استبقت ولاية أمن الرباط طيلة الأسبوع، الذي سبق مباراة الفتح الرياضي ضد الرجاء الرياضي، كل الأحداث وتم استحضار كل السيناريوهات الممكنة من أجل ضمان مرور حفل التتويج في ظروف أمنية جيدة، خاصة وأن الحدث المنتظر كان هو تتويج الرجاء بدرع البطولة. ولاية أمن الرباط جندت كل عناصرها بكل المناطق الأمنية بالرباط واستعملت كل المعدات المتوفرة (سيارات، حافلات، دراجات نارية، كما استعملت السيارات الجديدة رباعية الدفع، التي تسلمتها ولاية أمن الرباط مؤخرا). وحتى لاتكون هناك أية مفاجآت تم العمل على تجنيد المئات من عناصر الأمن في كل الأماكن بالرباط، وبالطرق المؤدية إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله، خاصة وأن بعض الأخبار كانت راجت حول إمكانية حضور مشجعي فريق الجيش الملكي حفل التتويج، وأن هناك احتمال حدوث اصطدامات بين مشجعي الفريقين، وذلك على خلفىة الأحداث التي رافقت مباراة الرجاء ضد الجيش الملكي، والتي كانت ابتدأت بأعمال شغب وانتهت باعتقال أكثر من3000 مشجع، يحاكم منهم الآن 135. ولم يقتصر الأمر على مدينة الرباط، بل تعداه إلى نشر عناصر أمن بالصخيرات، وتتبع كل المشجعين للقلعة الخضراء سواء القادمين من الدارالبيضاء أو من مدن أخرى. كما تم تنظيم دخول مشجعي الرجاء الرياضي، والذين تجاوز عددهم الألفين، وكان مسار تنقلهم معروف سلفا، وكانت الحافلات هي الأكثر استعمالا، حيث تم خفر كل المشجعين الرجاويين إلى داخل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، كما تم وضع أعداد كبيرة من رجال الأمن قرب محطة القامرة، ورصد حركة مشجعي فريق الجيش الملكي بقلاعهم (القامرة، جي سانك، يعقوب المنصور وحي الفتح واتمارة، ومدينة سلا) لكن مشجعي فريق الجيش الملكي لزموا الحياد ولم يحضروا المباراة، كما لم يشاهدوا في الطرق والشوارع. أما داخل المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله، فكان الدخول لايتم إلا من البوابات، وتم تخصيص مدرجات لمشجعي فريق الرجاء، مع توفير أعداد كبيرة من رجال الأمن لحمايتهم وضبطهم، لأن أمن ولاية الرباط كان لايهتم بنتيجة المباراة، لأن تتويج الرجاء كان محسوما منذ الدورة 29، ولكن كان الهاجس هو عدم دخول الجماهير إلى الملعب، بعد الإعلان عن نهاية المباراة. وقد تحقق ذلك بفعل نشر رجال أمن ببذلات رياضية أمام مدرجات مشجعي الرجاء وأمام المنصة الشرفية، وتم التشديد على أن لا يلج الملعب بعد نهاية المباراة إلا من له الحق في ذلك. وحتى يكون الضبط مضمونا عمل فريق الفتح الرياضي على منع إحدى شركات الحراسة القادمة من البيضاء صحبة فريق الرجاء من القيام بأية مهمة، لأن الحراسة الخاصة من اختصاص فريق الفتح. كل الترتيبات مكنت من مرور مباراة تتويج الرجاء في ظروف أمنية جيدة، يجب استحضارها في كل المباريات الكبيرة، وهنا لابد من التنويه باحترافية أمن لاية الرباط في تنظيم الأمن داخل المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله طيلة البطولة.