علمت الجريدة من مصادر متطابقة أن التحقيقات، التي تشرف عليها الفرقة الوطنية، تتجه نحو ترجيح فرضية الاشتباه بتورط أفراد عصابة من جنسية أجنبية، في ما بات يعرف بجريمة «فال فلوري» بطنجة، والتي اهتزت على وقعها عاصمة البوغاز ليلة الجمعة المنصرم، وراح ضحيتها المدعو قيد حياته (عمر بوتفاح) من مواليد 1986 بمدينة طنجة، بعد أن تعرض لعملية تصفية جسدية باستعمال الرصاص الحي. ما يعزز هاته الفرضية، حسب مصادر الجريدة، أن الجريمة ارتكبت باحترافية كبيرة وبدم بارد حيث أن الضحية تلقى طلقتين ناريتين، الأولى عبرت القفص الصدري واخترقت القلب فيما الثانية استهدفت مستوى الحوض لتخترق إحدى كليتيه، كما أن الجانيين كانا ملثمين واستطاعا مغادرة مسرح الجريمة من دون ترك أي أدلة بإمكانها مساعدة المحققين على التسريع بالكشف عن هويتهما الحقيقية، وتتخوف الأجهزة الأمنية من إمكانية نجاح أفراد العصابة في مغادرة المغرب عبر أحد المعابر الحدودية، مما سيعقد من مهام المحققين الذين يسابقون الزمن لتفكيك خيوط هاته الجريمة التي تشتم منها رائحة تصفية الحسابات بين العصابات التي تتاجر في المخدرات على خلفية ضبط شاحنة محملة ب 32 طنا من المخدرات بميناء الجزيرة الخضراء يوم 30 أبريل المنصرم. ذات المصادر تفيد بترجيح هاته الفرضية، حيث أنه منذ عملية الجزيرة الخضراء تزايد الحديث عن وجود تهديدات بالتصفية الجسدية أصبح يتعرض لها بعض الوسطاء المعروفين بتهريب المخدرات لفائدة البارونات الذين يفضلون البقاء وراء الستار سواء داخل المغرب أو خارجه، ذلك أن هؤلاء الوسطاء أصبحوا يدعون بأن كميات المخدرات التي تكفلوا بتهريبها قد ضبطت في شاحنة الجزيرة الخضراء، وذلك لأجل السطو على أموال البارونات، وهو ما يعتبر خطيئة كبرى في عرف العصابات المنظمة، تستوجب التصفية الجسدية في حق المتهمين ب «خيانة الأمانة»، وتضيف المصادر أن العصابات المنظمة أصبحت تلتجئ لخدمات قتلة محترفين من أصول دول شرقية، يتواجدون بكثرة في الجارة الشمالية للمملكة، مقابل 500 أورو لكل عملية قتل. وفي علاقة بموضوع تصفية الحسابات بين العصابات المتاجرة في الممنوعات، كشفت التحقيقات حول جريمة أخرى تتعلق بالتهديد الذي تعرض له أحد العراقيين من طرف مواطن مغربي عبر إطلاق الرصاص من مسدس صوتي يستعمل في سباقات ألعاب القوى، أن الأمر لا علاقة له بنزاع حول وجيبة الكراء، كما تم ادعاؤه أول الأمر، بل يتعلق بنزاع حول تهريب كمية من المخدرات، وحسب مصدر مقرب من التحقيق فإن الأجهزة الأمنية تعمق تحقيقاتها مع الموقوفين من أجل الكشف عن جميع الملابسات المحيطة بالقضية. وتؤشر هاته الجرائم على أن مدينة طنجة أصبحت مهددة بأن تصبح مسرحا للعديد من الجرائم المنظمة بسبب تزايد وتطور عمليات التهريب الدولي للمنوعات، وهو ما يفرض على الإدارة العامة للأمن الوطني رصد إمكانيات بشرية ولوجستيكية هائلة ووضعها رهن إشارة المسؤولين الأمنيين محليا لمواكبة هذا التحول الخطير على مستوى اشتغال العصابات المنظمة.