احتفت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومنتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مساء يوم الخميس الماضي بمدينة الرباط بالأقلام المبدعة العاملة بالمؤسسة. وشكلت هذه «الأمسية الرمضانية»، التي أجمع المشاركون على كونها مبادرة إيجابية لتفعيل التواصل ما بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وكل أطرها باختلاف مشاربهم، مساحة من الزمن للتعريف بالعطاءات الفنية والفكرية والثقافية لهذه الأقلام المبدعة. ووصف المحتفى بهم نساء ورجالا مشهود لهم بكفاءاتهم ومعروفة عطاءاتهم على مستوى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هذه اللقاء ب«اللحظة الحميمية العائلية» التي تتسم بالسمو والنبل وتقارب أطر «يشتغلون في ما يشبه جزر»، واعتبارها، أيضا، «لحظة اعتراف تكريم ل«ولاد الدار»» في مجالات إبداعات تختلف عن أنشطتها المهنية، الصحفية والتقنية والإدارية، وخطوة لتعميق التواصل ليكون دفعة لمزيد من التقارب بين كل الأطياف المكونة لهذه المؤسسة الاعلامية. واعتبرت الصحفية فاطمة البارودي خلال «الأمسية الرمضانية»، التي قدمت لجمهورها قصيدة «زمن عربي مسروق» من ديوانها الشعري المقبل «الإبحار في قلاع الروح 4»، «أن الكتابة لحظة هرورب ونوع من التحايل على الألم»، مشيرة إلى «الكتابة هي بمثابة مواجهة مع الذات، ومتنفس من أجل التحايل «تلجأ إلى القلم لأخذ نفس من أجل المواصلة». كما تميزت هذه «الأمسية الرمضانية» أيضا بالإحتفاء بالإعلاميتان فاطمة يهدي وزكية بلقيس، بعد إصدارهما للديوان الشعري «سمفونية الصمت». وقالت وهي تتحدث عن تجربتها وعلاقتها بالكتابة إنها «بدأت منذ سنوات، انطلقت بالشعر ولم تتوقف عند حدوده» وأشارت يهدي، التي تلت على مسامع الحضور قصيدة «سؤال وسؤال» زكية بلقيس وقصيدة «شهرزاد والكلب» من ديوانها المقبل، إلى «انها كانت تكتب لنفسها وفي الخفاء». كما كانت هذه «الأمسية الرمضانية»، فرصة قدمه خلالها الصحفي محمد الغيداني لإنتاجه العلمي، وهو عبارة عن كتاب قيد الطبع تحمل عنوان «الاعلام السمعي البصري الأمازيعي ومسألة الهوية»، والاعلامي المدني دروز، الذي قدم مؤلفه الجديد «التنشيط الاذاعي أي مفهوم وأية ممارسة». وقدم أيضا الأطر التقنية المحتفى بهم خلال هذا اللقاء، الذي تميز بكلمة لمدير الاتصال كريم السباعي وادريس الادريسي وتنشيط حسن احجيج وحضور مدراء قنوات تلفزيونية تابعة للقطب العمومي، انتاجاتهم العلمية وخاصة كتاب لكل من أحمد ليشيوي وحميد سريغ، الذي يهدف إلى تدقيق كل الجوانب المتعلقة بالتكنلوجيا الحديثة المرتبطة بالتلفزة الرقمية الأرضية، وكتاب حول التلفزة الرقمية الشخصية المتنقلة للدكتور ادريس دوكات. وشكلت هذه «الأمسية الرمضانية» مناسبة تبادل المشاركون فيها وجهات النظر حول أفضل السبل لإنجاح مشاريع جماعية تهدف إلى تشجيع الإنتاجات الإبداعية لصحفيي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومختلف الكفاءات المشتغلة بها بما يساهم في ترسيخ جسور التواصل واللقاء المستمر بين مختلف الفاعلين وتقدير المجهودات التي يبذلونها من أجل المساهمة في دينامية الحقل الثقافي المغربي، وكذلك للحفاظ على الوشائج الإنسانية بين مختلف مكونات المؤسسة والعمل على تنميتها. وتأتي هذه المبادرة، التي ساهمت في بلورتها الاعلامية صباح بنداود، تفعيلا للسياسة التواصلية الجديدة التي تنهجها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة باختيارها الإنفتاح على مختلف الشركاء والفاعلين الجمعويين والاجتماعيين بدار البريهي في تفعيل برنامج عملها الموصول بالتواصل الداخلي، و ذلك عن طريق فتح المجال أمام شراكات ميدانية أثمرت تحقيق مبادرات نوعية هادفة للإرتقاء وترسيخ ثقافة الإعتراف بالكفاءات العاملة بالمؤسسة، ثم الإنفتاح لاحقا على مختلف المتدخلين في المجال السمعي البصري ببلادنا.