وقعت غرفة التجارة والصناعة والخدمات وغرفة الصناعة التقليدية بخنيفرة، صباح الأحد 30 يونيو 2013، اتفاقيتي شراكة وتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة مولاي سليمان ببني ملال، حيث تم استقبال وفد جامعي يتكون من 12 أستاذة وأستاذا، وطاقم إداري يتقدمه العميد، يحيى الخالقي، ونائبه والكاتب العام ورئيس الموارد البشرية والمسؤول عن الصيانة، إلى جانب ستة طلبة، وبغرفة التجارة والصناعة والخدمات تم الترحيب بالوفد الذي لمس في رئيسي الغرفتين إرادة قوية للتعاون، والانفتاح على كل الخبرات والتطلعات التي يمكنها أن ترتقي بشتى المجالات العلمية منها، المعرفية، الفنية والثقافية، وتعمل على حماية وتأهيل التراث إقليميا وجهويا، وبالمناسبة تميزت أشغال اللقاء بتوقيع اتفاقية شراكة بين «الجمعية الجهوية لحماية وتأهيل التراث» من بني ملال و«جمعية سكان جبال العالم» فرع خنيفرة. كلية الآداب والعلوم الإنسانية انطلقت، في اتفاقية الشراكة والتعاون الموقعة مع الغرفتين، من انفتاحها على محيطها الاجتماعي والاقتصادي، والاختيارات والتوجهات التربوية للميثاق الوطني، والأهداف الرامية إلى توسيع وتطوير آفاق الشراكة بين القطاعات الحكومية ومكونات المجتمع المدني بهدف توفير ظروف وشروط وآليات التنمية الشاملة في مجالي التربية والتكوين، وكذلك من إيمان الكلية الجامعية بأهمية الشراكة في التعريف بالتراث، وحمايته وتأهيله وإدماجه في مشاريع التنمية الجهوية، وتنظيم ندوات علمية حول هذا التراث وإنجاز أبحاث ودراسات بخصوصه، وربط جسور التواصل مع المنظمات والهيئات والجامعات الوطنية والدولية. وفي ما يتعلق باتفاقية الشراكة الموقعة بين «جمعية سكان جبال العالم» و«الجمعية الجهوية لحماية وتأهيل التراث»، فقد تم الاتفاق على عدة نقاط هامة، منها أساسا تقوية اهتمامات التعاون بين الطرفين على تنظيم ندوات علمية وإنجاز أبحاث ودراسات حول تراث الجهة، ودعم المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتعبئة الموارد المادية والبشرية المتاحة لدى الطرفين لجرد التراث جهويا والتعريف به وتوظيفه تنمويا. رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، محمد أوعزى، استهل مداخلته ب «وقفة إجلال» لأهل العلم والمعرفة، ثم بكلمة قال فيها «إن الإنسان بطبعه يعتنق إيديولوجية مَّا ليحقق نهضة لأمته، وهناك من المفكرين من رأى أن الايديولوجية الاقتصادية هي سبيل النمو والازدهار، ومنهم من شدد على أن الإيديولوجية المبنية على الأخلاق والاجتماع هي السبيل الأمثل للنهضة، ومنهم من قال إن إيديولوجية المعرفة هي أسمى الإيديولوجيات، ليتضح من خلال التجارب والممارسات، يضيف محمد أوعزى، أن أرقى الإيديولوجيات هي الإيديولوجية/ المقاربة الفكرية، سيما حين تكون مقرونة بالإيديولوجيتين الاقتصادية والاجتماعية»، وفي هذا الصدد لم يفت رئيس غرفة التجارة والصناعة تجسيد فكرته بالنموذج المغربي الذي لا يزال النمو فيه يعاني الخجل لعدم انخراط الجامعة في المواكبة والمشاركة في العمل السياسي. ومن جهتها، شددت