انتظرت جماهير فريق الجيش الملكي إلى حدود الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع لتنعم بالاطمئنان على بقاء الجيش في الصف الثاني، والتنافس على لقب البطولة مع الرجاء والوداد، وذلك بعد الهدف القاتل الذي سجله اللاعب هشام الفاتحي في شباك فريق عين أسردون، رجاء بني ملال، برأسية رائعة بعد تسلمه كرة مقوسة من اللاعب سفيان العلودي، الذي دخل بديلا في الدقائق الأخيرة من المباراة، شأنه شأن اللاعب الفاتحي الذي عوض اللاعب القديوي في الدقيقة 86، الشيء الذي يؤكد نجاح المدرب عبد الرزاق خيري في «الكوتشينغ»، كما يؤكد قوة دكة احتياط فريق الجيش الملكي وقدرتها على خلق الفارق. هدف الفاتحي كان مناسبة له كي يتصالح مع الجماهير، بعد أن لازمه نحس إهدار الفرص، وأدخله متاهة الشك في قدراته كقناص. قيمة هدف الفاتحي تمثلت كذلك في كونه منح الجيش الملكي فوزا ثمينا على الرجاء الملالي، الذي عرف مدربه فخر الدين كيف يخلق الحدث بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله، وعرف كيف يتحول من فريق يبحث عن نقطة وحيدة إلى فريق خلق المتاعب لفريق الجيش الملكي، بالرغم من أنه كان منهزما منذ الدقيقة 39، بعد الهدف الذي سجله العلاوي من تسديدة قوية بعد توغل سريع داخل مربع العمليات، فانفرد بالحارس كوحا، الذي استقبلت شباكه هدفا، كان هو العلامة البارزة خلال الشوط الأول من المباراة. فريق رجاء بني ملال قرأ مدربه فخر الدين جيدا الشوط الأول، فاعتمد على الاندفاع القوي نحو مرمى يونس الشحيمي، بلعب جماعي مفتوح اعتمد فيه على السرعة والانسلال من الأجنحة، خاصة وأن المدافع بلخضر لم يكن في مستواه، فكانت جهته مصدر خطر، كما اعتمد رجاء بني ملال على اللاعب زهير نعيم، الذي عرف كيف يكون سقاء بامتياز، واعتمد على نبيل كوعلاص كمهاجم صريح، الشيء الذي خلق الكثير من المتاعب للدفاع العسكري. وبما أن الجرة لاتسلم كل مرة، فإن الرجاء الملالي سجل هدف التعادل في الدقيقة 66 من المباراة، بعد هجوم جماعي توجه نعيم بهدف جميل. الهدف زاد من ثقة الرجاء الملالي، فتضاعفت المجهودات، وأصبح صاحب المبادرة، والسباق إلى التهديد، فأضاع بفعل نقص التجربة العديد من الفرص، كانت أبرزها عندما فشل دفاع الجيش الملكي في تطبيق الدفاع الخطي، ولينطلق كوعلاص في الدقيقة 84، في خط مستقيم، متجاوزا كل المدافعين، لكن النهاية لم تكن كما كان يظنها، ولينهزم الحارس لكن الكرة تمر محاذية للمرمى، وبذلك يضيع على فريقه فرصة ضمان نقطة واحدة. بعد التهديد يسلك خيري أسلوب التغيير، ليدخل الفاتحي الذي فتح لفريقه باب المرتبة الثانية، بعد تسجيله هدف الخلاص، في وقت لم يكن كافيا إلا ليعلن الحكم يوسف هراوي عن نهاية المباراة بنتيجة غير منصفة لفريق رجاء بني ملال الذي قدم مباراة رائعة. تصريحان عبد الرزاق خيري، مدرب الجيش الملكي «لقد حذرت اللاعبين من أن المباراة لن تكون سهلة، لأنني أعرف فريق رجاء بني ملال الذي دربته في بداية البطولة. تحذيري كان في محله، لأن المباراة كانت قوية، وقد وجدنا صعوبة كبيرة للفوز. وتبقى النقط الثلاث التي حصلنا عليها مهمة، لأنها تبقينا في المرتبة الثانية». فخر الدين رجحي، مدرب رجاء بني ملال «الفرق بين فريق الرجاء الملالي والجيش الملكي، هو كون فريقي يعتمد على المجموعة، في حين يعتمد الجيش الملكي على لاعبين لهم التجربة، و«تحرميات في اللعب»، كما أن المدرب خيري يتوفر على دكة احتياط قوية، وقد استطاع تحقيق الفرق بها. أنا جد مسرور لأن فريقي لعب بطريقة جيدة، ومتأسف لأن الحظ لم يكن إلى جانبنا، كما كان الحال في المباريات السابقة. قوتنا خلال المباراة أننا سجلنا ضد فريق الجيش الملكي وليس من السهل التسجيل عليه».