أفادت مصادر متطابقة لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن العديد من الوجوه المشتبه في علاقتها بالاتجار الدولي في المخدرات، قد اختفت عن الأنظار بمدينة طنجة مباشرة بعد تكليف الفرقة الوطنية، تحت إشراف الوكيل العام للملك باستئنافية طنجة، بالتحقيق في ملابسات ضبط شاحنة محملة ب 30 طنا من المخدرات يوم 30 أبريل المنصرم بميناء الجزيرة الخضراء بعد أن غادرت ميناء طنجة المتوسطي بسلام. ووفق ذات المصادر، فإن التحقيقات التي باشرتها الفرقة الوطنية مع جمركي وعنصرين من شركة الحراسة الخاصة، الذين جرى اعتقالهم بعد الاشتباه في تواطؤهم لتسهيل عملية مغادرة الشاحنة المحملة بالمخدرات للميناء المتوسطي من دون إخضاعها لجهاز الكشف «السكانير»، قد كشفت عن حقائق ومعطيات مثيرة حول تورط أسماء من العيار الثقيل بمدينة طنجة، يوجد من ضمنهم أحد كبار المنعشين العقاريين الذي سبق وأن تورط في إحدى أشهر عمليات التهريب بميناء طنجةالمدينة في بداية التسعينات، كما ضمت لائحة المشتبه فيهم نجل أحد المستثمرين السياحيين، يمتلك مؤسسة فندقية بضواحي مدينة طنجة، ويتحمل مسؤولية رئاسة مجلس منتخب بأحد أقاليم جهة طنجة ? تطوان. ومن بين المشتبه في تورطهم أيضا، أحد المستثمرين المعروفين في قطاع النقل الدولي عبر الشاحنات، والذي سبق له أن تورط في عمليات التهريب الدولي للمخدرات، وبعد قضائه لعقوبته السجنية أصبح يلجأ إلى تقنية تسجيل شركات النقل باسم سائقيه لتفادي المتابعة القضائية. وحسب ما تسرب من تحقيقات، فإن سائق الشاحنة المحملة بالمخدرات الذي تم اعتقاله بميناء الجزيرة الخضراء هو المسؤول القانوني لشركة النقل المالكة للشاحنة المحجوزة؟... ويجري ترقب كبير لمآل التحقيقات القضائية التي تجري تحت الإشراف المباشر للوكيل العام بمدينة طنجة، وما إذا كانت ستفضي إلى اعتقال المتورطين الحقيقيين، أم سيقتصر الأمر على تقديم أشخاص يعلم الجميع أنهم أكباش فداء للحيتان الكبيرة، علما بأنه في حالة ما إذا تمكنت الأجهزة الأمنية من اعتقال جمركي ثان، نجح في مغادرة التراب الوطني مباشرة بعد ضبط شاحنة المخدرات بميناء الجزيرة الخضراء، سيساهم في إماطة اللثام عن الكثير من الأسرار التي تحيط بالملف، إذ يعتبر هذا الجمركي الفار، العقل المدبر لعملية تسهيل عبور الشاحنة من دون إخضاعها للتفتيش بالميناء المتوسطي، كما أن مجموعة من القرائن تفيد بأنه كان على علاقة وثيقة بالرؤوس المتورطة في هاته القضية. وعن سبب الاشتباه في تورط مجموعة من الأسماء في هاته القضية عوض شخص واحد، بالنظر للاحتراز والسرية المطلقة التي تحيط بعمليات مثل هاته، كشفت مصادرنا أن أباطرة المخدرات أصبحوا يلجأون إلى التمويل المشترك للشحنات الموجهة للتهريب لتقاسم الخسارة في حالة ما إذا تم ضبط المخدرات. من جهة أخرى وفي علاقة بذات الموضوع، علمت الجريدة أن التحقيقات قد سجلت أنه في الوقت الذي تزايدت بشكل ملحوظ عمليات تهريب كميات ضخمة من المخدرات عبر ميناء طنجة المتوسطي، فإنه بالمقابل كانت عمليات المراقبة بالطرق المؤدية للميناء المتوسطي تسفر دائما عن حجز كميات صغيرة، وهو ما أثار شكوك المحققين الذين يحاولون التأكد مما إذا كانت هناك تواطؤات من جهات معينة تستفيد منها الشبكات الكبرى والمتوفرة على إمكانات تنظيمية ولوجستيكية هائلة.وختمت المصادر تصريحاتها بأن زلزالا كبيرا سيضرب مدينة طنجة في حالة ما إذا وضع المحققون أيديهم على المتورطين الحقيقيين في هاته العملية.