هي حادثة سير غير عادية وقعت على الطريق الرابطة بين جماعة الصعادلة القروية و مول البركي، غير عادية لأن الضحية رياضي محبوب و الجناة هربوا في الغسق تاركين أداة الجريمة، و مع ذلك قيدت القضية ضد مجهول..! زكريا شاب في مقتبل العمر، كان يصارع زمن البطالة بطريقته، تارة «يتعيش» من عمل مؤقت في النهار و تارة أخرى يشتغل كحارس ليلي بإحدى الضيعات المتاخمة لآسفي. و هكذا كان .. ليلة مرت في الحراسة، صباحا و هو عائد إلى المنزل وجد نفسه مجندلا في الطريق الجهوية و التي يسميها البدو هناك طريق دار سي عيسى . دراجته النارية مرمية على الطوار و جسده في مواجهة سيارة كانت قادمة بسرعة جنونية . النتيجة ضربة قاتلة و أسرة مفجوعة و سيارة هرب راكبوها و لم يتبق فيها سوى زجاج مكسور و بقايا قنب هندي من أوراق و زريعة فسجائر و مشروبات. و تحقيق تحت يده كل الحجج و بحث قضائي توقف في نصف الطريق ، و أب لايزال منذ ثلاث سنوات يطرق كل الأبواب و يتوسل باحثا و طالبا من قتل فلذة كبده رغم اقترابه من حقيقة القاتل و هويته أكثر من مرة ..!! .. كيف وقع ذلك .. عبد الناجي حدان أب الضحية زكريا، لم يهدأ له بال ، جاءته مكالمتان من السجن المدني بآسفي تمكناه من معلومات واضحة عن قاتل ابنه و الخيط الرابط بين الجريمة و حادثة الهروب توجد لدى شخص معتقل بالسجن المذكور ، لم يتأخر عبد الناجي في التوجه إلى المؤسسة السجنية .. التقى المخبر المفترض الذي مكنه من شهادة مكتوبة تؤكد ما قيل سابقا . تمت مراسلة الوكيل العام و وكيل الملك باستئنافية و ابتدائية آسفي مطلع سنة 2013 .. وقال الأب المكلوم في شكايتيه إلى السلطة القضائية، إن المتسبب في حادثة قتل ابنه و الفار من مكانها مع من كان معه يوجد رهن الاعتقال تحت رقم 26071 على خلفية ملف المخدرات ، و برسالتين أخريين من الشاهد المفترض (م . ت ) الذي أكد أقوال الأب .. لكن مسار الملف و معه كل الشكايات يواجه باللازمة المعلومة «تعميق البحث» ! الوالد المجروح زارنا في مكتب الجريدة ، و ليس له من مطلب سوى كشف و اعتقال قتلة ابنه ، خصوصا أن الأمن الوطني و الدرك الملكي وقفا و بالملموس على طبيعة مالك السيارة و أرقامها المزورة و البصمات المرفوعة التي يمكن أن تكون لمهربي المخدرات . فالطريق التي وقعت فيها الحادثة هي ممر «رسمي» لبارونات المخدرات بكل أنواعها و معروف ذلك منذ زمان عند الأجهزة الأمنية ! نقطة أخيرة .. مختبر الأبحاث و التحليلات التقنية و العلمية التابع للدرك الملكي حدد في تقريره رقم 1612 /4 قضية 10/8775 ، أن السيارة فيها بقايا مخدرات منزوعة الكراسي و هي من المؤكد تستعمل لتنقيل و توزيع المخدرات في الخط المعلوم لدى الدرك الملكي و الرابط من خميس الزمامرة على الغربية قدوما إلى دار القايد و وصولا إلى جنوبآسفي عند سكة القطار و ما قبلها و ما بعدها قرب المركبات الكيماوية ، حيث يتواجد إلى حدود اليوم أكبر تجار الكيف و الحشيش. لابد أن يعتقل الجناة .. مسارب الوصول إليهم و إلى تفاصيل الحادثة باتت متوفرة، انطلاقا من المستجدات الطارئة على الملف من شهود و حجج دامغة .. لابد أيضا أن تُراحَ أسرة الضحية التي مازالت تعيش ضغطا نفسيا رهيبا و انتظارا قاتلا من أجل كشف الغطاء عن حقيقة قتل ابنها .