حلّت النجمة ديانا حداد ضيفةً على «برايم» الأداء، في برنامج المسابقات الغنائي على القناة التفزيونية «إم بي سي»، لتُطرب الأسماع منفردة، وتغنّي إلى جانب المتأهلين مجموعة من أجمل أغنياتها التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، فردّدوها معها خلال «البرايم». بدورهم أشعل المتأهلون الستة المسرح بمزيج من الأغاني الطربية، منها ما هو لعمالقة الفن الأصيل كأسمهان وفيروز وسيد مكاوي.. ومنها لمطربي هذا الجيل كأحلام وعاصي الحلاني. وقد تخلّل «البرايم» عدة مفاجآت أبرزها «التريّو» المتميز الذي قدّمته الفتيات: فرح يوسف وبرواس حسين وسلمى رشيد، ونظيره الذي قدمه الشباب: زياد خوري ومحمد عساف واحمد جمال ما أعاد عقارب الساعة إلى الزمن الجميل من خلال أداء ساحر وأصوات متميزة لست مغنين توقعت لهم لجنة التحكيم مستقبلاً فنيا زاهرا. كما تخلّل البرايم «ميدلي» متنوّع، ضمّ أغنيات فلكلورية أدّاها المتأهلون بإحساس تراثي عالٍ. وخلال الحلقة، استهلّت فرح يوسف من سوريا الغناء لأسمهان فأطربت اللجنة والجمهور بأغنية «يا جمال الورد»، وهو ما استدعى من أحلام وقوفها مطوّلا للتصفيق. فيما رأى راغب علامة أن فرح «قد أطربت وأمتعت وسَقَت الجمهور من ينابيع الطرب الأصيل، سيّما وأن صوتها يشبه إلى حد بعيد صوت أسمهان. وأضاف بأن فرح كانت تتنقل بين المقامات بسلاسة ورقة دون ارتكاب أي خطأ وذلك كونها «أستاذة كبيرة» على حد وصفه. الأمر الذي أكدته نانسي وأشاد به حسن الشافعي، فيما اختصرت أحلام وصفها ل فرح يوسف ب «قطعة من الألماس». من جانبه اختار محمد عساف من فلسطين أن يغني اللون الجبلي «البعلبكي» عبر أغنية «صوت الحِدى» لعاصي الحلاني، حيث أدّاها بأسلوبه الحماسي المميز، فتفاعل معه الجمهور وألهب المسرح برفقة الطبل وراقصي الدبكة «البعلبكيّة». وفي هذا السياق أكد راغب علامة أن صوت عساف والقدرات الطربية التي يتمتع بها يجعلان منه فخراً لفلسطين ولكلّ العرب، سيّما وأن غزةالتي أتى منها محمد عساف هي مدينة ساحلية، واللون الساحلي في الغناء يختلف كثيراً عن اللون الجبلي الذي اختار عساف أن يؤدّيه على المسرح، وهو ما يثبت تمكّنه وقدرته على أداء مختلف الألوان الطربية. أما حسن الشافعي فقد لمس في عساف تفاعلاً مذهلاً مع الأغنيات التي يؤديها عموماً، لدرجة ٍتجعل منه «ينسى العالم بأسره عندما يقف على المسرح»، وهذا ما يميز المطرب الحقيقي. فيما أشادت نانسي بإحساس عساف العالي، أما أحلام فأكدت أن صوت عساف النقي يجعل منه «محبوب العرب» بغضّ النظر عمّا إذا كان اللقب سيؤول إليه أو لغيره.. بدورها غنت سلمى رشيد من المغرب اللون الخليجي مجدداً عبر أغنية أحلام «ناويلك على نيّة». وقد رأت أحلام في أداء سلمى إتقاناً كبيراً وإبداعاً لا مثيل له سيّما وأن مقام «الصبا» الذي غنّته يُعدّ من أصعب المقامات الشرقية في الغناء. أما نانسي فرأت في سلمى مقدرات كامنة وتميزاً في أداء اللون الخليجي الذي يصعب على غير أبناء الخليج التميز به. مجدداً آثرت برواس حسين من كردستان العراق هذه المرة أن تفاجئ الجمهور بغنائها ل فيروز «سألوني الناس»، فجاء أداؤها متّسماً بإحساس برواس الخاص وأسلوبها المتميز، على حدّ وصف راغب علامة، الذي أضاف: «إن فيروز كالشمس تحرق من يقترب منها.. ولكن برواس نجحت في الاقتراب وعدم الاحتراق». أما أحلام فقد أخذت على برواس هذه المرة محاولتها الابتعاد عن إحساس فيروز وأسلوبها في الغناء. الأمر الذي وافقها عليه حسن الشافعي الذي أوضح أنه لم يستسِغ طريقة أداء برواس للأغنية بسبب افتقار برواس ل«الحنان» المطلوب في الأداء، وهو ما عزاه حسن إلى سوء اختيار الأغنية التي لا تناسب صوت برواس وطريقتها. أما زياد خوري من لبنان فقد غنى ل ملحم زين أغنية «ممنونك»، فرأت نانسي أن غناء زياد يجبر الناس على قول «آه» لشدة الطرب. فيما كان نقد راغب علامة منصباً على الناحية الفنية في الأداء، حيث أشاد ب «جوابات» زياد وإن كان صوته «يلعب» بعض الشيء في «القرارات» على حدّ وصف راغب، الذي امتدح في الوقت نفسه التقنية الغنائية التي قدمها زياد عبر استعارته ل «صوت غير صوته» في أداء بعض «القرارات»، وهو أمر يقوم به المحترفون. أما أحلام فأكدت أن «سلطنة» زياد في الغناء تجعل من المستمعين «يسلطنون» بدورهم. كما أشاد حسن الشافعي بانضباط زياد وقدرته على السيطرة على صوته بشكل كامل. أخيراً اختتم أحمد جمال من مصر الحلقة برائعة سيد مكاوي «ما تفوتنيش أنا وحدي»، حيث اعتبر راغب علامة أن أحمد جمال يقدم «أصول الطرب»، وبأنه دائماً يذكّرنا بالعمالقة. أما نانسي فقد وصفت جمال بأنه «كتلة من الإحساس على المسرح». فيما رأت أحلام في أحمد جمال أستاذاً محترفاً يغني منذ 40 عاماً! وهو ما أكّد عليه حسن الشافعي الذي امتدح «ذوق» أحمد جمال في طريقة تقديمه للأغنية فضلاً عن حرفيّته العالية في المغنى.