رئيسة غرفة الصناعة التقليدية، يامنة مورشيد، على ضرورة قيام الجامعة المغربية بأدوارها الطلائعية على مستوى التكوين والتأطير والاستشارة، ولم يفتها إبراز مكانة الصناعة التقليدية في النسيج الثقافي والعلمي والاقتصادي، ومدى المكانة التي يحتلها هذا القطاع بين باقي المجالات النشيطة بالإقليم، فقط يحتاج إلى ما ينبغي من الدعم، تؤكد يامنة مورشيد، هذه التي لم يفتها دعوة الوفد الجامعي إلى الانخراط في كل ما من شأنه تكثيف الجهود باتجاه النهوض بهذا القطاع الأصيل، والتعريف به وتشجيعه وتنظيم دورات تكوينية لفائدته. عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية، يحيى الخالقي، افتتح اللقاء بكلمة استعرض من خلالها مضامين اتفاقيات الشراكة، داعيا إلى تشكيل لجان تسهر على تفعيلها، وفي تصريح خص به «الاتحاد الاشتراكي» أكد العميد أن كليته «ستسعى جاهدة، من خلال الاتفاقيتين، الدفع باتجاه إنجاح انفتاح الجامعة ومؤسساتها على المحيط السوسيو اقتصادي، سواء على مستوى جهة تادلة أزيلال أو حوض نهر أم الربيع الأعلى، ويعنى به إقليمخنيفرة»، ما رأى فيه العميد خطوة سباقة نحو تفعيل الجهوية الموسعة التي ستجمع إقليميخنيفرة وميدلت بجهة تادلة أزيلال، ومن خلال الاتفاقيتين، يضيف العميد، سيتم «وضع برنامج عملي لخدمة التنمية المحلية، والقيام بجرد جميع مؤهلات الإقليم، مع تحديد رهانات التنمية المستدامة»، في سبيل الخروج بخطة عمل مشتركة بين الشركاء والفاعلين الاجتماعيين والسلطات المحلية والغرف المهنية. أما رئيس «جمعية سكان جبل العالم»، عيسى عقاوي، فركز تدخله حول «الامتيازات التي منحها الدستور الجديد للمجتمع المدني كقوة اقتراحية في ما يتعلق بمراقبة الشأن المحلي وتقديم مقترحات للمؤسسات التشريعية»، ومن هنا رأى رئيس الجمعية أهمية التعاون مع الوفد الجامعي في تنظيم ندوات ودورات تكوينية لفائدة الجمعيات والمنتخبين، كما أن زيارة هذا الوفد، يضيف عيسى عقاوي، مفيدة أكثر على خلفية افتقار الإقليم لنواة جامعية، معبرا عن قلقه إزاء جامعة المولى إسماعيل بمكناس التي لم تفكر في مثل هذه الزيارة المثمرة في انسجامها مع توجهات ورهانات الجهوية الموسعة. ولم يفت رئيس «جمعية سكان جبال العالم» التركيز أكثر على المنتظر من الكفاءات الجامعية في سبيل تقديم مقترحات إصلاحية وسوسيو اقتصادية للحكومة بقصد النهوض بالمنطقة، الجهة عموما، اقتصاديا وثقافيا وعلميا، ليتوقف بحديثه عند ظروف ساكنة الجبل وما تتخبط فيه بسبب مظاهر التهميش والإقصاء والعزلة والفقر والأمية، وما تعانيه على مستوى الصحة والتعليم والبنية التحتية والخدمات الأساسية، مقترحا ضرورة الخروج بمشروع قانون خاص بالجبل وتقديمه للحكومة من أجل الاهتمام بهذا المجال الجغرافي وتشجيع الاستثمار به. وبعد وضع التوقيعات على اتفاقيات الشراكة، نزل الوفد الجامعي في ضيافة غرفتي التجارة والصناعة والصناعة التقليدية، وذلك في انتقال الجميع إلى بحيرة أكلمام ومنها إلى عيون أم الربيع حيث عاش الوفد لحظات متميزة بين أحضان هذا المنتجع الطبيعي الخلاب.