انطلقت صباح أمس الخميس، بمراكش أشغال الجمع السنوي لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، بحضور وازن لعدد من الشخصيات الدولية و قيادات بعض البلدان الإفرقية و مسؤولين حكوميين بها . وتميزت الجلسة الافتتاحية بالرسالة الملكية التي ألقاها مستشار جلالته عمر القباج، والتي أكد فيها أن الطريق أصبح ممهدا لتنخرط إفريقيا بشكل دائم في صيرورة تنموية مندمجة، شريطة التحلي بالجرأة في مواجهة التحديات الكبرى التي تعرفها، مبرزا أن اجتماعات البنك الإفريقي للتنمية تشكل الإطار الأمثل لبلورة وتبادل تصور مشترك بين البلدان الإفريقية لتحقيق تنمية مستدامة. وأكد جلالته على ضرورة اعتماد سياسة تصنيعية محددة الأهداف، في المقام الأول، ترتكز على المؤهلات المتوفرة من حيث الرصيد البشري والمواد الأولية، غايتها خلق خبرات على صعيد المهن، وتمكين إفريقيا من التموقع على امتداد سلسلة القيمة المنتجة، بعيدا عن مجرد الاقتصار على دور الممون في توفير المواد الأولية، موضحا أن نجاح هذه السياسة يقتضي إنجاز البنى التحتية الملائمة مما سيسهم في تحقيق الاندماج داخل خريطة المبادلات الإقليمية والعالمية. مشددا على ضرورة العمل على ضمان الأمن الغذائي لكافة السكان في القارة الإفريقية والحد من تبعيتها في هذا المجال، وذلك من خلال إقامة سوق فلاحية إفريقية مشتركة، داعيا إلى النهوض ببرامج للمساعدة والمواكبة تهدف إلى تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية وتحقيق نمو إدماجي ومشترك. من جهته أكد علي بانغو رئيس الجمهورية الغابونية في كلمته التي ألقاها في افتتاح المجلس السنوي للبنك الإفريقي للتنمية المنعقد بمراكش، على أن السياسات الاقتصادية بالبلدان الإفريقية، تتغذى من تطلعات و طموحات المواطنين، ومن ثمة فالتوجه المستقبلي لهذه السياسات بالقارة، يتكون من عنصري النهضة واليقظة، المحققة للرفاه الذي تسعى إليه الشعوب . واعتبر الرئيس علي بانغو، هذا التوجه هو السبيل السوي للخروج من النمو الضعيف والمتردد القائم على المواد الخام، إلى نمو قوي دائم، يمكن من تقليص الفوارق والقضاء على الفقر . وحدد الرئيس الغابوني أساس هذا النمو المطلوب في إفريقيا في انفصاله عن المواد الأولية وأسعارها المتقلبة بالسوق الدولية، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، وتنويع الموارد، والقضاء على الفوارق، وضمان تدبير مستدام للموارد الطبيعة يضمن للأجيال المقبلة حقوقها . وقال علي بانغو إن إفريقيا مازالت تعاني من خصاص في حاجياتها الأساسية كالسكن والصحة والغذاء، لذلك ينبغي وضع الأنسان في قلب مشاريع التنمية ضمانا لنمو يستفيد منه الجميع. وعرفت الجلسة الافتتاحية حضور رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، وعدد من المسؤولين الحكوميين والأفارقة في مقدمتهم رئيس الوزراء الإيفواري، وممثلي البعثة الدبلوماسية بالمملكة، ومسؤولين بمؤسسات التمويل الدولية، وخبراء في التنمية.