استقبل ادريس لشكر،الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إبراهيم بوبا رئيس التجمع من أجل مالي ومرشح لرئاسة دولة مالي، مساء أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط. وأجرى الكاتب الأول للحزب مع إبراهيم بوبا كار كيطا مباحثات سياسية، تناول فيها الطرفان الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم البلدين المغرب ومالي، والعمل على تقوية العلاقات الثنائية وتطويرها لما يخدم مصلحة البلدين في مجال الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقرار والسلم والأمن ومحاربة الجريمة المنظمة وشبكات التهريب و الإرهاب. كما عرف اللقاء، الذي حضره الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للحزب وأعضاء المكتب السياسي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية للحزب من جهة، ووفد مالي يتكون من أربعة أعضاء مرافقين لإبراهيم بوباكاركيطا، عرف محادثات أخرى همت سبل تطوير العلاقات الحزبية من أجل المساهمة في تطوير علاقات التعاون الثنائية للبلدين. وما ميز هذا اللقاء الكلمة التي ألقاها الكاتب الأول للحزب بمناسبة هذا الاستقبال لإبراهيم بوبا كاركيطا والوفد المرافق له، حيث أكد فيها على أن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شرفا كبيرا لاستضافة قيادة حزب التجمع من أجل مالي كحزب صديق نتقاسم معه أفق الانتماء إلى قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومسار النضال من أجل التقدم والاستقرار في القارة الأفريقية. وأشار لشكر، بنفس المناسبة، إلى عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع مابين مالي والمغرب، مذكرا بالدور التاريخي للبلدين، والذي لعبه في تأسيس مجموعة الدارالبيضاء في يناير 1961 بزعامة محمد الخامس وموديبو كايتا، حيث كان إعلان الدارالبيضاء الأساس الفكري والسياسي لميلاد منظمة الوحدة الإفريقية في سنة 1963. وذكر لشكر أن العلاقات التاريخية بين مالي والمغرب تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، متمثلة في علاقات فقهية ودينية وثقافية مع تنبكتو منذ القرن السادس عشر، ومن أشهر علمائها الذين حلوا بالمغرب العالم حمد بابا التنبوكتي وعدد كبير من العائلات المالية من أصول مغربية كبن بركة وبولعراف والعمراني ومولاي الإدريسي الناصري...عائلات من فاس ومحاميد الغزلان وكلميم... وعبر لشكر على المستوى السياسي لإبراهيم بوبا عن موقف المغرب الثابت المتمسك بالوحدة الترابية للدول الإفريقية، ومن هناك كان موقف المغرب الرسمي والشعبي والحزبي ودعم الوحدة الترابية لدولة مالي إثر تعرضها لمحاولة فصل الشمال عن الجنوب في بداية 2012، وعند الهجوم على مدينة كونا في يناير 2013، ثم موقف الحزب المعبر عنه في الملتقيات الاشتراكية والدولية ولجانها والداعم لوحدة الدولة والتراب والمجتمع في مالي. وأشار لشكر إلى أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يتتبع باهتمام بداية المسلسل الانتخابي وانطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية التي ستجري في 28 يوليوز، وهنأه بالمناسبة على نجاح التجمع الكبير «الذي أقمتموه يوم الأحد من مناصريكم». وأوضح لشكر أن الاتحاد يتابع عن كثب مسلسل المصالحة بإنشاء لجنة الحوار الوطني«ونريد أن نعرف رؤيتكم وتحليلكم لمسلسل المصالحة مع الشمال، ونضع رهن إشارتكم تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة ومقاربة العدالة الانتقالية في مسلسل الإصلاح على اعتبار أن الاتحاد الاشتراكي كان من الفاعليين الأساسيين في هذا المسلسل.» ودعا الكاتب الأول إلى التفكير في إمكانية التعاون الثنائي بين الحزبين، وخاصة فيما يتعلق بالدور الذي يمكن أن تلعبه مالي والمغرب في مواجهة الحركات الانفصالية وشبكات التهريب والمخدرات في منطقة الساحل والصحراء وتقديم رؤية مشتركة لاستقرار وتنمية أمن المنطقة. ثم اقترح لقاءات ثنائية بين الحزبين لصياغة مقاربات مشتركة للرهانات التي تواجه المنطقة إضافة إلى برامج مشتركة، بالاضافة إلى تنسيق المواقف داخل الأممية الاشتراكية بشأن القرارات المتخذة المتعلقة بمنطقة الساحل والصحراء، فضلا عن اقتراح العمل من أجل بناء شبكة للأحزاب التقدمية والاشتراكية في منطقة الساحل والصحراء. ومن جانبه تناول بالدراسة والتحليل إبراهيم بوبا أثناء كلمة ألقاها بالمناسبة، الوضع السياسي والاقتصادي في مالي، ثم الانتخابات الرئاسية بمالي المزمع إجراؤها في 28 يوليوز، ثم العلاقات التاريخية بين البلدين مالي والمغرب، بالإضافة إلى التعاون الثنائي لبناء علاقات حزبية بين التجمع من أجل مالي وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وجهود دولة مالي في بناء إفريقيا القوية الديمقراطية