بتعادل فريق الجيش الملكي، أمام الجار فريق الفتح الرياضي بحصة ثلاثة أهداف لمثلها برسم إيا ب ثمن مكرر لكأس الإتحاد الإفريقي، يكون فريق الجيش الملكي قد فقد كسب آخر رهان له هذا الموسم، بعد الإكتفاء بدور وصيف البطل، وفقدان ضم كأس العرش. مقابل ذلك دخل فريق الفتح الرياضي دور المجموعتين، وبذلك يكون جمال السلامي، قد أبقى حلم تحقيق جزء من إنجازات المدرب الحسين عموتة قائما بالرغم من تواجده في مجموعة يمكن اعتبارها مجموعة الموت، خاصة وأنها تضم فريق مازيمبي العصي، والبنزرتي التونسي ووفاق اصطيف الجزائري، وهذا سيكون امتحانا حقيقيا للمدرب جمال السلامي وكل مكونات فريق الفتح الرياضي ،الذي عرف منذ بداية البطولة أن لا هدف له إلا الواجهة الإفريقية. مقابل هذا الطموح الأوحد لفريق الفتح الرياضي، كان فريق الجيش الملكي يلعب على ثلاث واجهات (البطولة، الكأس والواجهة الإفريقية)، وهذا ماجعله يتعب كثيرا، وبالتالي يصل إلى المراحل الحاسمة بلياقة بدنية مهزوزة، ونقص كبير في أهم العناصر، كاللاعب بلخضر المصاب، وعبد الرحيم الشاكير الموقوف من طرف الفيفا. وقد كان سند فريق الجيش الملكي يتجسد في قوة الجمهور العسكري الذي سانده، لكن الأحداث التي رافقت مباراة الجيش ضد الرجاء، وبعد الإعتقالات تقلص عدد المشجعين بعدد كبير. ووحدها تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإطلاق سراح المعتقلين القاصرين كان سببا في تكسير جدار الخوف، وعودة جماهير الجيش الملكي إلى المدرجات بقوة خلال المباراة ضد فريق الفتح الرياضي برسم إياب كأس الإتحاد الإفريقي. وقد فاق العدد 13 ألف متفرج مقابل عدد قليل جدا من مشجعي فريق الفتح الرياضي .قوة فريق الفتح عضدها انتصاره في مباراة الذهاب بهدف وحيد كان من توقيع اللاعب الكوردي في شباكه. وبالعودة إلى المباراة التي كانت نهايتها في غير صالح كرة القدم الوطنية، ذلك أنها حرمتها من فريق ثان في الواجهة الإفريقية، فإنها كانت مباراة قوية، استعد لها المدربان بإراحة أحسن لاعبيهم في المباراة ماقبل الأخيرة من البطولة، وذلك لربح بعض الطراوة البدنية. قرار المدربين عبد الرزاق خيري وجمال السلامي، أعطى للاعبين الفرصة لخوض مباراة قوية ومفتوحة، مباراة كان فيها الرهان الأول هو زعزعة نفسية الخصم بهدف مبكر يعزز الثقة، ويربك حسابات الآخر. وبما أن هدفا في شباك الجيش الملكي، يساوي ذهبا ويفرض عليه بذل الكثير من المجهود لتجاوز هدفين، فإن فريق الفتح الرياضي عرف كيف يحقق مبتغاه في الدقيقة الرابعة من المباراة بعد أن سجل اللاعب عبد السلام بنجلون أول الأهداف. الهدف زاد المبارا ة قوة، وذلك باندفاع فريق الجيش الملكي ورغبته في الخروج من مرحلة الإحباط، والشك. وكان لابد من الإنتظار إلى حدود الدقيقة 33 ليتسلم اللاعب العلاوي كرة عميقة من المخضرم يوسف القديوي ، وليودعها الشباك، وكان القديوي قريبا من تسجيل هدف في الدقيقة 15 .التعادل كان هو نتيجة الشوط الأول، وكان التأهل لصالح الفتح الرياضي بين الشوطين. الشوط الثاني من المباراة، خاضه فريق الجيش الملكي بقوة، ورغبة في زعزعة ثقة لاعبي فريق الفتح الرياضي، ولذلك ضغط بقوة وهجم بسرعة، وناور بكل الوسائل، (التمريرات، التسديد من بعيد،التوغل في مربع العمليات)، وكان هذا، الحل الأخير والحاسم في حصول فريق الجيش الملكي على ضربة جزاء في الدقيقة 58 بعد عرقلة اللاعب كوردي ، ولينفذها بنجاح اللاعب العلاوي. ترجيح الكفة التقنية للمباراة لصالح الجيش الملكي لم يكن كافيا لأن الكل يعرف كيف تحتسب أهداف المبارتين في مثل هذه المحطات. وفريق الجيش الملكي يبحث عن هدف قاتل في شباك الحارس بادة، وعلى إثر هجوم مضاد ومن تسديدة قوية ومن بعيد، يسجل اللاعب العروي أجمل الأهداف في الدقيقة 75، وبذلك يدخل الشك في قدرات عبد الرزاق خيري ولاعبيه في القدرة على المرور إلى دور المجموعتين. هدف العروي حرر كثيرا لاعبي فريق الفتح من النهج الدفاعي الذي سلكوه، فأصبحوا أكثر خطورة، وليتجسد الخطر في الهدف القاتل لعبد السلام بنجلون في الدقيقة 79 . هدف حسم الأمور، أخرج الجيش الملكي من المنافسة الإفريقية، وأبقى الفتح في المسار، والرهان يستحضر إنجاز 2009 .