انتهى مهرجان السينما الافريقية بخريبكة يوم السبت 29 يونيو الماضي بحفل الاختتام وبتوزيع الجوائز على الفائزين بالدورة السادسة العاشرة والتي انطلقت يوم22 يونيو. عرفت هذه الدورة نقاشا صاخبا ليس حول أنشطة المهرجان أو حول أشرطة السينما المشاركة أو حول الندوة الرئيسية أو حول الورشات التي نتركها لذوي الاختصاص، وإنما ما بين تصريح رئيس المؤسسة نور الدين الصايل والتصريح المضاد لرئيس المجلس البلدي لمدينة خريبكة امحمد الزكراني. إن الدورة السادسة عشرة انتهت، بالفعل، بحفل الاختتام وتوزيع الجوائز . تتبع الجمهور الخريبكي مشاهدة الاشرطة السينمائية التي تنافست في إطار المسابقة من مختلف الدول الأفريقية والعربية المشاركة ومناقشتها بحضور لجنة التحكيم.... انتهى بالفعل المهرجان ولكن بقيت مجموعة من الأسئلة مطروحة تحتاج إلى أجوبة واضحة لاستمرار المهرجان. إن السؤال العريض، هو العلاقة بين مؤسسة المهرجان والمجلس البلدي لمدينة خريبكة، الدي عرف توترا كبيرا بين رئيس المؤسسة وبين رئيس المجلس البلدي. وتساءل المهتمون حول أسباب وخلفيات هدا التوتر؟؟. هل هو راجع إلى تصريح نور الدين الصايل في كلمة الافتتاح، والذي تحاشى ذكر رئيس المجلس؟ ورحب بالمشاركين وضيوف المهرجان نيابة عن رئيس المجلس، وبالتالي تطاول على مهام الرئيس؟ أم السبب هو، بالفعل، عدم دعوة رئيس المجلس للمهرجان كما يدعي ؟؟ أم أن الحقيقة المبطنة هي عدم مساهمة المجلس البلدي في ميزانية المهرجان، التي كانت تقدر في السابق ب 800 ألف درهم ؟. إن المجلس البلدي يساهم في المهرجان بالمركب الثقافي الدي يتوفر على شاشة كبرى بحوالي 170 مليون سنتم وبالموظفين الذين يشتغلون بإدارة المهرجان الكائن بزنقة تندوف ويساهم بالنظافة وتزيين المدينة والمركب وكل الفضاءات الأخرى. هل هذه المساهمة لا تدخل في ميزانية المهرجان؟؟ إن رئيس المجلس صرح بدوره للصحافة المحلية بخريبكة في وسط المهرجان بعدم شفافية التدبير المالي للمهرجان وتزوير المجلس الإداري وتهميش المجلس وتغييبه، علما أن النائب الثالث للرئيس حسن مازي، هو نائب رئيس المؤسسة باسم المجلس البلدي؟؟؟ ومن فوض له تمثيل المجلس بالمهرجان وبالمجلس الاداري؟؟ أليس هو الرئيس؟؟ أم أنه تطاول هو، أيضا، على اختصاص رئيس المجلس البلدي؟؟. إنه العبث وعدم احترام المسؤوليات والاختصاصات... إن أخطر من ذلك وهو مباشرة بعد انتهاء المهرجان بيوم واحد، نفذ رئيس المجلس وعيده وألغى الإلحاق لأربعة موظفين وموظفات الذين اشتغلوا لسنوات عديدة بإدارة المهرجان كما ألغى التكليف لعون في الدورة السابقة، وتم تعيينهم في مصالح داخلية بالبلدية، وتحول الموظف الجماعي إلى أداة للانتقام وتصريف الأحقاد دون اعتبار للمهام وللأقدمية والتخصص، وبالتالي أصبحت إدارة المهرجان بدون موارد بشرية؟؟؟. هذا القرار المتسرع، هل هو انتقام من إدارة المهرجان أم من رئيس المؤسسة، أم من مدير المهرجان أم من النائب الثالث للرئيس لحسابات سياسية؟؟ أم تصفية حسابات ضيقة، تساءل الفاعلون المحليون،والوطنيون، والتي تنم عن حقد دفين ولتذهب الثقافة وتنشيط المدينة والسينما الافريقية إلى الجحيم وبلا عودة. هكذا تحول مقر إدارة المهرجان إلى شبح ينتظر هو الآخر قرارا ومصيره بين يدي رئيس المجلس البلدي الذي سيتخد قرارا انفراديا بإخلاء المقر من شيء اسمه السينما الافريقية؟؟ ليتحقق حلم المتربصين بهذا المكتسب للمدينة لينتقل إلى مدينة أخرى تعرف جيدا مفهوم السينما...وبالتالي سيصبح أول إنجازحققه رئيس المجلس البلدي منذ توليه تدبير شؤون المدينة هو دق آخر مسمار في نعش المهرجان؟؟؟ . وفي الأخير نتساءل مع الجميع، من ينقذ المهرجان من هذا العبث؟؟ وهل هناك إرادة جماعية لإقبار هذا المكتسب الذي أصبح جزءا من هوية المدينة؟؟ وعلى من يهمهم الأمر أن يتدخلوا عاجلا لإنقاذ المهرجان من عبث العابثين وإنصاف الموظفين وإعادة لهم الاعتبار وإرجاع السينما لذوي الاختصاص لأقدم مهرجان سينمائي بالمغرب . وعلى المجلس البلدي أن لا يحشر أنفه في مكتسبات المدينة وضربها عرض الحائط، ولماذا فقط المهرجان؟؟ وليس قطاعات أخرى تحتاج، بالفعل، إلى تدخلات حازمة للمجلس كالنظافة وانقطاعات الماء الصالح للشرب في عز الصيف ورمضان والمسبح البلدي المغلق لأكثر من سنتين والسوق الأسبوعي الذي مازال قابعا في مدخل المدينة والمشاريع التي مازالت عالقة وملعب كرة القدم الذي مازال حلما والإنارة العمومية البعيدة المنال عن بعض الأحياء والبناء العشوائي والمتاجرة في بؤس الفقراء بمناسبة شهر رمضان وسوق الجملة والمجزرة والمحسوبية في تعبيد الطرقات بالأحياء وغياب كلي لأي منتزه لاستجمام العائلات ومشاكل الفردوس وسميحة وتأخير تصميم التهيئة ومشاكل الوداديات السكنية ومشكل التشغيل ومطالب المعطلين وأبناء المتقاعدين الفوسفاطيين الذين أدوا ثمن نضالهم في السجن لأكثر من سنة؟؟؟......إنها بعض المشاكل الحقيقية التي على المجلس أن يهتم بها ويعقد عليها عشرات الندوات لإخراج المدينة من الحصار المضروب عليها ووضعها على سكة التنمية المستدامة.. أما مهرجان السينما الافريقية، فإن المجلس البلدي حاضر فيها كعضو أساسي في مجلسها الإداري، وعليه أن يحاسب المؤسسة داخل اجتماعاتها التقريرية أمام كامل أعضائها وليس من خارج الأجهزة....