نظمت رابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية لقاء تواصليا مع فعاليات المجتمع المدني بمقاطعة الصخور السوداء بالدارالبيضاء، وتؤسس مكتبا جهويا لها، وذلك في إطار الأنشطة الإشعاعية التي تقوم بها الرابطة داخل المغرب وخارجه، حيث عقدت هذه الاخيرة لقاء موسعا بالدار البيضاء يوم 25 ماي 2013 من أجل حشد الدعم للحكم الذاتي بالاقاليم الجنوبية الذي يعتبر من أولويات أهدافها وبرامجها. وللاشارة، فإن منظمة رابطة أنصار الحكم الذاتي تعتبر أول منظمة مغربية أسست مباشرة بعد الإعلان عن هذا المشروع السياسي الهادف إلى إيجاد حل للنزاع في الصحراء والذي عمر أزيد من 37 سنة كونه حلا بديلا لإجراء الاستفتاء حول الصحراء. مشروع الاستفتاء تم إقباره من طرف جبهة البوليساريو من خلال رفضها لمئات الالاف من الصحراويين إبان عملية تحديد الهوية. إن الرابطة ترى في الحكم الذاتي الحل الأمثل لإنهاء نزاع تضررت منه مئات من العائلات الصحراوية التي أصبحت تقبع تحت رحمة قيادة المخابرات العسكرية الجزائرية أكثر من عقد من الزمان، هذا النزاع الذي شكل منعطفا سياسيا بالمنطقة، تفرع عنه كيان يحمل فكر الانفصال عن الدولة الأم أثناء الحرب الباردة التي عرفها العالم، حيث خرجت من رحمه عناصر انفصالية ترعرعت داخل المغرب وازدادت به وحصلت على مستويات تعليمية عالية إلى حين سقوطها في أحضان المخابرات الليبية والجزائرية نتيجة أخطاء ارتكبت من طرف مسؤولين مغاربة في مطلع السبعينيات، لم يدركوا جيدا مدى خطورة اللعبة السياسية.. وبعد 37 سنة من الاستنزاف للدولة المغربية من طرف عناصر البوليساريو إلى حدود سنة 1989، حينما أدرك المسؤولون المغاربة مفهوم اللعبة بدأوا يتعاملون مع القضية سياسيا، بدأ بوقف إطلاق النار مرورا بعملية تحديد الهوية المؤهلة للاستفتاء، هذا المشروع الذي أقبر من طرف البوليساريو ليحل محله مشروع الحكم الذاتي الذي أصبح متفقا عليه دوليا، كحل وسط يضمن للمغرب سيادته على أراضيه المسترجعة سنة 1975 . من هنا ترى رابطة أنصار الحكم الذاتي في تصورها أنه حل يعيد الأمل للالاف من العائلات الصحراوية التي أقحمت في الصراع الدائر حول إقليم الصحراء، غير مبالين بكل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضدهم من طرف العسكر الجزائري الذي أصبح طرفا مباشرا في النزاع مع الدولة المغربية، هذا التطور السياسي الذي يعرفه ملف الصحراء المغربية دفع بالمكتب الوطني لرابطة أنصار الحكم الذاتي إلى التجند وتبني المشروع المتمثل في منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا يخول لأبناء الصحراء تسيير شؤونهم بأنفسهم في إطار السيادة المغربية، كما أن المنظمة تدرك جيدا مدى اهمية المرحلة من خلال البيانات والأنشطة التي تقوم بها على امتداد التراب الوطني وتأسيس مكاتب جهوية، علما أنها منظمة تعمل وفق إمكانيات متواضعة وذاتية . إن اللقاء التواصلي المنظم بمقاطعة الصخور السوداء بالدارالبيضاء من طرف اللجنة التحضيرية لتأسيس مكتب جهوي يضم مجموعة من الأطر والكفاءات الوطنية، حيث تقدمت اللجنة بعرض مفصل حول الهدف من تأسيس المكتب المذكور، كما وزعت عدة وثائق تتعلق بمشروع الحكم الذاتي، حيث تم تعميق النقاش حول هذا الموضوع من خلال عدد كبير من المتدخلين، وبعد مأدبة شاي أقيمت على شرف المشاركين في اللقاء التواصلي والتأسيسي في نفس الوقت لهياكل جديدة للمنظمة، تم عرض القانون الأساسي وكذا لائحة المكتب المقترح من طرف اللجنة التحضيرية على المشاركين وبحضور أعضاء المكتب التنفيذي للرابطةو حيث أوكلت مهمة تشكيلة المكتب إلى الأخت فاطمة الزهراء الركيبي كمنسقة جهوية، وعند نهاية أشغال الملتقى أصدرت رابطة أنصار الحكم الذاتي بالاقاليم الصحراوية بيانا موجه إلى الرأي العام الوطني والدولى والمحلي جاء فيه: تثمن الرابطة مجهودات اللجنة التحضيرية لتأسيس فرع جهوي لها بالدارالبيضاء، ويضيف البيان دعمها الكامل لكل المبادرات الرامية إلى إنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء وتهيب، أيضا، بالمنتظم الدولى إلى تحمل مسؤولياته حول ما آلت إليه أوضاع الصحراويين فوق التراب الجزائري والمطالبة بفك الحصار عنهم، كما أدانت الرابطة في بيانها التضييق على الجبهة الداخلية وعدم توفير الدعم الكامل لها لمواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية، كما أعلنت، أيضا، عن دعمها للمسار التفاوضي بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو لإيجاد حل متفق عليه، وفي نهاية اللقاء أصدر المشاركون برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس .