إثر تعيين مجدي تهامي عفيفي من طرف الحكومة الإخوانية الجديدة في مصر رئيسا لتحرير أهم جريدة ثقافية وأدبية في مصر "أخبار الأدب"، أصدر صحافيوها بياناً جاء فيه: "منذ الإعلان عن اسم رئيس التحرير الجديد، سادت الوسط الثقافي حالة من الرفض والإدانة، ووصل الأمر إلى حد طلب المقاطعة، والإعلان عن مبادرات لإصدار «أخبار أدب» بديلة تحل محل الأصلية (...) وبدورنا أصابنا ما أصاب الوسط كلّه من صدمة وقلق، وخاصةً مع ما قيل عن التوجهات الإخوانية للزميل مجدي عفيفي (...)، واعتبرها البعض نهاية حقيقية ل «أخبار الأدب». ولأننا نؤمن بأنّ «أخبار الأدب» ملككم وأنّكم شركاء حقيقيون في هذا الإصدار، كان يجب أن نواجه الزميل الجديد بكل ما قيل. وفي اجتماع الأحد الماضي، أكّدنا على ثوابت «أخبار الأدب» (...). وأكد رئيس التحرير الجديد أنه ملتزم بهذه الثوابت، وجاء ليضيف إلى «أخبار الأدب» لا لينتقص منها. نفى الرجل أن يكون إخوانياً أو يسعى إلى فرض رؤى وتصورات الجماعة (...) وقال إن أولى مقالاته ستكون تأكيداً على تلك الثوابت. حالياً نحن على أعتاب مرحلة جديدة، وربما صدام جديد، لكن لا يسعنا إلا أن نفترض حسن النوايا، وانتظروا وإنا معكم لمنتظرون". وقد كان العدد الأخير من جريدة «أخبار الأدب» قد حمل نبرة تحدٍ من جانب مجلس تحريرها، حيث تصدر غلاف الجريدة فى عددها الصادر يوم الجمعة الماضي مانشيتاً رئيسياً، جاء فيه «إلى مجلس الشورى لا سمع ولا طاعة»، وهو ما يعني أن مجلس تحرير الجريدة لن يعترف بشرعية قرارات مجلس الشورى الخاصة بتغيير القيادات الصحفية. يذكر أن مجلس الشورى، برئاسة الدكتور أحمد فهمي، قد أعلن عن أسماء رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد، لمدة 3 سنوات، وتم تعيين مجدي تهامي بدلاً من الكاتبة الصحافية عبلة الروينى لرئاسة تحرير جريدة أخبار الأدب، وهو ما تسبب فى استياء عدد من الأدباء والمثقفين، حيث دعت ورشة الزيتون برئاسة الشاعر والناقد شعبان يوسف المثقفين إلى مقاطعة الجريدة. وفي سياق متصل، قالت الكاتبة الصحافية عبلة الروينى، رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب، إنها فوجئت عقب دخولها لمكتبها بمقر الجريدة بأن المكتب قد تم اقتحامه من قبل رئيس تحرير المزمع تعيينه من قبل مجلس الشورى، ذي الأغلبية الإخوانية، برغم أنها لم تقم بعد بإخلاء طرفها من الجريدة، وأن المكتب يحتوي على العديد من المحتويات الشخصية التى لا يجوز لأحد أن يطلع عليها أو يحتل مكتبها من دون إذنها. وأضافت «الروينى» فى تصريحات خاصة لجريدة»اليوم السابع»: أنها فخورة بما قدمته فى جريدة «أخبار الأدب» على مدار السنة الماضية التى عينت فيها رئيسة للتحرير، لكنها كانت تأمل أن تخرج من الجريدة التى أحبتها، وأخلصت فى عملها من أجل تطويرها، بطريقة أكثر حضارية من تلك الطريقة الغريبة». وقالت «الروينى»:» إنه من الواضح أن الأيام المقبلة ستشهد العديد من التضييقات على كتاب الرأي فى المؤسسة، مشيرةً إلى أنه قيل لها اليوم تعليقًا على مقالها الذى من المفترض أن يصدر غدًا أن الأوضاع تغيرت». وكان عدد الجمعة الماضية