افتتحت مساء الخميس بخيريس في محافظة قادس (جنوبإسبانيا) أشغال المؤتمر الواحد والثلاثين لصحفيي ضفتي مضيق جبل طارق، وذلك تحت شعار «الصحافة اليوم، الصحفيون اليوم». وأكد رئيس جمعية صحفيي منطقة جبل طارق، إستانبيسلاو راميريز، عند افتتاحه لهذا اللقاء الذي تنظمه الجمعية بالتعاون مع جمعية صحفيي خيريس، أن الصحفيين الإسبان يواجهون اليوم صعوبات كبرى في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها بلاد شبه الجزيرة الإيبيرية، موضحا أن الأزمة الحالية تؤثر على الصحفيين والمقاولات الإعلامية على حد سواء. وأشار إلى أن 47 في المائة من صحفيي منطقة جبل طارق فقدوا وظائفهم منذ أواخر عام 2008، مبرزا أن هذه النسبة مرشحة للارتفاع في ظل استمرار تردي الوضع الاقتصادي، وأن «ظروف العمل ما فتئت تتدهور على حساب الجودة المهنية وأن الرواتب آخذة في التدني ولم يعد يهم المقاولات الإعلامية سوى جني الأرباح مع التقليص ما أمكن من التكاليف». وأضاف أن المؤتمر الحالي سيعالج إشكاليات التسريح في صفوف الصحفيين وتقليص أعدادهم في أقسام التحرير وتراجع مصداقية وسائل الإعلام وظروف العمل السيئة عند الإعلاميين والدور المنوط بالصحافة كأداة أساسية في الديمقراطية. وتساءل إستانبيسلاو، بالمناسبة، عما إذا كان بالإمكان إنجاز صحافة ذات مصداقية في ظروف الأزمة التي تعرفها البلاد، مؤكدا في الوقت ذاته أنه يمكن ذلك، لكن يجب الدفاع عن الأوضاع الاجتماعية للصحفيين وتحسين ظروف عملهم وجعلهم يضطلعون بدورهم المهني الفعال بعيدا عن الضغوط النفسية والمادية. ومن جهته عبر مصطفى العباسي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، فرع تطوان، عن «القلق الكبير الذي يراود رجال الإعلام بالبلدين بسبب المشاكل التي يعيشها القطاع على مستويات مختلفة »، مشيرا إلى أن «الأمر لم يعد يتعلق بقضايا الديموقراطية وحرية التعبير، بل ظهرت مشاكل جديدة ومعطيات خطيرة قد تؤثر على مستقبل الإعلام التقليدي وعلى العاملين به». وأوضح أن التحولات التي يشهدها القطاع كان لها إلى جانب الأزمة الاقتصادية، أثر كبير على الصحفيين وبعض المقاولات الإعلامية، حيث تم تسريح الكثير من المهنيين وإغلاق بعض المؤسسات الإعلامية وإلحاق الضرر بالأوضاع الاجتماعية لأسر المستغنى عنهم. وأضاف أن هذه الأوضاع دفعت بالنقابات والجمعيات المهنية إلى خوض مجموعة من الحركات الاحتجاجية والمطالبة بضمان الحد الأدنى للاستقرار المهني للصحفيين في مختلف وسائل الإعلام والحفاظ على مناصب الشغل وتطوير الأداء المهني نحو الجودة. وضم جدول أعمال هذا المؤتمر، الذي اختتم أمس الأحد، ثلاث موائد مستديرة، تخصص الأولى لموضوع «دون صحفيين ليست هناك ديمقراطية»، والمائدة الثانية فتدور حول موضوع «لا أعمل بالمجان»، أما المائدة المستديرة الأخيرة فتخصص لموضوع «قص وألصق أو صحافة جديدة».