تحولت ساحة المسيرة الخضراء أمام باب القصبة بالمحمدية، حيث أحدث المجلس البلدي نافورة عجيبة ، إلى مسبح عشوائي يرتاده أطفال وشباب المنطقة يتبللون بمياه النافورة عراة وفي واضحة النهار. وجذبت مياه النافورة عددا كبيرا من الأطفال طيلة أيام شهر رمضان الأخير، حيث كانوا يقضون بها ساعات طويلة هربا من حرارة الطقس، يفضلونها على مياه البحر المالحة التي تزيد من ارتفاع الحرارة في أبدانهم كما يعتقدون. ساحة المسيرة الخضراء تحولت إذن إلى مسبح في غياب مسبح في المحمدية بمواصفات المسابح المفتوحة في مدن أخرى في وجه الأطفال، وفي غياب أدنى اهتمام أو تفكير في دراسة ملف المسبح البلدي المغلق والذي تجهل الأسباب الحقيقية لاستمرار إغلاقه منذ زمن طويل، وهو المتواجد بشارع الحسن الثاني بالقرب من محطة القطار وكان يتوفر على كل المواصفات التي تجعل منه مسبحا أولمبيا بامتياز. أطفال مدينة المحمدية الذين يقصدون النافورة ويحولونها لمسبح، يفتقدون لأية مرافق ترفيهية في المدينة، ويوجدون على هوامش تفكير واهتمام المسؤولين عن تدبير الشأن العام بالمدينة، ولا قدرة لهم أو لأسرهم لولوج مسابح تابعة لمؤسسات خاصة لا تفتح أبوابها إلا لأبناء الطبقات الميسورة. ينضاف ذلك إلى حرمانهم (الأطفال والشباب) من مرافق رياضية حيث يضطرون إلى الأزقة والشوارع والفضاءات المهجورة لممارسة رياضاتهم المفضلة ككرة القدم مثلا. ويتأكد يوما بعد يوم أمام مثل هذه المشاهد، الغياب التام لأية سياسة ولأي تخطيط من لدن القابضين على مفاتيح المجلس البلدي للاهتمام بطفولة مدينة المحمدية، وغياب أي تفكير لصالح هذه الفئة ولفائدة تمتيعها بمقومات التنشئة المتوازنة.