رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    جرسيف .. نجاح كبير للنسخة الرابعة للألعاب الوطنية للمجندين    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    زاكورة تحتضن الدورة الثامنة لملتقى درعة للمسرح    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    "التقدم والاشتراكية": الحكومة تسعى لترسيخ التطبيع مع تضارب المصالح والفضاء الانتخابي خاضع لسلطة المال    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    دورية جزائرية تدخل الأراضي الموريتانية دون إشعار السلطات ومنقبون ينددون    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقابة بصيغة المؤنث
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 28 - 05 - 2013

زبيدة مصباح المناضلة الاتحادية ، المعتقلة في أحداث 1984 بخريبكة وهي تلميذة في سلك الثانوي ، والمحكوم عليها بسنة سجنا والرافضة لتعويض هيئة الانصاف والمصالحة , تحكي عن تلك الفترة بأنها تفتخر وتعتز بانتمائها الى الاتحاد الاشتراكي وانها تربت في عائلة مناضلة اتحادية أصيلة .. وأنت تجلس معها لا تشعر بالوقت ، تحكي لك التفاصيل والأمكنة والأشخاص ، بشوشة صادقة لا تتردد في قول الحق مهما أدت من ضريبة ..تحكي عن رموز كبيرة عاشت معهم وتفاعلت الى جانبهم ...
زبيدة مصباح من مواليد 1962 بخريبكة وسط عائلة مناضلة ، من الاب النقابي في الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل, ومن الاخوة المناضلين الذين عاشوا القمع والاضطهاد في مسيرتهم السياسية, تحكي عن تشبعها بالعمل السياسي : « الذي أدخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والشبيبة الاتحادية الى بيتنا هو الاخ المرحوم الشنفوري لحسن ، تحت وصايته تعلمنا القيم ، التي انعدمت الآن , أو أصبحت قليلة ، تربيت وسط عائلة مناضلة وكان الاب المرحوم محمد مصباح عاش معنا نضالاتنا ومعاناتنا في جميع مراحلها ، وكان نعم الرفيق والضامن والمساند لنا لأحداث 1984 ، وقبل ذلك عاش نفس الشيء مع المناضل النقابي والسياسي الشنفوري في اعتقالاته .
وتحكي عن مسارها السياسي : « الحياة قبل الاعتقال كانت جميلة يسودها الحب والاحترام في مسقط رأسي مدينة خريبكة ، كنت أعيش روح النضال ، وعشت مناقشات التقرير الايديولوجي الذي صاغه الشهيد عمر بنجلون مع ثلة من المناضلين ، كان مساري في البداية مع الحركة العاطفية للشبيبة الاتحادية وارتقيت الى عضوية كاملة بفرع الشبيبة الاتحادية وتحملت المسؤولية في مكتب الفرع وساهمت في المجتمع المدني ، وكنت كاتبة عامة لجمعية الشعلة للتربية والثقافة ، رغم الصعوبات التي واجهتنا في المدينة .
كنا عائلة واحدة في الحزب والشبيبة ، وازدادت علاقتنا وتوطدت بعد اعتقالي مع عائلات المعتقلين .
تعيد شريط الذكريات حول الاعتقال الذي تعرضت له في الاحداث التي شهدتها مدينة خريبكة 1984 : «كانت مرحلة الاعتقال صعبة جدا اعتقلت باعتباري عضوة الشبيبة الاتحادية بمدينة خريبكة نتيجة الفوضى التي عرفتها المدينة, وكان اعتقالا تعسفيا والتجأت السلطات المحلية الى منطق « طاحت الصومعة علقو الحجام « حيث تم اعتقال جميع افراد الشبيبة الاتحادية باستثناء خالد مصباح الذي غادر المدينة في جنح الظلام, حيث اعتقل محمد الناجي الدينامو المحرك للشبيبة وجميع المنخرطين المنضوين تحت لواء منظمتنا العتيدة «.
