ذكرت وكالات الأنباء أن محمد عبد العزيز زعيم البوليزاريو، وجه دعوة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون لزيارة « الصحراء الغربية» ، غير أنه - وحسب مصادر متطابقة - تجاهل الأمين العام الأممي هذه الدعوة ولم يرد عليها، وذلك خلال اللقاء الذي تم بين الاثنين بنيويورك الاثنين الماضي. وفي الوقت الذي خاطب فيه محمد عبد العزيز الصحافيين بمقر الأممالمتحدة مركزا حديثه على هذه الدعوة ، اكتفى بيان للأمم المتحدة بالإشارة إلى أن الأمين العام الأممي أكد خلال اللقاء « التزام الأممالمتحدة بمساعدة المغرب وجبهة البوليساريو على التفاوض للتوصل لحل للنزاع القائم بينهما منذ فترة طويلة حول وضع الصحراء الغربية في المستقبل». وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأممالمتحدة عندما سئل عن هذه الدعوة، إن الأممالمتحدة ليس لديها شيء تضيفه أكثر من البيان الذي أصدرته والذي لم يشر إلى الدعوة. كما طالب الأمين العام الأممي، خلال هذا اللقاء، بضرورة مواصلة التعاون مع مبعوثه الشخصي إلى الصحراء كريستوفر روس. وقد عقد محمد عبد العزيز خلال هذه الزيارة، لقاءات مع مارك ليال جرانت سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة الذي يرأس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي. وقال ليال جرانت للصحفيين إن عبد العزيز أشار إلى إمكانية أن يزور مجلس الأمن الدولي الصحراء الغربية أيضا. كما التقى أيضا مع مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء بالكونجرس في واشنطن» للحصول على دعمهم لقضية البوليساريو» حسب قوله. وتأتي زيارة محمد عبد العزيز إلى الولاياتالمتحدة بعد أسابيع من محاولة إقحام بعثة المينورسو في ملف حقوق الإنسان بعد الرفض الشديد الذي أبداه المغرب لهذا الاقتراح. وحسب مراقبين، فإن الجزائر والبوليساريو بعد فشلهما في « إشعال» الأقاليم الجنوبية غداة تصويت مجلس الأمن نهاية أبريل الماضي، تسعيان إلى تكثيف الاتصالات مع مختلف الجهات لحملها على تغيير موقفها. من جهة أخرى ذكرت مصادر إعلامية أن المخابرات الجزائرية «دائرة الاستعلام والأمن « ، طلبت من ستة نواب جزائريين إلغاء زيارة كانوا ينوون القيام بها إلى المغرب ، لعقد لقاءات مع الجالية الجزائرية. وحسب ذات المصادر ،فإن المخابرات الجزائرية أوضحت للوفد البرلماني الجزائري أن هذه الزيارة من شأنها إثارة حفيظة السلطات المغربية ، خصوصا أنها تأتي بعد زيارة قام بها هؤلاء إلى تندوف حيث تكلفوا بتنظيم جولة لعدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى مخيمات تندوف للدعاية للأطروحة الانفصالية. وأضافت نفس المصادر أنه من الأكيد أن المخابرات المغربية تابعت هذه الزيارة وتفاصيلها، وأنها تعلم أن النواب الستة هم من يقفون وراءها، وبالتالي فإن زيارتهم إلى المغرب ستكون غير مرغوب فيها من الرباط. وتؤكد هذه المعطيات أن المخابرات الجزائرية المتمثلة في دائرة الاستعلام والأمن، هي من يتحكم في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء ، ويرأسها منذ 1990 محمد مدين المعروف بالتوفيق ، الذي يعتبر الرجل القوي داخل الجزائر، وقد حاول الرئيس بوتفليقة الحد من نفوذها لكنه فشل في ذلك.