دخلت ساكنة جماعة إميضر عامها الثالث من الاعتصام المفتوح الذي تخوضه فوق جبل ألبان منذ غشت 2011 دفاعا عن حقوقها المشروعة وضد التهميش والإقصاء الممنهج من طرف السلطات وشركة معادن إميضر التي تستغل أكبر منجم لاستخراج الفضة إفريقيا والذي يتوسط أراضي الجماعة. الاجواء الرمضانية وارتفاع درجة الحرارة لم تمنع ساكنة دواوير جماعة إميضر المترامية في محيط المنجم من الحضور الى التظاهرة التي نادت إليها حركة على درب 96 (الحركة الاحتجاجية المستقلة التي تؤطر احتجاجات ساكنة إميضر)، فمنذ الصباح الباكر توافدت حشود من الإميضريين من مختلف الاعمار الى وسط مركز إميضر قرب إعدادية البلدة، حاملين لافتات مكتوبة بمختلف اللغات لتخليد الذكري الثانية لبداية الانتفاضة التي أماطت اللثام عن مدى الحيف الذي تعاني منه ساكنة تفترش أراضيها ثروات نفيسة يتم نهبها من طرف مافيات لا تعرف الوطن والمواطن. التظاهرة التي اختِير لها ان تكون " مسيرة صامتة " ، شهدت حضور مجموعة من سكان القرى والمناطق المجاورة لإيميضر شارك فيها ما يقارب 4500 شخص من نساء ورجال، شباب وأطفال. وبعد انطلاقها جابت التظاهرة دواوير مركز إميضر مرورا أمام مقر الجماعة القروية حيث وقفت المسيرة الصامتة رافعة إشارات الصفر للمجلس القروي الفاقد لمصداقيته. لتكمل المسيرة الحاشدة طريقها نحو " تاوريرت نوسبضان " الواقعة بقدم جبل "ألبان " قاطعين أزيد من 10 كيلومترات سيرا على الاقدام بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 10 لتتحلق الساكنة في شكل نضالي على بعد أمتار من بئر تاركيط الذي تضخ منه الشركة المياه منذ سنة 1986 بدون أي سند قانوني، أمام أنظار قائد قيادة تودغى ومسؤولين أمنيين والعشرات من القوات القمعية المحاصرة للبئر. هذا وقد رفع المتظاهرون خلال هاته المسيرة مجسمات تحمل رسائل واضحة للمسؤولين والرأي العام كما حُملت يافطات ولافتات تلخص مجمل المطالب المرفوعة (إيقاف استنزاف ونهب الثروات الحيوية، إنصاف عاطلي ومعطلي جماعة إميضر... ).