أصر عميد فريق الرجاء، أمين الرباطي، على ارتداء قميص يحمل صورة الفقيد زكريا الزروالي. والرباطي ظل وفيا لهذه المبادرة منذ رحل اللاعب الدولي زكريا قبل أكثر من سنة. وبنفس القميص قدم عميد الخضر لاعبي الفريق إلى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. قبل ساعة من بدء المقابلة، دخلت مكونات فريق الجيش إلى رقعة الملعب لتحية جماهيرها وتلتقط صورا تذكارية. ويبدو أنه كان من الأجدر أن يدخل الفريقان معا (الجيش والرجاء) وأطقمهما لامتصاص درجة حرارة الشعارات بين الجمهورين ولتصفق جميع المدرجات لا أن تصفق جهة وتصفر الثانية. عرفت المباراة قبل انطلاقتها بساعات أحداثا لارياضية وشغبا، تسبب في تكسير زجاج السيارات وإصابة العديد من المواطنين بجروح، خاصة قرب القامرة وتمارة. عرفت الطريق السيار الرابطة بين الدارالبيضاء والرباط، اختناقا مروريا كبيرا، غير أنه لم يتم تسجيل أية حادثة سير. حضر المباراة حسب مصادر أمنية 45 ألف متفرج، مع العلم بأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كانت سلمت فريقي الرجاء والجيش الملكي 30 ألف تذكرة بالمجان. أكد والي أمن الرباط، مصطفى مفيد، بأن 8300 عنصر من رجال الأمن والقوات المساعدة والوقاية المدنية، سهروا على الأمن خلال المباراة. وكانت كل العمليات تتم تحت الإشراف المباشر لوالي الأمن ونائبه ورؤساء المناطق الأمنية. شهدت منصة الصحافة تنظيما محكما، إذ لم يلجها إلا الصحافيون. وقد كان لرجال الأمن المشرفين عليها دور كبير في ذلك. تمت مرافقة مشجعي جماهير الفريقين على دفعات سواء من القامرة أو من محطة القطار أكدال أو اتمارة وعند نهاية الطريق السيار على مستوى مدخل الرباط من طرف رجال الأمن تجنبا لكل اصطدام بين مشجعي الفريقين. تم منع إدخال قنينات الماء وكل شيء يمكن أن يتحول إلى مقذوفات، كما تمت بعض عمليات التفتيش عند الدخول، لكن الكل تفاجأ باستعمال مشجعي الفريقين للشهب الإصطناعية. لأول مرة يتم اعتماد طوق أمني حول الملعب من الداخل وعلى طول الحلبة المطاطية. ذلك أن مجموعة من رجال الأمن ببذلة رياضية تابعوا حركات الجماهير وهم جالسين ووجوهم صوب المدرجات، تحسبا لأي محاولة للتسلل داخل الملعب. وكانوا لايقفون إلا بعد اقتراب نهاية كل شوط من المباراة بخمس دقائق. هذه الطريقة نشاهدها في البطولات الأوروبية. رفعت إلترا «بلاك أرمي» «تيفو» لم يفهم محتواه. «وا مولاي رشيد راهم ظلمونا»، بهذا توجهت جماهير الخضراء إلى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بعد رفض الحكم بولحواجب لهدف بورزوق، والذي كان من حالة تسلل واضحة. وبدأت الجماهير الهائجة باقتلاع الكراسي، ورميها من أعلى. ولم توقف هذا الهيجان إلا تحية الأمير مولاي رشيد لجماهير الخضراء بيديه. «أبناء سلا ونحب الرجاء» عبارات حملتها لافتة تعبر عن فسها». «أنصار ومحبو فريق نادي الفتح الرياضي يساندون فريق الجيش الملكي» لافتة رفعت تعبر عن نفسها أيضا. «قومي ياغزة» شعار يعبر عما تعيشه غزة من قصف ودمار من طرف العدوان الصهيوني. وغير بعيد عن اللافتة كان العلم الفلسطيني يرفرف. تابع المباراة كل من وليد الركراكي ورشيد بنمحمود مساعدي الناخب الوطني رشيد الطاوسي. سجلت حالة من الفوضى من طرف بعض المصورين عند أخذ الصور التذكارية للفريقين صحبة الأمير مولاي رشيد وإعطائه لانطلاقة المباراة. وحسب عبد القادر بلمكي، رئيس الجمعية المغربية لمصوري الصحافة الرياضية، فإن هذه الفوضى سببها الجامعة، التي تسلم «البادجات» بشكل فيه الكثير من العبث. بين الأشواط كانت فرقة ال 55 تعزف مقطوعات وأغاني وطنية، لقيت إعجابا من طرف الجماهير.