تصمت قليلا وتجمع قولها ..» بدأت مرحلة الاعتقال والمحنة التي عشتها كامرأة, حيث اعتقلت بمدينة خريبكة وكان ذلك في شهر دجنبر ، وفي تلك الفترة تعرف المدينة طقسا قارسا، بالاضافة الى المعاناة التي عشتها داخل الكوميسارية وفي السجن ، حيث كنت أنام في الأرض وتعرضت الى جميع أصناف التعذيب من طرف الكومسير, ويجب ان تعترف بكل ما كتبه في المحضر ويجب ان تتبناه وتوقعه . قضيت شهرا و19 يوما في الاعتقال في الكوميسارية , حيث تتكرر المعاناة والتعذيب بشكل يومي. استنطاقات صباحا ومساء, بعد ذلك أحلنا على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بخريبكة بملف ثقيل « هي الفوضى واثارة الشغب والمس بسيادة الدولة « وتوزعت الاحكام التي تراوحت بين سنة وخمس سنوات ، وحكمت علي المحكمة بسنة سجنا وبخمس سنوات للكاتب العام للشبيبة الاتحادية محمد الناجي
في السجن المدني بخريبكة بدأت حياة أخرى فيها معاناة وفراق الاسرة , وانا مازلت صغيرة, تلميذة,والاعتقال في حد ذاته كامرأة وفي الوسط الخريبكي سنة 1984 شيء غريب ، فكانت أول امرأة معتقلة بالمدينة هي زبيدة مصباح كانت صعبة بالنسبة للأسرة الكبيرة كالاعمام مثلا ..كانت بالنسبة لهم صدمة « بنت سي محمد اعتقلت « وكان يقال في تلك الفترة راها « مشدودة « في الحبس ولا يعرفوا أن الوسط السياسي كان يعيش تلك الفترة القمع والاعتقال والتشريد من طرف الدولة «.
تروي عن المعركة التي خاضتها في بداية الاعتقال : « بعد ترحيلنا الى السجن بدأت معركة أخرى مع مدير السجن والحراس ، في البداية كنا في جناح الحق العام وكنت قد منعت من إتمام دراستي وكان طموحي كبيرا من أجل اجتياز الباكلوريا ، بعد معارك ضد المدير»صاحب المسطرة « الذي كان يستقبل زيارات العائلات بالمسطرة واحتجاجات واضرابنا عن الطعام من اجل تحسين المعاملة معنا على أساس اعتبارنا سجناء الرأي واحترام عائلتنا ,تم فرض مطالبنا على الادارة , حيث بدأت تصلنا الجرائد والكتب وزيارة اخواننا طول الاسبوع, ولا تبقى منحصرة في يوم واحد اي يوم الثلاثاء, خصوصا أن الاخوة خارج مدينة خريبكة ، هذه المكتسبات التي تحققت بقيت سارية مع الاخوة المناضلين المعتقلين المحكوم عليهم بسنتين وخمس سنوات . وكان الاخوة في الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي بخريبكة يقدمون الدعم والمساندة بزيارتنا, اذكر الاخ المدني العياشي والاخ الحسين الكافوني والاخ مشهور من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاخ بسطي من الشبيبة الاتحادية .
وتتذكر زبيدة مصباح الطفلة وهي داخل أسوار السجن وتطلق ضحكتها البريئة : « كانت فرحتي لا توصف بعد زيارة والدي رحمة الله عليه واخي عبد الرزاق ، كنت أتمنى ان أبقى معتقلة بعيدا عن المشاكل التي سوف أواجهها بعد الخروج من السجن .
كانت علاقتنا مع باقي اخواننا المعتقلين عن طريق الحراس ببعث الرسائل والحديث عن المستجدات واخبار باقي المعتقلين في المدن الاخرى .
مرت سنة من معاناة الاسر المعتقلة من اجل زيارة ذويها ، وكنا ننتظر بشوق كبير يوم الثلاثاء من اجل زيارة الاسرة والعائلة الاتحادية ,الاخوة في الكتابة الاقليمية وأعضاء الشبيبة الاتحادية وجمعية الشعلة للتربية والثقافة, هؤلاء كلهم كانوا لنا السند والدعم المعنوي في محنتنا داخل السجن .
