فوجئت دورية أمنية، زوال الاثنين بحي مبروكة بطنجة، أثناء قيامها بإيقاف أحد المتهمين بالاتجار في المخدرات الصلبة، بهجوم منظم وشرس من طرف عصابة مدججة بالأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين مع استعمال قنينات الكريموجين، مما أسفر عن إحداث إصابات متفاوتة الخطورة في حق عنصرين من الفرقة الولائية للشرطة القضائية، لينتهي الهجوم بتحرير العنصر المقبوض عليه وأصفاد الشرطة في معصميه. دورية الأمن التي يبدو أنها لم تكن تتوقع أن تتعرض لهذا الهجوم العنيف، والمنظم عبر استعمال هذا الكم الهائل من الأسلحة البيضاء وبخاخات الكريموجين، سارعت إلى طلب التعزيزات الأمنية التي التحقت بمكان الاعتداء لتتمكن من إخلاء عنصري الأمن المصابين، وتشرع في عملية تمشيط واسعة للمنطقة في محاولة لإيقاف المهاجمينالذين يتجاوز عددهم العشرة من دون أن تتمكن من ذلك. يذكر أن حي مبروكة يعتبر من أخطر النقط السوداء بمدينة طنجة المعروف باحتضانه لمروجي كافة أنواع المخدرات الصلبة، وغالبا ما كان محط عمليات مداهمة من طرف رجال الأمن من دون أن تتمكن من القضاء على العصابات المستوطنة بهذا الحي، الذي أصبح شبه خاضع لسيطرة هاته العصابات، بل إنها أصبحت تقوم ببيع المخدرات الصلبة بشكل علني على مدار اليوم وكأنه استعراض للقوة، بحيث أصبح الحي مقصدا لكل الراغبين من المدمنين في التزود بالكوكايين والهيرويين. ما وقع أمس ينضاف إلى سلسلة من الأحداث الإجرامية التي بدأت تعرفها مدينة طنجة والتي تؤشر إلى دخول مدينة طنجة ضمن مجال الإجرام المنظم، مما يستدعي معه دق ناقوس الإنذار للتنبيه للمخاطر المحدقة بالوضع الأمني بمدينة طنجة. فعلى الرغم من الجهود المبذولة من طرف ولاية أمن طنجة بعد تعيين بلحفيظ واليا للأمن بها، إلا النقص الحاد في الموارد البشرية واللوجستيكية يجعل الأمر في غاية الصعوبة إن لم يكن شبه مستحيل بسبب لجوء العصابات المنظمة إلى أساليب وتقنيات جد متطورة بلغت ذروتها باللجوء إلى استعمال الأسلحة النارية في عملياتها الإجرامية، وعليه أصبح الانكباب على الوضع الأمني بمدينة طنجة من أولى الأولويات التي يجب أن تتصدر اهتمامات القائمين على الشأن الأمني مركزيا قبل فوات الأوان.