تألّقت مجدّدا المغربية يسرا سعّوف في مرحلةٍ جديدة من برنامج المسابقات الغنائي «أراب آيدول»، الذي تقدمه القناة التلفزيونية «إم بي سي1» بأدائها لأغنية «الأماكن» للفنان السعودي محمد عبده، فعقّبت أحلام، عضو لجنة تحكيم البرنامج، قائلةً: «صوتك شبيه بصوت نجاة الصغيرة، وعندك إيقاع موسيقي سليم في صوتك». وبدورها أدت المغربية سلمى رشيد، خلال هذه المرحلة التي انطلقت مع 13 مشتركا ومشتركة نجحوا في تجاوز العتبة الأصعب من «أراب آيدول»، أغنية «ازرعلك بستان ورود» للفنان فؤاد غازي، فامتلكت المقام بحرفية منذ دخولها الأغنية، وكان صوتها متمكناً في الطبقات العالية كعادتها، وهو ما جعل راغب علامة يثني على وقفتها وإطلالتها وجمالها، وكذلك فعلت أحلام وبقية أعضاء اللجنة الذين أشادوا بوقفتها الواثقة على المسرح. وحسم تصويت الجمهور المنافسة في مرحلة ال 13 من برنامج «أراب آيدول»، وذلك إثر حصول وائل سعيد من لبنان على أدنى نسبة تصويت، وبالتالي مغادرته البرنامج، وأن كان ترك انطباعا جيدا عبر أدائه وشخصيته المُحبّبة. وكانت مجريات الحلقة قد قسّمت المتنافسين ال 13 إلى 4 مجموعات، ليدخل مُشترك واحد من كل مجموعة في «مرحلة الخطر»، قبل أن يتمّ الإعلان في ختام الحلقة عن اسم المشترك المُغادر والحاصل حتما على أدنى نسبة تصويت. ضمت المجموعة الأولى كل من محمد المرسوم من العراق، ويسرى سعوف من المغرب، وحنان رضا من البحرين، لتدخل حنان «مرحلة الخطر» بعد حصولها على عدد أصوات أقل من زملائها في المجموعة. أما المجموعة الثانية فضمّت كل من برواس حسين من كردستان العراق، وصابرين النجيلي من مصر، وسلمى رشيد من المغرب، لتدخل صابرين «مرحلة الخطر». وفي المجموعة الثالثة، تمكّن الجميع من التأهّل لعدم دخول أحدهم «مرحلة الخطر»، وضمت المجموعة كل من عبد الكريم حمدان من سوريا، ومحمد عساف من فلسطين، وأحمد جمال من مصر، وزياد خوري من لبنان. أما المجموعة الرابعة والأخيرة، فضمّت كل من فرح يونس من سوريا، وفارس المدني من السعودية، ووائل سعيد من لبنان، ليدخل وائل «مرحلة الخطر». وبذلك، يكون قد تنافَس على الاستمرار كل من حنان رضا، وصابرين النجيلي، ووائل سعيد، ليؤهِّل تصويت الجمهور كل من حنان وصابرين إلى المرحلة القادمة، على حساب وائل سعيد الذي غادر البرنامج. وفي هذا السياق، تلمَّسَ المشاهدون خلال الحلقة صعودا نوعيا لمقدرات صوتية فذّة، حيث بدأ المشتركون إجمالا باستغلال جميع مواطن القوة والتميّز في أصواتهم، ما أسفر عن رهاناتٍ جديدة، ودخول «خيولٍ سوداء» غمار المنافسة التي ظنّ البعض أنها ستكون محصورة بين 6 أو 7 أصوات، لتتفاجأ لجنة التحكيم وكذلك الجمهور بأن بعض المشتركين والمشتركات لم يستنفدوا جميع أوراقهم بعد، وأنه ما زال في جعبتهم الكثير من المفاجآت ليقدّموها عبر استخدام مساحات كانت خفيّةً في أصواتهم وقدراتهم الغنائية، واستعراض المزيد من مكامن الطرب على اختلاف أنماطه وألوانه. وخلال الحلقة، افتتح محمد عساف من فلسطين المنافسة مع أغنية «على حسب وداد قلبي» للعندليب الأسمر، فغناها بطريقته الخاصة وأضاف إليها من اسلوبه، وهو ما أثنى عليه راغب علامة الذي وصف صوته ب «المعجونة القاسية والطرية في آنٍ واحد» لتمكّنه من جميع الطبقات. وكذلك أثنى على أدائه كل من نانسي عجرم وحسن الشافعي، فيما اختلفت معهم أحلام لاعتقادها بأن عساف لم يكن موفقاً باختيار الأغنية. محمد المرسوم من العراق، غنى «بين أديي» لماجد المهندس بإحساس مرهف جدا، فجاء ذلك على حساب قوة صوته، وهو ما انتقدته أحلام، رغم ثنائها على عذوبة صوته. من جانبها، فجرت حنان رضا من البحرين إحدى مفاجآت الحلقة عندما غنت «وحياتي عندك» لذكرى، فكان صوتها قويا وأداؤها متمكّنا بالإضافة إلى إحساسها الذي لطالما أشاد به الجميع منذ أول إطلالة لها في البرنامج. وهذا ما جعل نانسي تصفها ب«المشتركة الجديدة» التي أبرزت مكامن القوة في صوتها. ولعلّ ذلك ما جعل كل من أحلام وحسن الشافعي ينتقدون أداءها بسبب لجوئها لاستعراض عضلاتها «الصوتية» وإن كانت حنان قد أظهرت جانبا جديدا من مقدراتها الواعدة. أما فرح يوسف من سوريا فقد اختارت أغنية قديمة لكوكب الشرق ام كلثوم هي «الحلم»، فبرزت قادرة في القرارات