عادت قضية الأسرى الموريتانيين الذين ذاقوا ألوان التعذيب والتنكيل في سجون جبهة البوليساريو بتندوف ولحمادة لتثارمن جديد وبحدة هذه الأيام بعدما نبش سجين موريتاني سابق في ذاكرة الماضي في برنامج تلفزيوني موريتاني قد استضافه في إحدى حلقات برنامج الفضاء الثقافي الذي يشرف عليه الإعلامي الدكتورالشيخ سيدي عبد الله. وتحدث السجين السابق محمد بابا فال ولد أمد بإسهاب عن تجربته القاسية والمريرة التي عاشها رفقة مجموعة من الأسرى الموريتانيين يبلغ عددهم 500 سجين في سجون جبهة البوليساريو، كما ذكر من خلال هذا البرنامج أسرارا خطيرة حول جبهة البوليساريو ودعم الجزائر لها. وتكلم السجين الموريتاني، الذي تم القبض عليه في ازويرات في سنة 1977، وأمضى 3 سنوات أسيرا لدى البوليساريو، عن محاولات مسؤولين موريتانيين من أجل إقبار ملف الأسرى بشكل نهائي، في تواطؤ طبعا مع قيادة البوليساريو، بدليل أنهم مارسوا الضغط على هؤلاء السجناء السابقين بهدف إسكاتهم وثنيهم عن المطالبة بفتح هذا الملف مجددا ومحاسبة جبهة البوليساريو على جرائمها الفظيعة تجاه الأسرى. هذا، ومن جانب آخر، أثارالبرنامج التلفزيوني ردود فعل متباينة من طرف المشاهدين الموريتانيين حول ما صرح به وتحدث عنه السجين السابق محمد بابا فال، لذلك طالب الكثير منهم بإماطة اللثام عن هذه الحقبة السوداء من ماضي موريتانيا والغوص في تاريخ حروبها مع جبهة البوليساريو التي ارتكبت مجازر وقامت بانتهاكات في حق مواطنين موريتانيين أبرياء. كما أغضب تصريح محمد بابا فال، قادة البوليساريو التي سخرت أبواقها الإعلامية وأقلامها المأجورة مباشرة بعد بث التصريح لتكيل السب والشتم لمعد البرنامج الإعلامي الشيخ سيدي عبدالله لكونه اختار حرب موريتانيا والبوليساريو موضوعا للبرنامج، واستضاف فيه أحد الأسرى والسجناء الموريتانيين. واعتبرت أبواقها أن توقيت عرض هذا البرنامج في هذه الظرفية إشارة من الدولة الموريتانية وكأنها تتخلى على مبدإ الحياد في ملف الصحراء، وضوء أخضر من جهات عليا بموريتانيا لتفعيل محاسبة ومساءلة قيادة البوليساريوالتي تلطخت أياديها بدماء مورياتنيين أبرياء سنة 1977.