من جريدة «الأخبار» اليومية قد صدر من دون مقال الكاتبة عبلة الروينى بسبب اعتراضها على حذف كلمة «أخونة الصحافة» فى إشارة منها إلى حركة التغييرات الصحافية التى أجراها مجلس الشورى الأسبوع الماضي وكان من نتائجها إبعاد «الرويني» عن رئاسة تحرير جريدة أخبار الأدب وهو المنصب الذى تتولاه منذ ما يقرب من عام ونصف. تفصيل حجب المقال ترويها الروينى قائلة، إنها «تقدمت بمقالها اليومي الذى تكتبه تحت عنوان «نهار» كعادتها فى تسليم مقالها اليومي كل صباح، ولكنها فى هذا اليوم كانت تشير فيه إلى سبب احتجابها وامتناعها عن الكتابة يوم أمس، وهو أنها امتنعت عن الكتابة استجابة لدعوى احتجاب كتاب الرأي التى أطلقها رؤساء التحرير مساء يوم الأربعاء الماضي». وأضافت إنها «فوجئت بالمشرفين على الصفحة التى يوجد فيها المقال يقولون لها إن الأوضاع تغيرت وأن ما كان يسمح به أمس لا يمكن أن يتم السماح به اليوم، فى إشارة منه إلى تغيير قيادة تحرير جريدة الأخبار وتغيير رئيس مجلس إدارة المؤسسة، وحينما أبدت استغرابها قالوا لها إن المقال بهذه الصورة «سيتعطل» ومن الأفضل حذف كلمة «الإخوان المسلمين» وحذف كلمة «أخونة الصحافة» من المقال، وحينما اعترضت على الحذف، بدأ محدثها يناقشها ويقول لها «مفيش حاجة اسمها أخونة الصحافة» و»المقال شديد أوي» و»عيدى نظر شوية وخففيه» وهنا انفعلت «الرويني» وقالت له أنا من يكتب المقال وليس أنت وإن كنت لا تحب هذه الكلمة لا تكتبها في مقالك إن كان لك مقال». وتتساءل الرويني:» هل أخونة الصحافة كلمة عيب؟ وهل هذه الكلمة هي التى تهز عرش أخبار اليوم؟ مضيفة: من الواضح الآن أن الإخوان أتوا ليغيروا هوية مصر الثقافية، وقد بدأوا حربهم منذ اليوم الأول لتوليهم زمام المؤسسات الصحافية القومية فأبعدونى عن رئاسة تحرير «أخبار الأدب» وحرموني من أن أعرض وجه نظري فى الإبعاد، موضحة أنها لم تفتعل حدثاً لتهاجم الإخوان من خلاله وأنها إلتزمت مبادئ المهنية فى مقالها وأنها لم تغير موقفها من الإخوان لأنها ضدهم قبل أن يتولوا الحكم وبعد توليهم للحكم». وكتبت الشاعرة المصريّة غادة نبيل على صفحتها في الفايس بوك:»أحدث ما عرفناه عبر الزميل العزيز والمثقف وائل عبد الفتاح بأخبار الأدب أن ممتاز القط رئيس تحرير الأخبار ما قبل الثورة وشاتم الثورة وأحد الساجدين لمبارك ككتيبة رؤساء تحرير ما قبل الثورة عائد للكتابة في الأخبار، في حين يتم « منع « مقالات عبلة الروينى والتحرش بها لإجبارها على التوقف عن الكتابة . لماذا وهي الثورية ؟. لأنها تكتب ضدهم ومع ذلك كانت تستضيف نادر بكار وحسام عقل وغيرهم فى ندوات أخبار الأدب مع العلمانيين .. ولأن الإخوان والسلفيين يفضلون عناصر أمن الدولة والحزب الوطني ومُقبلىّ أحذية مبارك المسوخ على العلمانيين وأصحاب التفكير الحر . كنت سمعت بأذني وأمامي عناصر إخوانية فى جريدتنا من الموظفين يشتمون حمدين صباحي بأحط الألفاظ بعد خروج حمدين من الانتخابات، واصفين إياه بأنه « أوسخ وأسوأ من شفيق « فى الوقت الذى لم يكن يتنافس رئاسياً غير شفيق ومرسي . لن نتحرر من الغل، إلا عندما « نتحرر».