والجوابات ومتحكّمة في القفلات، لتقف اللجنة بكامل أعضائها مصفقة بعد انتهاء الغناء، فيما وصف راغب علامة فرح بقوله: «سمعنا غناء أم كلثوم بصوت أسمهان.. وهو أقصى ما يتمنّاه المستمع للطرب العربي». أما حسن الشافعي الذي بدى «مُسطلنا» خلال الأغنية فقال بلهجته: «نحن نعمل في الحقل الموسيقي على شانك.. ما شاء الله». وائل سعيد من لبنان غنى «ما عاد بدي ياك» لملحم زين، فكان صوته ضعيفا في القرارات، وسبَّب مفاجأة غير سارّة لنانسي عجرم التي اختارته ورجّحت كفته في الحلقة الماضية، فجاء انتقادها له الأشدّ بين أعضاء اللجنة قائلةً: «اختيارك للأغنية كان سيئا وإحساسك غائبا.. فلم تصلنا الأغنية أبدا». من جانبه شكّل فارس المدني من السعودية إحدى مفاجآت الحلقة بثقته العالية وأدائه الجيد للأغنية التي أحسن اختيارها لعبادي الجوهر، وإن كان غير موفق في الموّال، ولا سيما في انتقاله من الطبقات الدنيا للطبقات العالية وكذلك في القفلات، وهو ما حذا باللجنة لتوجيه النصح له بالابتعاد عن الطبقات العالية التي لا تناسب صوته. أحمد جمال من مصر، الذي أبهر الجمهور عبر الحلقات الماضية، لم يكن في نفس مستواه المعتاد عندما غنى «أنا ولد الهلالية» لمحمد منير، رغم قوّة حضوره على المسرح، وهو ما جعل نانسي تلقبه ب :«مشروع النجم» وإن كان «غير مرتاح في الأغنية» كما وصفته أحلام. أما صابرين النجيلي من مصر التي لطالما تميّزت بصوتها القوي في جميع الطبقات، فلم يكن اختيارها لأغنية «كحيل العين من قدّه» موفقا. وقد علّقت أحلام على غنائها قائلة: «الموال والأغنية الذَيْن اخترتِهما ينتميان للون خليجي يدعى «المجس» وهو من أصعب الأنماط، ولا يجيده إلا العمالقة لذا فلم تكوني موفقة». أما حسن الشافعي فأوضح أن الثقافة الموسيقية أمر أساسي للمطرب، ومن لا يمتلك الحس الخليجي في المغنى والثقافة الموسيقية الخليجية لا ينبغي أن يغني مثل هذا النمط. بدورها فاجأت برواس حسين من كردستان العراق اللجنة والجمهور بغنائها «مقادير» لطلال مداح، وباللغة العربية الصحيحة! فحصلت على ثناء جميع أعضاء اللجنة، رغم ملاحظة من نانسي عجرم التي أشارت إلى أن إحساس برواس لم يكن متكاملا ًفي اللون الخليجي. مفاجأة أخرى فجّرها عبد الكريم حمدان من سوريا الذي غنى لأول مرة اللون العاطفي عبر أغنية «سلّم عليها يا هوا» لملحم بركات، وهو الذي تألّق سابقاً في نمط آخر من الطرب كالقدود والموشحات الحلبية، فجاء ثناء راغب علامة على أدائه ليؤكد تميّزه بجميع الألوان، وسط إشادة من حسن ونانسي وأحلام. أخيرا وليس آخرا غنّى زياد خوري من لبنان «دقوا المهابيج» فكان غناءه حماسيا وأبدى تفاعلا على المسرح مع ضارب الطبل، ما ألهب المدرّجات ولا سيّما بصوته القوي وحضوره المتميز، وهو ما جعله يلقى ثناءً من جميع أعضاء اللجنة مع ملاحظة وجهتها إليه ناسي بتخفيف استخدامه للعُرَب مستقبلا. بموازاة ذلك، كانت الحلقة قد شهدت عدداً من الأحداث والمفاجآت، أبرزها حلول الفنانة نوال الكويتية ضيفة على البرنامج، وتقديمها لعددٍ من أغنيات ألبومها الجديد، وذلك في أول ظهور لها على الشاشة بعد انقطاع دام 3 سنوات. وبرّرت نوال انقطاعها الطويل بقولها: «عادةً ما يستغرق تحضير الألبوم مني عاميْن متواصليْن، ولكن انشغالي بابنتي جعلني أستغرق عاما إضافيا للتحضير هذه المرّة.» وتابعت نوال: «أعود اليوم من خلال البرنامج الذي أتابع حلقاته باستمرار وأعرف جميع مشتركيه بالاسم.» أما المفاجأة الثانية، فتمثّلت بإطلالة مميزة ل «الكينغ» محمد منير، عبر شريط مُتلفز، خاطب خلاله المشتركين عموماً، والمشترك المصري أحمد جمال خصوصاً، وأثنى على اختياره لأغنية «يونس ولد الهلالية» في حلقة الجمعة، كما أشاد بأدائه لتلك الأغنية الصعبة، والتي تعبّر على حدّ وصفه عن «المعاناة الكبيرة والعزيمة العالية للمواطن البسيط». الجدير ذكره أن حلقة إعلان النتائج شهدت غياب عضو لجنة التحكيم راغب علامة قسرا، وذلك لانشغاله بارتباط استثنائي خارج لبنان، كان قد التزم به منذ فترة طويلة سابقة لبدء البرنامج.. وهو ما أوضحه راغب لجمهور «أراب آيدول»، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، واعدا بالعودة إلى مكانه في لجنة التحكيم، بدءا من الحلقة المقبلة.