اقترنت جريدة «أخبار الأدب» المصرية بالروائي جمال الغيطاني الذي أسسها منذ عشرين سنة. منذ ذلك الزمن أصبحت «أخبار الأدب» هي «ماغازين ليتيرير» العالم العربي. تنزل الجريدة المتخصصة في الأدب و الثقافة والفكر إلى المكتبات في المغرب يوم كل أحد. الثلاثاء ،الأربعاء، الخميس تنفذ الأعداد. ملفات و حوارات و أخبار و قراءة في كتب و نصوص من الأدب الأجنبي و الأدب الشعبي العربي. تلك الصفحات التي تحمل اسم «البستان» تطل بقارئها على عالم من النصوص الأدبية، و على مقتطفات من روايات أو قصص أو قصائد. بل إن الجريدة طورت نفسها و أصبحت تنشر بعض الكتب: «كتاب أخبار الأدب»، كان جمال الغيطاني يقرأها و يرتب مواعيد نشرها و يتلقى الاقتراحات الكثيرة. ارتبطت الجريدة أيضا بأسماء أخرى من الأدباء الجدد في مصر: عبلة الرويني، منصورة عز الدين، عزت القمحاوي، ياسر عبد الحافظ، أحمد وائل، محمد شعير، نائل الطوخي، طارق الطاهر... كل هذا المشروع الإعلامي و الثقافي العربي تم تدميره بعد حكم الإخوان المسلمين. أقيلت عبلة الرويني و جيء برئيس تحرير يدعى مجدي العفيفي المحسوب على الإخوان، وهو اسم غير وارد لا في الإعلام ولا في الثقافة والأدب. وهنا بدأت المهزلة. تغيرت ملامح الجريدة تتغير. أصاب المسخ كل شيء، «البستان» الذي كنا نقرأ فيه الادب العالمي اختفى، الأخبار لم تعد كما كانت، القضايا الملفات، عشرون سنة من الرصيد العملي ذابت مثل قطعة ثلج، و بدأت عملية الأخونة. دخل الصحفيون و المحررون في اعتصامات و إضرابات و صوت حالهم يقول: لا ، لا ،ليست هذه هي أخبار الأدب. في سنة 2008 زرت مصر للمشاركة في ندوة دولية عن ابن خلدون. سرقت وقتا و زرت «أخبار الأدب». التقيت بعزت القمحاوي و منصورة عز الدين و زوجها ياسر عبد الحافظ الذي كان قد أصدر رواية جميلة عنوانها «بمناسبة الحياة» عن دار النشر «ميريت» لناشرها الشجاع «محمد هاشم». كانت الجريدة مثل خلية نحل، عمل وجدية و اعتكاف ونشاط هو النشاط المعروف عن المصريين. أذكر ان جمال الغيطاني كان وقتذاك في سفر إلى الكويت. سألوني عن كتب مغربية صدرت و لم تصل، عن ترجمات، عن كتب فلسفية، عن روايات... اليوم، بعد زوال كابوس الإخوان عن بلد الأهرام، عاد أهل «أخبار الأدب» لترميم جريدتهم التي أسسوها بالروح و بالدم كما يقال. والغريب هو هروب مجدي العفيفي رئيس تحريرها الإخواني، وهذا قول لأحمد وائل:» »نظمت أخيراً وقفة يوم الأحد وتمت الدعوة إلى أخرى ظهر الاثنين الماضي على أن يحضرها عدد من الأدباء، ولكن قبل موعد الوقفة بساعات أبلغتنا إدارة المؤسسة أن العفيفي في إجازة... في الأحوال كافة، قرر محررو الجريدة أن رئيس التحرير، الذي أدخل ماركس إلى الإسلام مرتين، لن يعود. الآن يدير الجريدة مجلس تحرير يضم الجميع في تجربة يتساوى فيها الكل، في محاولة لاستعادة طابع الجريدة المعروف ولتطوير محتواها أيضاً». فهنيئا لأهل أخبار الأدب باستعادة جريدتهم.