أكد مصدر من داخل العدالة والتنمية الحاكم،أن تقديم استقالات وزراء حزب الاستقلال إلى الملك مسألة وقت لا غير، مشددا على أن بنكيران قبل ضمنيا الاستقالات بعد قرار الأمانة العامة للعدالة والتنمية نهاية الأسبوع الماضي والذي أقر البحث عن حليف جديد لدعم الأغلبية الحكومية. وشدد المصدر على أن بنكيران يسعى في الأيام القليلة القادمة، وبعد انتهاء زيارة الملك خوان كارلوس للمغرب، إلى تقديم الاستقالات من الحكومة إلى الملك وفي نفس الوقت تقديم لائحة الأسماء المقترحة للاستوزار في حال نجاح المفاوضات الجارية مع التجمع الوطني للأحرار وانتهاء المشاورات مع باقي الأحزاب في المشهد السياسي المغربي. وأفادت ذات المصادر أن بنكيران يهيئ خطة مستعجلة لتولي وزراء من حكومته الإشراف على قطاعات الوزراء المستقيلين وتفويض مقربين منه مهامهم، والحلول محلهم إلى حين إعلان الوزراء الجدد. وعلى صعيد آخر أكد قيادي من التحالف الحاكم أن لقاء جمع الجمعة الماضية بين بنكيران والعنصر وبنعبد الله ، تطرق للوضعية الحالية، وشدد على استمرار التشاور بين الحلفاء الثلاثة وترجيح تدبير أغلبية جديدة، وفتح مشاورات مع جميع الأحزاب الوطنية ووضعها في الصورة. وأكد مصدرنا أن أمر خروج الاستقلال بات شبه نهائي، وأن تعويضه بالتجمع الوطني للأحرار أمر جدي ويناقش في عدة قنوات حزبية، وأن بنكيران هو المخول من طرف التحالف للحديث في الأم. واستبعد مصدرنا إمكانية إجراء انتخابات سابقة لأوانها ماعدا في حالة فشل كل مساعي ترميم الأغلبية، وشدد مصدرنا القول « كل شيء يأتي في أوانه». وأفاد مصدرنا أن الأغلبية سيكون لها لقاء جديد مساء أمس الاثنين للاطلاع على سير الأمور وكذلك سيتم عرض خارطة اللقاءات مع باقي الأحزاب . من جهته أكد حزب الاستقلال رفضه لما أسماه « مناورة» رئيس الحكومة في الاحتفاظ بخمس استقالات توصل بها من طرف خمسة وزراء منتمين للحزب، تنفيذا لقرار الانسحاب من التحالف الحكومي الذي يقوده العدالة والتنمية منذ أزيد من سنة. واتهم الاستقلال في افتتاحية لجريدة «العلم»، لسان حال الحزب، بنكيران بأنه» يضع نفسه في مرتبة موازية لمرتبة جلالة الملك»، وذلك برفضه رفع الاستقالات إلى جلالة الملك كما ينص على ذلك الفصل 47 من الدستور المغربي. وفسرت «العلم» سلوك رئيس الحكومة، بكونه «مناورة لربح الوقت لأن تقديم الاستقالات يعني انفراط عقد هذه الحكومة» وهو ما سيؤدي إلى تشديد الخناق عليه. واتهمت الجريدة بنكيران بأنه يلعب على الحبلين من أجل ربح الوقت واصطياد عصفورين بحجر واحد. فهو يهيئ حزبه لمثل هذه القرارات وفي الوقت نفسه يجري مفاوضات مع التجمع الوطني للأحرار من أجل ترميم أغلبيته الحكومية .وتحدثت «العلم» عن مساعي مستشار ملكي لرأب الصدع وإيجاد مخرج للأزمة الحكومية.