أحيت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساء يوم السبت 6 يوليوز 2013 بمقرها الإداري بالرباط، الذكرى الأربعينية لوفاة الفقيد المبرور الأستاذ الوطني الكبير المرحوم علي بركاش، الذي تبوأ صرحا شامخا ومنزلة رفيعة في سجل الوطنية المغربية. واستحضر المشاركون في مراسم هذا المحفل الحاشد والمهيب أقباسا من جذوة البذل والعطاء والسخاء والتضحية والخدمات المبرورة التي أسداها الراحل العزيز في رياض العمل الوطني وحقول النضال والفكر والثقافة والإعلام. وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أبرز مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في كلمة ألقاها بالمناسبة أن أسرة الحركة الوطنية فقدت برحيل الوطني الغيور المرحوم علي بركاش، «علما شامخا ووطنيا فذا، كان صديقا للجميع، ساعيا للخير، دمث الأخلاق، لطيف المعشر، صافي الطوية، ومن خيرة ما أنجبت مدينة الرباط بكل ما تختزنه من رصيد وتراث مغربي موريسكي أندلسي وعربي وأمازيغي، يتحلى بحسن الصفات والفضائل، متمسكا بالمبادئ والمثل العليا ومكارم الأخلاق، حريصا على أداء رسالته كوطني غيور». كما استحضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الأعمال الجليلة التي اضطلع بها الراحل في سبيل تعزيز جذوة الروح الوطنية وبث الوعي الوطني وإذكاء التعبئة النضالية بحكم تكوينه الأكاديمي ومعرفته العميقة بالتاريخ وبالعلاقات الدولية وبذكائه المتقد في الدفاع عن الحقوق المغربية في الحرية والاستقلال والتقدم عبر كتاباته في جريدة «العلم»، فضلا عن مساهمته في الإعداد لوثيقة المطالبة بالاستقلال. لقد كان الأستاذ الوطني المرحوم علي بركاش، كما أوضح المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مناضلا غيورا سمحا ومتسامحا صادقا مع محيطه العائلي والاجتماعي والإنساني، أسدى خدمات جلى وكبرى، في سبيل الدين والعرش والوطن، مؤكدا على واجب البرور بأفضاله وشمائله وبتاريخه وبسيرته ومسيرته، والاهتداء به وبأمثاله من المجاهدين للعمل الوطني والمناضلين والمقاومين وأبطال التحرير. من جانبه، ذكر فتح الله ولعلو، عمدة مدينة الرباط بالعطاءات السخية التي قدمها الراحل العزيز لخدمة الوطن، مشيدا في هذا السياق بالجهود الموصولة التي تضطلع بها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أجل صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية، والحفاظ على الوجه المشرق من تاريخ المغرب الممثل في المقاومة والحركة الوطنية بهدف بناء المستقبل لتمكين أجيال اليوم والغد من الإسهام في النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية للوطن. وتواصلت ومضات هذا الإشعاع الوهاج لشخصية المكرم والمحتفى به، حيث وصف عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة الراحل ب «الوطني المقدام والجندي المغوار، والأديب المرهف الرصين، والكاتب الألمعي الفياض»، مشيدا في هذا السياق بمسيرته الحياتية، مسيرة طافحة بالحركية والإبداع والنضال والتميز والتفوق ووجه الأستاذ السفير عبد اللطيف ملين تحية إكبار وإجلال للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التي اضطلعت بمبادرة الاحتفال بذكرى انتقال «وجه بارز من وجوه المقاومة السياسية والدبلوماسية والنضالية للوجود الاستعماري الفرنسي في المغرب»، وتواصل لقاء الوفاء والبرور بهذه الشخصية الوطنية المنفتحة على عدة واجهات بكلمة الأستاذ السفير محمد توفيق القباج الذي عرج على ذكريات جمعته والراحل العزيز، منوها «بخصاله الحميدة وسجاياه العريقة وآفاق وأبعاد شخصيته الفذة وحملت مداخلة الكولونيل محمد بركاش أجل صور الثناء والتنويه بجوانب هذه الشخصية الوطنية التي طرزت التاريخ بأنبل الخصال والمساعي والشمائل من منطلق تبئيره على محطات تاريخية ونضالية بالغة الأهمية وعميقة الأثر في السجل الوطني للراحل علي بركاش وألقى الوطني الحاج ادريس لمسفر، أحد قدماء معتقلي أغبالو نكردوس، في كلمة ألقيت نيابة عنه، الأضواء الكاشفة على شخصية المحتفى به الذي سخر حياته وقلمه دفاعا عن الهوية الوطنية والخصوصية المغربية. بركاش، ابن العاصمة الرباط، نوه الإعلامي والمناضل عبد اللطيف جبرو، في كلمة ألقيت نيابة عنه، بالمحطات التاريخية التي اختزنتها ذاكرته عن رجل شامخ ومناضل أبي، مركزا على الأدوار الطلائعية التي لعبها وهو عضو بهيأة تحرير جريدة «العلم»، وانخراطه في معركة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، حيث عمل على ربط الاتصال ببعض قادة حركة تحرير المقاومة المسلحة. وصدح صوت الأسرة عاليا في شهادة مؤثرة قدمتها أم كلثوم بركاش، حملت أجل صور التقدير والإجلال للقاء التذكير والذكرى والذاكرة، عربون وفاء لمحبة كانت من جميل شيم الراحل الذي جسد مثالا رائعا في الوطنية الحقة والصادقة.