وعن حياتها داخل السجن تحكي زبيدة مصباح : « مرت تجربة السجن بالنسبة لي حيث اقضي يومي في القراءة ومطالعة الجرائد وفي المساء لقاء سجينات الحق العام ، ومعرفة ظروف اعتقالهم ومساعدتهم في تخطي صعوبات السجن ومواساتهم ، وكنت اقدم لهم الدعم المعنوي لتجاوز الاحباطات والمعاناة من طرف الادارة والحارسات ، فكنت سندهم ودافعت عنهن ووقفت في وجه الادارة وتغيرت المعاملات معهن وتحسن تعامل الحارسات ، فكنت مناضلة داخل السجن ادافع عن حياتهن المسلوبة « .
بعد قضاء مدة الاعتقال بدأت معاناة مابعد السجن والتساؤل عن مصيرك ، هل تتم دراستك ، كيف هي نظرة المجتمع المغربي اليك وانت معتقلة سابقة, وكيف سينظر إليك محيطك ؟ وماهي النظرة التي تنظر اليك باعتبارك سجينة سابقة ؟ كل هذه الاسئلة كانت تراودني بعد خروجي من السجن .
اول الامتحانات التي واجهتني هي بعد بدايتي في الوظيفة كاطار في الجماعة البلدية لمدينة المحمدية هو المقال الذي كتب ضدي في جريدة « أصداء المحمدية « ..عشت محنة كبيرة بعد الاعتقال .
لم تكن عند أسرتي الصغيرة أي مشكل باعتباري امرأة معتقلة ، كأسرة لم تكن عندنا هذه النظرة اي « زبيدة معتقلة « رغم المضايقات التي تعرضت لها اسرتي من طرف البوليس ، والاستدعاءات المتتالية ومنعي من خروج مدينة خريبكة ، لكن صلابة أبي والدعم الذي كان يمنحنا اياه جعلنا نعيش بنفسية مرتفعة ، رغم خروجي واستمرار المضايقات والتحرشات من طرف الاجهزة بسبب فرار أخي خالد الذي كان مختبئا ، فقد عاش والدي ووالدتي رحمهما الله محنا ومضايقات من زوار الدرك الملكي أو البوليس .
وعن سؤال عن ندمها في هذا المسار الذي عاشته والمحنة التي مرت بها مع العائلة تجيب, لا لا بالعكس, انا فخورة بهذا المسار رغم المحن والصعوبات, فأنا راضية مع اسرتي الصغيرة زوجي وابنتي, اعيش معهم في سعادة لا متناهية يسودها الحب المتدفق.
ورفضت المناضلة المعتقلة سابقا زبيدة أن تطالب هيئة الانصاف والمصالحة بالتعويض عن الاعتقال الذي عاشته في بداية الثمانينات وتقول « مارست النضال بقناعتي والاعتقال يبقى بالنسبة لي وساما اعتز به ومنحته الى الشعب المغربي ، تنازلت عن التعويض لان ماقمت به نابع من تربيتي واخلاقي .
وعن علاقتها بقيادة الشبيبة الاتحادية في تلك الفترة تحكي زبيدة مصباح :» كانت علاقتي معهم جد وثيقة ، باحترام كبير ، اختهم صغيرة وسطهم ، نلتقي في ملتقيات الشبيبة مع عبد الهادي خيرات ومحمد الساسي, كانت الملتقيات تمر في جو اخوي يسوده الاحترام والاخوة في السياسة, مثل ما اتعامل به مع عبد الرزاق وخالد, وكانت علاقتي معهم جد جد ممتازة الى حد الساعة نتحادث في الهاتف نستفسر على أحداث « .
