في مباراة هيتشكوكية ضد فريق عزام التانزاني، وبانتصار لم يضمن إلا بعد إعلان الحكم الجزائري عبيد شارف عن نهاية المباراة، يضمن فريق الجيش الملكي بطاقة المرور إلى ثمن نهاية كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم. المباراة، التي كان كل عشاق الجيش الملكي يعتقدون بأن نتيجتها مضمونة، تحولت إلى كابوس مرعب، جعل كل من تابع المباراة يعيش 90 دقيقة في الجحيم. جحيم فتح بابه فريق عزام التنزاني في الدقيقة السادسة، بعدما سجل اللاعب جون رافائيل من ضربة ثابتة، حول جدار الدفاع العسكري مسار الكرة، لتخدع الحارس لكروني، الذي كان يستعد لبناء جداره. هذا الهدف غير من نهج لعب فريق عزام التانزاني، الذي كان قابعا في الدفاع في بداية المباراة، وتحمل ثقل الدقائق الخمس الأولى في مناسبتين من العلاوي والكردي، كما رفض الحكم عبيد هدفا كان من توقيع العقال، وكان داعي الرفض هو التسجيل من وضعية شرود. لاعبو فريق عزام عزموا و«زعمو» بقوة على الهجوم، فضغطوا بطريقة سريعة، مرورا من وسط الميدان، وبذلك كانوا يخلقون الكثير من المتاعب لدفاع الفريق العسكري، الذي كان عليه أن يعود في المباراة بسرعة كبيرة حتى لايستقر الشك في القدرات. الخروج من مرحلة الشك كان في الدقيقة 12، عندما أعلن الحكم الجزائري عبيد عن ضربة جزاء، والتي قررها بعد تفكير طويل لصالح عبد الرحيم شاكير. فكانت فرصة للاعب شاكير ليعادل كفة اللقاء، وليعيد التوازن إلى لاعبي الفريق العسكري، الذين ضبطوا جيدا إيقاع المباراة على الهجوم، فكثرت محاولاتهم، لكنها كانت تنتهي بتسرع داخل مربع العمليات، أو تصد من دفاع فريق عزام. وحتى يعود الفريق العسكري إلى حالة القلق يغادر بلخضر المباراة بعد الإصابة، لتتبعثر بعض أوراق عبد الرزاق خيري في الدفاع، بعدما كانت منقوصة من المدافع المراني. وليزداد القلق حدة يرتكب عبد الرحيم شاكير خطأ ترتب عنه حصوله على البطاقة الحمراء مباشرة في الدقيقة 34. خروج بلخضر وطرد شاكير جعل عبد الرزاق خيري يدفع باللاعب اليوسفي ليتمقص دور المدافع في جهة اليمين. هذا الدور الجديد على اليوسفي جعله نقطة ضعف كبيرة في دفاع الفريق العسكري، فكثرت الهجمات من جهته، وكثرت أخطاؤه، لأنه كان غير حاضر ذهنيا، فأصبح بابا لكل هجمات فريق عزام، الذي هدد في أكثر من محاولة مرمى علي لكروني، الذي صد بعضها وبعضها حضر فيه الحظ. والشوط الأول يسير نحو النهاية، وعلى إثر مرتد سريع، وبقوة عددية يهاجم الفريق العسكري، ويفشل اللاعب أنور في تسجيل الهدف في الدقيقة42، قبل أن يصحح الوضع اللاعب العلاوي، بعدما أسكن الكرة المرتدة شباك فريق عزام. الشوط الثاني من المباراة، خاضه فريق عزام التانزاني باندفاع قوي، وبرغبة في تسجيل هدف ثان سيعقد كل حسابات الفريق العسكري. الرغبة في الانتصار جعلت دفاع الجيش الملكي يعاني من ضغط كبير، كما أن الهجوم لم تعد له تلك الطراوة البدنية، كما غابت الحلول في وسط الميدان، الذي أصبح من دون فعالية. هذان العاملان جعلا لاعبي الفريق العسكري يكثرون من التمريرات الخاطئة التي كان بعضها يتحول من وسط الميدان إلى مرتدات سريعة، حضر فيها أيضا الحظ، وحضرت فيها يقظة لكروني. وحتى تتخلخل قوة فريق عزام، يطرد الحكم عبيد شارف اللاعب مونتانا في الدقيقة 56، بعد حصده لإنذارين. التساوي في القوة العددية أعاد الاطمئنان للفريق العسكري ، الذي بدأ يجد مسافات للانسلال من وسط الميدان. بعدها يطرد الحكم الجزائري لاعبا ثانيا، وكان سيء الحظ هو اللاعب وازاري، الأمر الذي زاد من المساحات الفارغة أمام لاعبي الفريق العسكري، لكن الطراوة البدنية كانت قد استنفدت. حل عبد الرزاق خيري كان القيام بما يجب من التغييرات. فرغم دخول العلودي وبورحيم والنجار، فإن الطراوة البدنية لم تكن كافية لتمنع الحكم عبيد شارف من جعل كل المتفرجين يمسكون قلوبهم في الدقيقة 82، بعدما أعلن عن ضربة جزاء، ربما شاهدها لوحده، لكن شاهد الجميع كيف صد القائم الكرة، بعدما نابت عن علي لكروني، ولتمنع سقوط الفريق العسكري في فخ تعادل ثقيل، كان سيرجح كفة فريق عزام. ضربة الجزاء الضائعة زادت الفريق الزائر إصرارا على الوصول إلى شباك العسكريين، وكاد ذلك يتحقق في الدقيقة التسعين لولا التدخل الفعال للحارس لكروني في آخر المطاف، وبذلك يصل فريق الجيش الملكي إلى الثمن، حيث سيجد هناك فريق الفتح الرياضي الذي فشل في الوصول إلى دور المجموعات في بطولة عصبة الأبطال الإفريقية. تصريحان عبد الرزاق خيري، مدرب الجيش الملكي: «لقد عانينا من غيابات كثيرة، وبالرغم من ذلك حققنا التأهيل. نعم لم يكن سهلا ولكنه كان مستحقا». ستيوارت هال، مدرب فريق عزام التانزاني: «لقد ضيعنا الكثير من الفرص بدار السلام، واليوم نضيع ضربة جزاء في وقت حرج من المباراة، وهذا ما أسميه الحظ العاثر. كما أن هناك لاعبين كانوا شاردين ذهنيا إضافة إلى اللعب بتسعة عناصر».