بصعوبة بالغة انتزع فريق الجيش الملكي ورقة التأهل إلى دور ثمن النهائي مكرر لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بعد فوز بهدفين مقابل واحد على ضيفه عزام يونايتد التنزاني، في المباراة التي جمعت بينهما عصر أول أمس السبت، بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط برسم إياب ثمن النهاية الأول. وكانت مباراة الذهاب التي أقيمت في دار السلام قد انتهت بالتعادل السلبي . وشهد لقاء الرباط إشهار ثلاث بطاقات حمراء، حيث أخرج الحكم الجزائري أبيب شارف بطاقتين حمراوين في الدقيقتين 57 و 76 للضيوف في حين كان نصيب "العساكر" بطاقة واحدة تلقاها عبد الرحيم شاكر في الدقيقة 34. وفاجأ الفريق التنزاني مضيفه الجيش الملكي بهدف مبكر بعد مرور سبع دقائق فقط بواسطة عميده جون بوكو عبر تسديدة لكرة من ضربة خطإ مباشرة ارتطمت بالحائط الدفاعي وخدعت الحارس علي الكروني. ونزل هذا الهدف كقطعة ثلج على لاعبي وجمهور الفريق العسكري، قبل أن يدرك الأخير التعادل في الدقيقة 12 من ضربة جزاء حصل عليها اللاعب عبد الرحيم الشاكير ونفذها بنفسه بنجاح، ثم عزز اللاعب مصطفى العلاوي النتيجة بهدف ثان في الدقيقة 43 مستغلا كرة مرتدة من الحارس التنزاني مواديني علي مواديني. ومر الشوط الثاني عصيبا على فريق الجيش الملكي ، حيث كانت الأفضلية في الفرص الخطيرة لفائدة فريق عزام يونايتد، الذي رغم النقص العددي إلا أنه لم يبق مكتوف الأيدي فناور من كل الجهات وخلق عدة محاولات، معتمدا في ذلك على الكرات الطويلة التي لم يحسن مدافعو الجيش التعامل معها بشكل جيد، لولا الحظ ويقظة الحارس الكروني لوقع ما لا تحمد عقباه. وأهدر عزام أبرز فرصة لإدراك التعادل الذي كان سيمكنه من التأهل عندما أضاع عميده بوكو ضربة جزاء بعد أن سدد الكرة في القائم الأيسر لمرمى الحارس لكروني في الدقيقة 83. كما أتيحت له فرصة خطيرة في الوقت بدل الضائع كادت تشكل ضربة قاضية للفريق العسكري لولا تألق الحارس علي الكروني في صدها على مرتين، ليعلن بعدها الحكم عن نهاية المباراة بفوز شاق للجيش، ضمن به التأهل إلى دور الثمن مكرر ، ليضرب موعدا مع الأندية التي تأهلت إلى هذا الدور عن كأس الكاف، ثم الأندية الأخرى التي أقصيت من الدور الثاني لدوري الأبطال. وخلال الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة، ألقى مدرب عزام التنزاني ستيوارت جون هال، باللائمة في إقصاء فريقه على يد الجيش الملكي، على الحكم الجزائري أبيب شارف، وقال إن الأخير كان ضعيفا ودون مستوى مباراة دولية، حيث احتسب هدفا غير مشروع للفريق المغربي (الهدف الثاني) كما كان قاسيا في إشهار بطاقتين حمراوين أثرا بشكل كبير على أداء لاعبي فريقه وترك مساحات كثيرة في الملعب. وأضاف أن إنهاء اللقاء بتسعة لاعبين فقط كان صعبا أمام فريق مغربي قوي يتوفر على لاعبين متميزين. ورغم النقص العددي قال ستيوارت إن فريقه قدم أداء جيدا وخلق عدة فرص للتسجيل خصوصا في الشوط الثاني، مبديا أسفه لإضاعة لاعبه بوكو لضربة جزاء في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، كانت كفيلة بحمل الفريق إلى الدور الموالي. ولم يخف ستيوارت أن فريقه أضاع التأهل بتعادله أمام الجيش في دار السلام، مؤكدا أنه كان يتمنى أن يحالفه الحظ كما كان الأمر في ليبيريا والسودان عندما حقق الفوز خارج قواعده، حيث كان أمله العودة إلى دار السلام بالفوز من قلب الرباط. أما مدرب فريق الجيش الملكي عبد الرزاق خيري فأبدى ارتياحه للتأهل إلى الدور الموالي، مؤكدا أنه كان مستحقا، بالنظر إلى الغيابات الكثيرة في صفوف فريقه، وللخروج المبكر ليونس بلخضر بداعي الإصابة ثم طرد اللاعب عبد الرحيم الشاكير، الشيء الذي أثر على أداء المجموعة. وقال خير إن الأهم تحقق بالتأهل إلى دور الثمن مكرر، معربا عن أمله في الذهاب بعيدا في المسابقة القارية. وأضاف أن هذا التأهل سيمنح للاعبيه الثقة لمواصلة المشوار بنجاح، مؤكدا أن الإرهاق وضغط مباريات البطولة الوطنية أثرا بشكل كبير على لاعبيه، متمنيا استعادة كل العناصر الأساسية في المقابلات المقبلة للظهور بشكل أفضل، معترفا بأن المباراة أمام عزام التنزاني كانت درسا مفيدا للاعبين الذي استفادوا من عدة أشياء، من بينها اللعب منقوصي الصفوف وخروج بعض اللاعبين مصابين، مبرزا أن الفريق في حاجة للاجتهاد أكثر للذهاب بعيدا في المسابقة الإفريقية.