أعطت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهي تستعد لتنظيم بطولة العالم للأندية، صورة رديئة عن مدى تقديرها للمسؤولية، وعن غياب تام للوعي بعمق لحظة التتويج ورمزيتها بالنسبة للفريق المتوج، الذي كان يريد أن يحتفى به كعريس يزف، وترفع حوله الزغاريد. كان فريق الرجاء يريد كل هذا، وذلك حق له لأنه عمل من أجل هذه اللحظة، وكان على الجامعة أن تستحضر أن الواجب يفرض عليها أن تكون حاضرة، وأن تكون في مستوى الحدث الذي تحشد له كل الاتحادات في العالم كل الطاقات، لأنها - وبعيدا عن تتويج الفريق الفائز - تتوج نفسها. حفل التتويج الذي كان بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، حيث واجه فريق الرجاء الفتح الرياضي، شهد عدة منغصات للفرح. فقد لوحظ غياب تام للمسؤولين عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذين كان من الواجب حضورهم، وهكذا غاب الرئيس وغاب غيبي وغاب أكرم وطرفة ودومو والمستشارون، وكان أبرزهم كريم عالم والنيبت، ووحدها حضرت نوال خليفة والسلاوي وعبد الهادي إصلاح والبشير المصدق، القادمين إلى الجامعة من فرق الهواة. حفل التتويج غاب عنه وزير الشباب والرياضة وحضره الكاتب العام للوزارة، والكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. المثير للضحك أن الكاتب العام للجامعة، والذي هو موظف فقط، أصبح في لحظة التتويج «نامبر وان» كان يسلم الدرع والشيكات، فكان وكأنه «مول الباش». غياب الرئيس والكثير من الأعضاء الجامعيين، وغياب التقدير للمسؤولية من طرف المكتب الجامعي لكرة القدم وعدم احترامه للفريق البطل بكل مكوناته، جعل لاعبي فريق الرجاء لايلتحقون بعميدهم أمين الرباطي على منصة التتويج، لأنهم أحسوا بنوع من الغم والإهانة، وبنوع من «الحكرة»، كما لم يستسيغوا البرتكول المفروض من طرف الجامعة، خاصة في عدد الميداليات التي ستسلم لمكونات فريق الرجاء. هذا الإحساس جعل الستار ينزل قبل انتهاء العرض. مكونات الرجاء الرياضي تساءلت عن السبب في ذلك، فلم تجد لأسئلتها أي جواب، وحتى رجال الإعلام الذين احترموا كل الضوابط التنظيمية حرفيا لم يجدوا في النهاية فرصة لطرح أسئلتهم، لأن الأبواب المؤدية إلى قاعة الندوات ظلت مغلقة، وحرموا بذلك من التواصل مع المدرب امحمد فاخر وأمين الرباطي، لأن مفتاح الباب غاب بين الردهات، ولا أحد من الإعلاميين وجد تفسيرا لذلك، ربما الخوف من كشف المستور، أوربما الغوص في أسباب النزول. نزول رفض الصعود إلى منصة التتويج، وعدد الميداليات، وعن فوضى الترتيبات. المهم الكثير من التساؤلات بقيت معلقة، وعلى المكتب الجامعي أن يجيب عنها لتجاوز الهفوات، خاصة وأن تنظيم كأس العالم للأندية لن يسمح فيه بالخطأ، أوبعدم الاكثرات، لأن عيون الفيفا ستكون حاضرة وسترصد كل الثغرات.