وفي سؤال عن الشخص الذي أدخل العمل السياسي الى بيت عائلة مصباح تجيب زبيدة : « هو لحسن الشنفوري الذي ادخل الحزب الى بيت اسرتي ,هو الذي جاء ب«فيروس» الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى اسرتي ، بالاضافة الى تكويني من طرف عبد الرزاق الذي كان في تلك الفترة كطالب جامعي بمراكش ، وكان قدوتنا باعتباره كان ملتصقا بالشنفوري « . واعتبر ان عبد الرزاق مصباح هو الشخصية التي أثرت في ووهبتي نبراسا ومنحتني طريقته وتحليله السياسي والاجتماعي التوجيه, وكانت خريطة الطريق بالنسبة لي كمناضلة في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبة والشبيبة الاتحادية وفي العمل النقابي والجمعوي . وكان عبد الهادي خيرات هو قدوتي, بتحركاته وعمله الدؤوب, قاد الشبيبة الاتحادية الى أوجها ووهبها توهجا وزخما تنظيميا في جميع الاقاليم والمدن ..
هذا الى جانب أبي رحمة الله عليه باعتباره كان مناضلا نقابيا في حركة العمال الفوسفاطيين بمدينة خريبكة, في بالبداية كان منتميا الى المركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل,ثم التحق بالكونفدرالية بعد تأسيسها في سنة 1978 ، عشت المخاضات وانا صغيرة في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والدور الذي قام به المناضل محمد الاموي الذي نعتز بعروبيته التي ننتمي اليها ، وكان التأسيس في خريبكة على شكل احتفال بهذا المولود الجديد وأذكر الكافوني وعياش المدني , مشهور والمرحوم طه .. وكانت علاقة ابي قوية بالمرحوم عبد الرحيم بوعبيد ،وكان يعتبره رمزا ويضرب به المثل ، وكان يقول لنا « ما لك شكون انت. واش انت هو عبد الرحيم بوعبيد » .
وعن علاقة زبيدة مصباح بالأب تحكي « كانت علاقتي مع أبي رحمة الله عليه علاقة جد جد جد وثيقة ، وكنت نقطة الالتقاء بين الاخوة عبد الرزاق وخالد وبين الأب ، اي نقاش او اي مطالب بين الطرفين كنت انا الوسيطة بينهم ، ومن بين الاشياء التي بقيت راسخة في ذاكرتي ونحن صغار, نلعب في الحديقة سقطت وكان عبد الرزاق خائفا من أبي من «العقوبة « .كانت زوبيدة هي الحب العذري لمصباح الاب ، وكانت غيرة عبد الرزاق من هذه العلاقة التي تجمعني بوالدي, في بعض اللحظات تثيره وكان يقول لي لماذا يتعامل معك ابي بهذا الشكل ونحن لا ..كانت علاقتي مع اخوتي أكثر من اخوة ، كانت علاقة أصدقاء وتلاحم .
وفي ختام هذا البوح الصادق للمناضلة الجريئة زبيدة مصباح سألناها عن بعض رموز الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فكان هذا الاعتراف:
*عبد الرحيم بوعبيد: أعتبره أسطورة السياسة ، وبالنسبة لي هو دينصور السياسة .
*عبد الرحمان اليوسفي : الشخصية التي احبتها نفسي ، وتمنيت لو كل مغربي يحتك به ليأخذه قدوة .
*محمد اليازغي: ترك لي في حياتي الشخصية والنضالية أثرا لا ينسى وتعامل معي بروح المناضل ، صاحب مواقف وتجده في المواقف الصعبة بجانبك ، ويناديني دائما « زبيدة ديالي « كلما التقيت به .
*محمد نوبير الأموي: المناضل العروبي ، المناضل العفوي .
*عبد الهادي خيرات: مسطرتي في العمل الحزبي والشبيبي بالخصوص, هو الموجه الذي كنت اتبعه . عبد الرزاق مصباح هو الكل في الكل ، خالد رفيقي في المسيرة والصديق الحميم ليس بيننا أسرار .
