بعد نجاحهم في امتحانات البكالوريا، تبدأ معاناة الطلبة حول تحديد وجهتهم المستقبلية بجهة الدارالبيضاء الكبرى، على غرار باقي الناجحين في سائر التراب الوطني. وتبدأ هذه المعاناة مع معرفة المعدل الذي تم به الحصول على شهادة البكالوريا. وتكون الوجهة محسومة بدرجة هذا المعدل، لأن جل، بل كل المعاهد العليا أصبحت تشترط مسبقاً معدلا معيناً لقبول وضع الملفات للراغبين في متابعة دراستهم بها، لتبقى الكليات التابعة للدولة هي الملاذ لكل الطلبة الذين لا يستطيعون ولوج المعاهد العليا التي تطلب معدلات مرتفعة، والذين أيضاً لا يستطيعون دفع تكلفة الدراسة في المعاهد العليا الخاصة. إلا أن شريحة لا يستهان بها تفضل الأقسام التحضيرية للمدارس العليا ، في المقابل، هناك شريحة مهمة معلوماتها غير كافية عن هذه المدارس. وهناك من لا يعلم ويعرف عنها أي شيء. ما هي هذه المدارس؟ ومتى أنشئت؟ وأين تتواجد؟ نشأة الأقسام التحضيرية أنشئت الأقسام التحضيرية خلال الموسم الدراسي 1986/1985 واقتصر التكوين بها في البداية إلى حدود السنة الدراسية 2000/1999، على حاملي بكالوريا العلوم الرياضية الذين كانوا يتوجهون إلى الأقسام التحضيرية الرياضية، أي تخصص الرياضيات والفيزياء وعلوم المهندس «MPSI» حالياً. وعلى حاملي شهادة بكالوريا شعبة العلوم التقنية الذين كانوا يتوجهون إلى الأقسام التحضيرية التقنية، أي تخصص التكنولوجيا والعلوم الصناعية «TSI» حالياً. ومنذ السنة الدراسية 2001/2000، اتسعت قاعدة التخصصات الملقنة بهذه الأقسام. واتسعت بالتالي أنواع البكالوريا التي تتيح لحاملها الالتحاق بها ليصبح مجموع التخصصات كالتالي: الرياضيات والفيزياء وعلوم المهندس «MPSI» التكنولوجيا والعلوم الصناعية «TSI» الفيزياء والكيمياء وعلوم المهندس «PCSI» البيولوجيا والكيمياء وعلوم الأرض «BCPST» الاقتصاد والتجارة «تخصص تكنولوجي» «EC T» الاقتصاد والتجارة «تخصص علمي» ECS الآداب والعلوم الإنسانية «LSH». كما اتسعت تدريجياً أيضاً دائرة مراكز الاحتضان لتنتقل من 3 مراكز في البداية بمدن: الرباطفاسوالدارالبيضاء، لتشمل حالياً عدة مدن وجهات مختلفة من المملكة. فأصبحت تحتل الأقسام التحضيرية للمدارس العليا مكانة مرموقة بين المسالك الدراسية والتكوينية التي تغري وتستهوي تلاميذ السنة الختامية من سلك البكالوريا، وخاصة المتفوقين منهم، إذ بالإضافة إلى التكوين المتين الذي تضمنه هذه الأقسام، فهي تسمح للناجحين فيها بولوج مختلف المدارس العليا. ونسعى من خلال الجريدة إلى التعريف بمسطرة وشروط الترشيح للالتحاق بهذه الأقسام، وكذا مختلف المسالك ومراكز الاحتضان ومناطق الاستقطاب، بالإضافة إلى مراحل ومكونات المباراة الوطنية الموحدة CNC التي تعتبر ممراً أساسياً لولوج المدارس العليا. مسطرة وشروط الترشيح للالتحاق بالأقسام التحضيرية يتطلب الترشيح للأقسام التحضيرية الشروط التالية: 1 أن يكون المترشح ممدرساً ويتابع دراسته بالسنة الختامية في سلك البكالوريا بالمغرب في مؤسسة للتعليم العمومي أو التعليم المدرسي الخصوصي، المرخص لها من طرف الوزارة الوصية، ويكون قد تابع دراسته بالسنة الأولى من سلك البكالوريا بإحدى هذه المؤسسات. 