فرحة الانتصار كان الكل يتمناها أن تكون مغربية، لكن قرعة ثمن النهاية (مكرر) لكأس الكونفدرالية الإفريقية فرضت أن يتواجه فريقان مغربيان (الفتح الرياضي والجيش الملكي)، لذلك كانت الفرحة من حق أنصار فريق الفتح الرياضي، الذي وضع قدما في دور المجموعتين، بعد انتصاره في مباراة الذهاب على الجار الجيش الملكي بهدف واحد. هذا الهدف الذي استقبلته شباك الحارس يونس الشحيمي، الذي عوض الحارس لكروني المصاب، عمق جراح إلترات الفريق العسكري، التي تعيش وضعا سيئا بعد اعتقال العشرات من أصدقائهم على خلفية الأحداث التي رافقت مباراة الفريق العسكري والرجاء. انتصار فريق الفتح كان من الممكن أن يكون بحصة كبيرة، لأنه خاض مباراة قوية، وهناك من اعتبرها من أقوى وأجمل مباريات فريق الفتح الرياضي خلال هذا الموسم، خاصة وأن الواجهة الإفريقية أصبحت هي الأمل الوحيد لجمال السلامي لتعويض الظهور الباهت في البطولة الاحترافية. فريق الفتح عرف كيف يسقط فريق الجيش الملكي، حيث اختار السرعة في الأداء والهجوم بقوة عددية مع ملء وسط الميدان وسد كل المنافذ. لأن المدرب جمال السلامي كان يعرف بأن إنهاك لاعبي الفريق العسكري، المرهقين أصلا بفعل توالي المباريات، والتي وصلت إلى 9 خلال 40 يوما، هو رقم أثقل أقدام اللاعبين العسكريين، الذين لم يستطيعوا مجاراة اللياقة البدنية العالية للاعبي فريق الفتح الرياضي، والذين يبقون من أحسن لاعبي البطولة الاحترافية من حيث البنية الجسمانية. وقد كان هذا العامل حاسما في نتيجة المباراة لصالح فريق الفتح الرياضي منذ الدقيقة التاسعة، بعد تسلل سريع للاعب العروي، الذي عرف كيف يستغل شرودا ذهنيا للدفاع العسكري، هزم على إثره الحارس الشحيمي، ودفع اللاعب الكوردي إلى إسكان الكرة في الشباك، نيابة عنه، ليكون بذلك الهدف بنيران صديقة. هذا الهدف جعل الفريق العسكري يدرك بأن لاخيار له إلا الهجوم، لأنه أحسن وسيلة للدفاع، فوالى هجوماته في الدقائق 12 و13 و14، لكن الحارس عصام بادة كان متميزا، وعرف كيف يضبط إيقاعه، وتوقيت خروجه للتصدي، وبذلك كان سدا منيعا أمام كل محاولات العلاوي والقديوي. تهديد الفريق العسكري جعل جمال السلامي يطالب لاعبيه باستعمال «التوربو»، فزادت السرعة وتحرك اللاعب ندامي بفعالية وسط الميدان، وعرف كيف يضبط تمريراته، وكيف يخلق الكثير من المتاعب للدفاع العسكري، كما عرف كيف يتفوق في كل النزالات الفردية، متسلحا ببنيته القوية وحسن استغلال المساحات الفارغة في وسط ميدان فريق الجيش الملكي، الذي تفكك بفعل الرغبة في تسجيل هدف التعادل، قبل انتهاء الشوط الأول من المباراة. المساحات الفارغة جعلت اللاعب العروي ينطلق من وسط الميدان في أكثر من محاولة، ويبث الرعب في دفاع الفريق العسكري، خاصة مع خروج بلخضربفعل الإصابة وغياب عبد الرحيم الشاكير، الموقوف من طرف «الفيفا». ولولا غياب الفاعلية عند عبد السلام بنجلون وإبراهيم البحري وتسرع باتنا، لكانت شباك الفريق العسكري اهتزت في أكثر من مناسبة. ووحده عداد الحكم الكاميروني جينكو أوقف متاعب الجيش الملكي، وأعطى للمدرب عبد الرزاق خيري فرصة لاسترجاع الأنفاس وترتيب الأوراق، خاصة وأنه كان قد لجأ إلى دكة الاحتياط في مناسبتين، وبذلك كان هامش المناورة قليلا، والحلول لن تخرج عن تغيير تموضع اللاعبين، خاصة في وسط الميدان. الشوط الثاني من المباراة كان للمدربين، والأمطار الغزيرة التي تهاطلت على عشب ملعب الأمير مولاي عبدالله، والتي زادت من إنهاك لاعبي الفريق العسكري، الذين كانوا يعتمدون على يوسف القديوي وتقنياته الفردية لخلق الارتباك في وسط الميدان، والبلبلة قرب مربع العمليات، لكنه كان وحيدا يحاول التغريد، خاصة وأن العلاوي كان من دون فعالية، وبذلك حافظ الفتح على نظافة شباكه، ويكون قد وضع القدم الأولى في دور المجموعتين، وعليه أن ينتظر مباراة الإياب، والتي لن يكون فيها الفريق العسكري في أحسن حال، لأن الصراع على البطولة سيكون قد استنزف الكثير من لياقة لاعبيه البدنية. تصريحان جمال السلامي مدرب فريق الفتح الرياضي: «المباراة كانت قوية وسريعة، وكان هدفي هو الفوز، الذي كان سيكون بأكثر من هدف، لكن في المقابل. يبقى عدم استقبال أي هدف معطى إيجابيا. لقد كنت أعرف بأن لاعبي الفريق العسكري يعانون من التعب، لذلك رفعت من الإيقاع». خيري عبد الرزاق، درب فريق الجيش الملكي: «خضنا مباراة قوية، بالرغم مما عانيناه من توالي المباريات. خلقنا الكثير من الفرص، لكنها لم تترجم إلى أهداف. الهزيمة خلال هذه المباراة تعتبر الأولى، بعد خمسة أشهر. حظوظنا مازالت قائمة.»