ثريا لحرش : البشوشة
كانت المناضلة النقابية ذات الابتسامة الدائمة ثريا لحرش قد انخرطت في النضال النقابي بالفطرة, حيث تحكي عن هذه التجربة : « كان لدي شعور دائم بانتمائي للعمل النقابي، وكان ذلك منذ زمن طويل «.
وعن بداية مسارها النقابي تقول لحرش : « لقد كانت بداية العمل النقابي بالنسبة لي منذ كنت تلميذة صغيرة، عندما كنت أدرس خلال متم سنوات السبعينات من القرن الماضي بثانوية مولاي سليمان بفاس.
وبعد ذلك، واصلت نشاطي في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة محمد بن عبد الله بفاس رفقة زملائي في الدراسة المنتمين لشبيبة حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. وحينها كانت النقاشات تشتد بين مختلف التيارات السياسية الممثلة في الساحة الجامعية، لدرجة أنها كانت تصل حد العنف في بعض الأحيان. وفي تلك الفترة كان توجهي واضحا لاختيار المسار الاشتراكي الديمقراطي، بما في ذلك التعددية النقابية.
عشنا لحظات تاريخية خلال تشكيل المركزية النقابية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وتكفل أساتذة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتأطيرنا، وبلا شك، فإن الحراك الاجتماعي والعمل النقابي كانا في صلب نقاشاتنا.
وكان الجدل السياسي والاجتماعي من بين المواضيع التي كانت تحظى بأهمية قصوى في أوساط الشباب. وعندما تم افتتاح مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في فاس، كان لدينا، كقطاع للشبيبة الاتحادية، مسار يومي نقطعه يوميا بين مقر الحزب في شارع أحمد أمين، ومقر الكونفدرالية «.
وتعيد ثريا لحرش شريط ذكرياتها : « اللحظات التي أتذكرها دائما هي تلك التي كان يلتقي فيها العمال بالأساتذة الجامعيين والأطر العليا للإدارة، كان العمال والعاملات، الطلبة والطالبات يجتمعون من أجل تنظيم العروض والنقاشات ، كنا ننصت لبعضنا البعض من أجل تبادل الأفكار والعمل معا على بناء عالم أفضل نتطلع إليه جميعا «.
كان قطاع شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشارك على الدوام في أنشطة الكونفدرالية، ويقدم عروضا لفائدة العمال، ويوزع المنشورات ويضع الملصقات الخاصة بعيد الشغل.
والأكيد أن المشاركة في مسيرات فاتح ماي في صفوف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بعد تأسيسها كان من اللحظات المؤثرة والتي لا تنسى.
وكان انخراطي تلقائيا في صفوف الكونفدرالية عندما اشتغلت كأستاذة. وبمجرد الدخول المدرسي في شهر شتنبر، أسرعت إلى مقر الكنفدرالية للحصول على بطاقة الانخراط الخاصة بي، وبطبيعة الحال على بطائق أخرى لتوزيعها والمشاركة أيضا في توسيع قاعدة هذه النقابة الشابة.
وكنت ألتحق بمقر الكونفدرالية عدة مرات كل أسبوع لأكون أكثر قربا من عاملات النسيج، تلك النساء القويات اللائي كن يواجهن مشكلهن بكثير من الكبرياء والكرامة. ومنهن تعلمت المعنى الحقيقي للعمل النقابي، لأنني منذ قدومي من الجامعة، كنت أتحرق شوقا لإحداث التغيير. أولئك النسوة هن من علمنني الصبر والمثابرة. وأدين لهن بالكثير لأجل ذلك.
في إحدى الفترات، كان أطر الكونفدرالية يتشكلون كلهم تقريبا من الرجال. حضرت الاجتماعات المتعلقة بقطاع التعليم، الذي أشتغل فيه، في إطار النقابة الوطنية للتعليم. وكنت أجلس في الصفوف الخلفية، وأنصت كثيرا، وأستفيد كثيرا أيضا» .