2 ألا يتجاوز عمره 21 سنة قبل 31 دجنبر من سنة الترشيح. 3 ألا يقل معدل الترشيح المحصل عليه عن 20/13 بالنسبة لكافة تخصصات البكالوريا، ويحسب على الشكل التالي: معدل المرور من السنة الأولى إلى السنة الثانية من سلك البكالوريا = معدل المراقبة المستمرة للدورة الأولى من السنة الختامية لسلك البكالوريا. 4 أن يكون المترشح حاصلا على البكالوريا للسنة الجارية وحسب المسلك المرغوب فيه بميزة حسن على الأقل. ويستثنى من الشرط 3 ومن شرط الميزة تلاميذ شعبة العلوم الرياضية وشعبة التعليم التقني الصناعي، وكل ملف ترشيح يجب أن يتضمن: بيان النقط المحصل عليها في المرور من السنة الأولى إلى السنة الختامية من سلك البكالوريا نسخة من عقد الازدياد لا تتجاوز صلاحيتها 3 أشهر نسخة من بطاقة التعريف الوطنية ظرفان متنبران «لكل مسلك» يحملان اسم المترشح ومطبوع خاص يسحب من موقع إلكتروني. ويتم قبول التلاميذ في كل مسلك بناء على معاملات خاصة بمجموعة من المواد. ويتوقف نجاح الطالب في الدراسة وتفوقه بالأقسام التحضيرية على امتلاكه لميزات منها: القدرة على الاستيعاب الجيد والتكيف السريع، القابلية على بذل مجهود متواصل وعطاء متجدد حسن الاطلاع وامتلاك أدوات ووسائل التواصل والإقناع. وتعتبر اللغة الفرنسية لغة التدريس بالنسبة لجل المواد الملقنة بالأقسام التحضيرية للمدارس العليا للمهندسين بالمغرب. وتأخذ الدروس شكل أشغال موجهة «TD» أو أشغال تطبيقية «TP» بالنسبة للمسالك ذات الطابع العلمي، وعلى شكل دروس عادية لباقي المسالك. ويكون تقييم عمل الطلبة طول السنة على الدراسة على شكل: مقابلات «Colles» ، وهي عبارة عن حصص شفوية لمعرفة مدى تكيف الطالب مع مختلف وضعيات التعلم وأسلوبه في التحليل والمناقشة للمواضيع وفق برنامج وجدولة محددة مسبقاً بمعدل حصتين في الأسبوع مدة كل حصة 20 دقيقة. هذه المقابلات تجرى من طرف أستاذ من داخل القسم أو من خارجه، ويتم الانتقال إلى السنة الثانية بناء على النتائج المحصل عليها خلال السنة الأولى وبقرار من مجلس الأساتذة. وفي ختام السنة الثانية، يجتاز التلاميذ المباراة الوطنية الموحدة والمباريات الفرنسية. ولا يسمح بالتكرار في نهاية السنة الأولى. ويمكن السماح به في السنة الثانية بقرار من مجلس الأساتذة. كما أن نظام الدراسة داخلي بالنسبة لجميع التلاميذ أينما كان محل سكناهم. المباراة الموحدة الوطنية تعتبر المباراة الوطنية الموحدة ممراً أساسياً للالتحاق بالمدارس العليا. فعلى إثر النتائج المحصل عليها في هذه المباراة، يتم توجيه الناجحين فيها نحو مختلف هذه المدارس، ونتوخى من هذا التذكير، إعطاء المترشحين نبذة مختصرة عن هذه المباراة من حيث المكونات والمراحل وكذا مختلف الاختبارات الكتابية والشفوية، مع الإشارة إلى أنه لا تنظم بالمغرب مباراة وطنية موحدة بالنسبة لمسالك الاقتصاد والتجارة والآداب، باستثناء مباراة الالتحاق بشعب التبريز. 