مع النجاح الكبير الذي حققه برنامج «Pop Idol»في بريطانيا، وهذه هي التسمية الأولى لبرنامج تلفزيوني سيسطع نجمه بحسب ما ورد في مقال لآية صلاح عن ام بي سي نت «انتقلت الفكرة إلى دول أخرى في مهمة أساسية تتعلق بتنفيذ مهمة محددة وهي اكتشاف المواهب، لتكون الولاياتالمتحدةالأمريكية هي المحطة الثانية بعد بريطانيا بلدالنشأة. لتتغير لفظة POP بلفظة AMERICAIN للبحث عن الموهوبين ببرنامج «American Idol»، وتواصلت عملية التماهي مع الفكرة لتقدم 29 دولة أخرى برامج مشابهة، وليأتي أخيرًا برنامج «ArabIdol» ليكتشف المواهب في الدول العربية، وتحولت سلسلة «Idol» إلى برامج حازت على امتياز دولي، واتفاق قانوني دولي على استخدام اسم «Idol» في كل البرامج بالدول المختلفة. وبدأ برنامج «Pop Idol» مهمته في أكتوبر عام 2001، ليتم اختيار «ويل يانج» أول فائز في الموسم الأول للبرنامج، وفي الموسم الثاني فازت «ميشيل مكمانوس». وحسب نفس المصدر دائما، لم يكن فوز «ويل» و«ميشيل» سهلاً، وخاصة أمام لجنة تحكيم « Pop Idol» التي يرأسها «سايمون كويل» الذي يتميز بتعليقاته اللاذعة وإحراجه الدائم للمتسابقين، كما تمكنا من تجاوز «بيتي وترمان»، و«نيكي شابمان»، وأخيرًا «نيل فوكس». من قلب بريطانيا بدأت فكرة البحث عن المواهب الغنائية .. ومن مدينة الضباب «لندن» تواصل المد ليشمل المدن البريطانية الأخرى انطلقت مهمة البحث إذن أول الأمر عن أفضل المواهب الغنائية، ومن هذا المبدإ الفني ظهر برنامج «Pop Idol» الذي يعتبر من أوائل برامج تلفزة الواقع التي سعت لاكتشاف المواهب الغنائية ولا شيء غير الإبداع الفني في معناه الأصيل الذي يعبر عن ثقافة وحضارة البلد الكوني في تمازجها وفي تلاقحها اللغوي والسوسيو ثقافي، أيضا، فجاء الإبداع وتواصل الفن الجميل الراقي ليحقق رغبات الناس في ما يطلبون وما يلبي حاجياتهم النفسية ويرتقي بالوجدانية تماشيا مع المسار السوسيوحضاري لبلدانهم . لكن الأمور ستأخذ مجرى مختلفا تماما حين تعبر الأبيض المتوسط في اتجاه الرافدين شرقا، ثم الشرق الأوسط والخليج العربي، هناك سنكتشف إلى أي حد يمكن لفلسفة إذكاء النعرات وفق خاصيتنا كعرب أن نتمسك بالنكاية والتشفي، بدل الإبداع والتروي، وسيعمل الذهن العربي بكامل جهوزيته من أجل العبث على الطريقة الشرق أوسطية بالجديد القادم من وراء البحار، وسينجح حتما في حملته لخدمة أجندة النعرات والانقسامات وإحداث القطيعة بين أبناء البلد الواحد والحضارة الواحدة. في ذات السياق، وتحت عنوان« عرب ايدول ... أويا عرب الذل»كتبت رولا إبراهيم أن تاجرا إماراتيا ثريا أعجب بالمشتركة المغربية «دنيا باطما» فصوت لها برسائل نصية بلغت قيمتها المالية 850 ألف دولار!! مقدمة الأخبار بقناة الجزيرة القطرية في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أضافت قائلة أن فستان أحلام في إحدى حلقات برنامج «أرب أيدول» الذي قدمته قناة «إم بي سي»، قيمته مليون و 300ألف دولار». و نقلت الأسبوعية المغربية - أصداء - نقلا عن ذات الإعلامية اللبنانية أن المطربة والفنان الإماراتي عبد الله بالخير بالغ في مدح «جسد» المشتركة المصرية وصوت لها بقيمة مليون دولار، وتابعت رولا إبراهيم قائلة: آه يا عرب الذل! مبرزة أن 20 مليون صوت مصري و10 ملايين صوت مغربي وجزائري وتونسي و10ملايين صوت من باقي الدول العربية، يساوي ما مجموعه 40 مليون صوت في الحلقة الأخيرة ل «أرب أيدول» وبعماية حسابية بسيطة، فإن 40 مليون صوت إذا ما ضربت في 1 دولار كثمن للرسالة النصية، يساوي 40 مليون دولار.لكن أين المشكلة ؟ وفي وقت أثبت النسخة الأصلية من برنامج «Pop Idol» قدرته على فتح باب الشهرة والنجومية أمام الفائزين، حيث أطلق الفائز الأول «ويل يانج» أول أغنية فردية له بعد فوزه بأسبوعين فقط، ولتكون أغنية «Anything is Possible» هي أسرع أغنية حققت مبيعات في المملكة المتحدة. فإن نجاحات «ويل» عند هذه الأغنية، لم تتوقف، فأطلق بعدها 5 ألبومات مميزة، كما دخل عالم التمثيل، فشارك في أكثر من 8 مسلسلات وأفلام ومسرحيات حازت إعجاب الجمهور بأدائه المميز. تأتي النسخة العربية لهذا البرنامج الذائع الصيت «ArabIdol» ليجعل من البحث عن المواهب الفنية المميزة في الوطن العربي مسألة ثانوية، فمنح الفرصة أمام شاب واعد أو فتاة واعدة تمتلك موهبة فنية قوية يسمعهم جمهور متحمس عريض ومتمدن ويصوت لهم وليفتح «ArabIdol» بذلك أبواب النجومية أمامهم في مجال الغناء والتمثيل لن تمر سوى من باب هوياتي شوفيني ضيق، ذلك أن الهدف الأسمى للفن سيأخذ له منحى مختلف تماما. في نفس الموضوع سيتحدث الكاتب العراقي وجيه عباس على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي عن دعوة مسعود برزاني لتحويل نصف ميزانية إقليم كردستان لضمان فوز برواز حسين في عرب أيدول عن طريق التصويت، لنأخذ الأمور هنا بجدية، لأن الأمر يتعلق ب «دعوة للحكومة الاتحادية لضمان حصول الإخوة الأكراد على حصة إضافية من الموازنة !!! لكن الكاتب والصحفي والشاعر فالح الدراجي سيقترح أن يكون دعم برواز حسين بنسبة 17 بالمئة فقط .. وليس بنصف ميزانية كردستان» وقد تناولت بعض المواقع والصحف الموضوع وأسال مدادا كبيرا حول حضور ومشاركة هذه الفنانة الشابة ضمن برنامج عرب أيدول. الكاتب أورد بعض مما عرض فيها من آراء وجدل لكنه ختم الموضوع بقوله «برواز حسين هي فتاة كردية من كردستان العراق، شاركت في برنامج عرب أيدول كباقي المشتركين أحبها العراقيون من الشمال إلى الجنوب حتى ..... ولكن» من جهتها أدلت برواز حسين كفنانة شابة بتصريحات لإحدى القنوات الكردية أثارت جدلا كبيرا، وألقت بالكثير من الغيوم في سماء الأشقاء في العراق، فقد أورد المصدر ذاته أن برواز قالت بأنها سترفع علم كردستان إذا فازت في المسابقة، الأمر الذي أثار استهجان العرب في العراق، حيث أنها كما يقول المتتبعون لبرنامج عرب أيدول أنها نست أو تناست أصلها العراقي، وتحولت المطربة الشابة برواز حسين إلى موضوع الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي كالفايسبوك والتويتر ولنكدن. ففي وقت اعتبرها البعض رمزا قوميا يمثل الأكراد، يرى البعض الآخر في بروازحسين شكلا من أشكال العنصرية، لأنها برأي هؤلاء، أنكرت بلدها العراق. ويذكر أن صور برواز حسين انتشرت في كردستان العراق بدعم من الحكومة المحلية هناك في إشارة إلى وجود منافسة قومية في البرنامج، كما أن برواز حسين لم تقم بنفي أي من الكلام المنسوب إليها حول رفع العلم العراقي، «بل زادت الأمور تعقيداً بعد ان ظهرت وهي ترتدي قلادة فيها خارطة كردستان الكبرى وكان تعليق لجنة التحكيم فيه نبرة عنصرية زادت من الامور سوءاً» وفق تسريبات تواصلية، لكن الأمور ستأخذ منحى تصاعديا بعد أن غنت برواز حسين باللغة الكردية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد يقول كاتب المقال، بل حتى الأجواء أصبحت مشحونة داخل البرنامج بين أعضاء لجنة التحكيم حيث قدم راغب علامة برواز حسين من كردستان، بينما عرفتها الفنانة أحلام بأنها من العراق بلد الحدائق المعلقة. الأساس أن برواز حسين فتاة عراقية كانت تمثل العراق في مشاركتها من خلال هذا البرنامج لكنها في نفس الوقت تعتز بهويتها الكردية، وأحبت أن تعرف نفسها كعراقية كردية مشاركة في هذا البرنامج العربي على اعتبار ان التنوع في العراق هو أساس جمالية هذا البلد حضاريا وثقافيا وفنيا» وهذا هو الهدف الحقيقي والأسمى من وراء التلاقح الثقافي والحضاري بين الشعوب.