وعن بدايتها في تحمل المسؤولية النقابية تستحضر المناضلة ثريا لحرش : « أول مهمة تحملتها كنقابية كانت كمنسقة لجنة المؤسسة التي أشتغل بها، وكنت فخورة بذلك، سيما أن ذلك منحني حق حضور مجلس القطاع على المستوى المحلي. كنت المرأة الوحيدة هناك. وكان ذلك المجلس يفيض بفرص التعلم والنقاشات على أعلى مستوى.
وبمناسبة انعقاد مؤتمر النقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أتذكر أنه عند انتخاب المؤتمرين، كان رفاقي الذكور حريصين على تشجيع القطاع النسائي والتنويه بالجهود التي بذلت، وبالتالي صوت لي الجميع تقريبا: ولكم أن تتصوروا ترتيبي !
خلال ذلك المؤتمر، تم انتخابي عضوة باللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم إلى جانب مناضلين كبار، ذاق العديد منهم معاناة السجن والتعذيب.
وبمقدار افتخاري الكبير بالثقة التي وضعها في رفاقي المرموقين، بمقدار ما كان همي أن أكون في مستوى المهمة المنوطة بي في تلك المرحلة.
كنا أربع نساء في اللجنة الإدارية: ثريا لحرش،وعيد سعيدة، نجية مالك وحامد خديجة. وكانت تلك المراكز الأولى التي شغلتها في إطار نشاطي داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
وبالنسبة لنضالي في الأوساط النسائية، كنت ضمن الجيل الذي تأثر بشكل إيجابي بأسبوعية «لاماليف» و»الأساس». كنا مؤطرات كنساء وكجيل من خلال مقالات وكتب فاطمة المرنيسي، وعلماء الاجتماع المغاربة الذين كانوا يدافعون عن قضية المرأة ونضالها من أجل الحرية، المساواة وتكافؤ الفرص.
وحينها كانت ثمة نساء مناضلات في مختلف الأحزاب السياسية لليسار، وأذكر من بينهم ثريا السقاط، المرأة ذات القناعات والنضج الفكري. كنا نناضل معا من اجل حقوق النساء، ووصولهن إلى مراكز القرار وولجهن للمؤسسات الدستورية كالبرلمان والجماعات.
واغتنت تجربتي بعد ذلك بتولي مراكز المسؤولية: باللجنة الإدارية والمكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل. كما تعلمت الكثير، في إطار العمل النقابي، من صمود محمد نوبير الأموي. لقد كان ذلك تجربة تعلمية غنية أرتوي منها كل يوم.
وإن كان ثمة تحدي سعدت كثيرا برفعه، فهو بالتأكيد تنسيق المسيرة العالمية للنساء التي احتضنتها الرباط بتاريخ 12 مارس 2000. ولقد لعبت تلك المسيرة دورا كبيرا في الحياة العامة للنساء المغربيات في إطار تعديل مدونة الأسرة.
النضال والمشاركة في الشأن العمومي ليس بالأمر الهين بالنسبة للمرأة المغربية عموما.ثم صعوبات تواجهنا، لكن لا ينبغي إنكار حقيقة كوننا كنا دائما مساندات من طرف الديمقراطيين. كنا دوما نحظى بالتشجيع من طرف الذين يؤمنون بحقوق المرأة، المقتنعين بأن النساء لسن فقط إضافة أو تكملة، بل قادرات على لعب دور حاسم في التغيير.
وهذا يعني أن النصر لم يتحقق بعد في معركة المرأة، وأن العقليات الرجعية لم يتم التغلب عليها بشكل كامل في مجتمعنا. تلك النظرة الدونية التي لا تستطيع قبول تحمل النساء للمسؤولية تتطلب مواجهة شرسة، لأن المصلحة العليا لبلدنا العزيز تكمن هناك.
وكما كان عليه الأمر في الماضي، لنكن متضامنين ولا نستسلم، لأن العمل النقابي ليس نهاية الأمر سوى تعبيرا عن تضامن مجتمعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.