1 الترشيح للمباراة الوطنية الموحدة تفتح المباراة في وجه التلاميذ المغاربة والأجانب الرسميين أو الأحرار الذين أتموا السنتين الأولى والثانية بالأقسام التحضيرية في مؤسسات عمومية أو خصوصية داخل المغرب أو خارجه، الذين تقل أعمارهم عن 24 سنة في 31 دجنبر من سنة الترشيح في تخصصات: الرياضة والفيزياء MP الفيزياء وعلوم المهندس IPS التكنولوجيات والعلوم الصناعية TSI البيولوجيا، الكيمياء، الفيزياء وعلوم المهندس BCPST. ويسمح للمترشح باجتياز المباراة الوطنية الموحدة ثلاث مرات متتالية على أكثر تقدير ولا يسمح للمترشيح بتغيير المسلك أثناء الترشيح للمباراة الوطنية الموحدة. 2 الاختبارات والامتحانات تنصب الاختبارات الكتابية على مقررات السنتين الأولى والثانية للأقسام التحضيرية وتهم المواد الآتية حسب كل مسلك: مسلك الرياضيات والفيزياء MP، الرياضيات 1 و 2، الفيزياء 1 و 2، الكيمياء، العلوم الصناعية، العربية، الفرنسية والانجليزية. مسلك الفيزياء وعلوم المهندس PSI: الرياضيات 1 و 2. الفيزياء 1 و 2، الكيمياء، العلوم الصناعية، العربية، الفرنسية والانجليزية. مسلك التكنولوجيات والعلوم الصناعية TSI: الرياضيات 1 و 2، الفيزياء 1 و 2. الكيمياء، التكنولوجيات والعلوم الصناعية، العربية، الفرنسية والانجليزية. مسلك البيولوجيا، الكيمياء، الفيزياء وعلوم الأرض BCPST. الرياضيات 1 و 2 الفيزياء 1، الكيمياء، البيولوجيا، الجيولوجيا. العربية، الفرنسية والانجليزية. إعلان نتائج الاختبارات الكتابية: تقوم لجنة القبول بالتداول في نتائج جميع المترشحين بعد إجراء الاختبارات الكتابية، ثم تعلن نتائج مداولاتها بوضع ثلاث لوائح: 1 لائحة المترشحين المصرح أنهم فئة المقبولين الكبار مرتبة حسب درجة الاستحقاق، وتكون هذه الفئة معفاة من الاختبارات الشفوية. ويمكن لها التسجيل في أية مؤسسة شاءت. 2 لائحة المترشحين المقبولين المعفيين من الاختبارات الشفوية مرتبة حسب درجة الاستحقاق وهي كما ينص عليها اسمها، تكون معفاة من الاختبارات الشفوية أيضاً. 3 لائحة المترشحين الناجحين المقبولين لاجتياز الاختبارات الشفوية مرتبة حسب الحروف الأبجدية. وتنشر اللوائح بمراكز إجراء الاختبارات الكتابية ولدى كتابة المباراة ومختلف المدارس والمعاهد العليا وعلى موقع الأنترنيت الخاص بمديرية تكوين الأطر. الاختبارات الشفوية s اختبارات مادة الرياضيات تهم مجموع مقررات السنتين الأولى والثانية للأقسام التحضيرية. وقد تستدعي استخدام دعامات معلوماتية. اختبارات مادة العلوم الفيزيائية تهم مجموع مقررات الفيزياء والكيمياء، مقررات السنتين الأولى والثانية للأقسام التحضيرية. وقد تستدعي استخدام دعامات معلوماتية. وتضم الاختبارات الشفوية الخاصة بالالتحاق بالمدرسة الوطنية لربابنة الجو ENPL أيضاً، مقابلة مع لجنة مختصة، روائز بسيكوميترية اختباراً صحياً لدى طبيب مختص في الملاحة والطيران وتمريناً في الطيران. 3 أشغال المبادرة الشخصية المؤطرة TIPE وهي عبارة عن بحث علمي يختاره المترشح ويقدمه المترشح المقبول في الاختبارات الكتابية أمام لجنة المناقشة. وتحسب النقط المحصل عليها ضمن نقط الاختبارات الشفوية. 