ما حصل مؤخرا بالقرب من أحد المساجد بمنطقة بنسليمان المرينيين بفاس، بقدر ما يكشف قدرة البعض على التحايل وابتداع أشكال متقدمة في النصب والاحتيال ، بقدر ما يكشف كذلك، أن استبلاد الناس والضحك على ذقونهم ليس دائما أمرا محمودا . فقد ادعى أحدهم وهو شاب في الثلاثين من عمره، أن دراجته النارية ثلاثية العجلات سرقت منه ، وهي مصدر قوته وقوت أسرته ، حضّر الشاب كثيرا وهيأ أوضاعه النفسية حتى تنسجم مع دوره الدرامي في استدرار شفقة الناس وعطفهم في اليوم الخامس من تجليات الشهر الفضيل ، وبمكر بالغ واصل أداء دوره إلى حين صلاة العصر ، ليستغل خروج المئات من المصلين بالمسجد عبر إطلاقه نوبات من التشكي المرفوق بالبكاء . إلا أنه لم يظفر ولو بدرهم واحد، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا تدعو إلى دعمه . وكرد فعل مباشر قام الشخص المذكور في ما يشبه النكاية والتشفي، بالصلاة عكس القبلة، وأمام دهشة الجميع ، ليتضح للجميع أنه نصاب ماكر وأن حيلته لم تنطل عليهم . كثيرة هي المقالب التي ينسجها ثلة من المحتالين في محاولة لاستبلاد وعي الناس ، لكن العاقبة كانت صادمة بالنسبة لصاحبنا وحتما لن يكررها في مكان آخر، فالحذر واجب في مثل هذه الحالات التي قد تتخذ لبوسات متنوعة ، السيناريو جاهز ، وقد ينفذ في أي مكان وبصيغ مختلفة .