حارقة على باب مسجد ليبورن في جيروند (جنوب غرب) لم تسفر عن إصابات في الأرواح بل اقتصرت أضرارها على خسائر مادية طفيفة. ووفق المصدر القضائي نفسه، فإن الشاب يعاني من الوحدة ومن اضطرابات نفسية ويجتاز مرحلة عصيبة بسبب إخفاقات عاطفية عديدة، مشيرا إلى أن بعضا من أقارب الشاب هم الذين أبلغوا السلطات عنه بعد أن انتابهم القلق عليه لدى اكتشافهم بحوزته وثائق أثارت شكوكهم. وتواجه الأجهزة الأمنية الفرنسية زيادة في أنشطة من تصفهم بالمتشددين المنتمين للجناح اليميني بالدولة التي توجد بها أكبر أقلية مسلمة في أوروبا. وحظرت الحكومة أنشطة ست جماعات يمينية متشددة في يوليوز بعد مقتل طالب من الجناح اليساري في شجار بين جماعات متطرفة.