4 الترتيب النهائي: يتم ترتيب المترشحين حسب درجة الاستحقاق من طرف رئاسة المباراة بناء على المعدل المحصل عليه، بعد إجراء الاختبارات الكتابية والشفوية، ويتم الإعلان عن هذا الترتيب النهائي بمختلف المدارس والمعاهد العليا، وكذا مراكز الاختبارات الكتابية ولدى سكرتارية المباراة وعلى موقع مديرية تكوين الأطر على الأنترنيت. ولا تقدم أي نتيجة بواسطة الهاتف الاعتراف بالنجاح. وتسحب شواهد الاعتراف بالنجاح في المباراة الوطنية الموحدة عند الاقتضاء من الكتابة الخاصة بالمباراة. 5 تسجيل المترشحين المقبولين واجراءات حركية: تمتد فترة التسجيل على ثلاث مراحل «هناك تواريخ محددة بدقة وفق جدولة زمنية صارمة التاريخ اليوم الشهر التوقيت الساعة» للتسجيل بمختلف المدارس حسب كل مسلك. وغالباً ما تتم هذه العملية انطلاقاً من بداية شهر يوليوز من كل سنة. ويحدد جدول التسجيلات في كل مرحلة أول وآخر مترشح مقبول محتمل للتسجيل، وذلك طبقاً لترتيب الاستحقاق لكل مؤسسة ومعهد وحسب المقاعد الممنوحة. وكل مرحلة تسجيل تنقسم إلى فترتين: أ الأولى وفيها يتم تسجيل المترشحين المقبولين، وتتضمن ثلاثة احتمالات للحركية على الأقل. ب الثانية خاصة بالحركية الممركزة الإضافية. في التاريخ والتوقيت المحددين لمراحل التسجيل تقوم كل مؤسسة بالمناداة على كل مترشح مرتب مقبول للتسجيل بها. كما أنها تقوم بتسجيل الحاضرين«أو من يحملون وكالة رسمية نيابة عن المتغيبين» فقط وفي حدود الأماكن المتوافرة. تتم اجراءات الحركية الممركزة من طرف رئاسة المباراة بحضور جميع المؤسسات المعنية. «شباك واحد ووحيد»، وبالتالي فهذه الحركية تتم دون تنقل المترشحين بين هذه المؤسسات. وتكون التسجيلات فيها نهائية، ولا يمكن إجراء أي تسجيل أو حركية بعد ذلك. مدارس ومعاهد أخرى بالإضافة إلى المدارس والمعاهد العليا المعروفة لدى الطلاب، توجد بالمغرب مدارس عليا أخرى. «المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية ENSA » على سبيل المثال تستقطب طلبتها انطلاقاً من مستوى البكالوريا وتخضعهم لتكوين شبيه بالأقسام التحضيرية خلال فترة سنتين يوجهون بعدها في نفس المؤسسة إلى إحدى التخصصات أو الشعب الملقنة بهذه المؤسسة لمدة 3 سنوات أخرى، ليتوج المسار بدبلوم مهندس دولة في التخصص المدروس. ويمكن لطلبة الأقسام التحضيرية العادية ولوج السنة الثالثة من بعض هذه المدارس وفقا لشروط معينة. أما بالنسبة للمعهد العالي للتجارة وتسيير المقاولات «ISCAE»، فقد أصبح منذ الدخول الجامعي 2010/2009 يستقطب الناجحين بالأقسام التحضيرية وحاملي بعض الشواهد الجامعية وجميع المستجدات الخاصة به توجد على موقعه الإلكتروني. وتريد الجريدة من وراء كل هذه التوضيحات تسليط الضوء على الأقسام التحضيرية مبرزة طابعها المتميز، بحيث أنها بمختلف شعبها تستقطب بجهة الدارالبيضاء ثلة من التلميذات والتلاميذ الذين أبانوا عن تميزهم منذ التحاقهم بالجذوع المشتركة تؤهلهم هذه المراكز لمدة سنتين، وفي مختلف التخصصات للالتحاق بالمعاهد والمدارس العليا داخل وخارج الوطن، والذي يجعل منهم التكوين بداخلها أطراً ذات كفاءات عليا تمكن بلادنا من رفع تحدي التنمية الشاملة في عالم أصبحت فيه المنافسة على أشدها.