حلّت يوم الثلاثاء الأخير لجنة من وزارة الصحة تضم عدة مسؤولين على رأسهم المفتش العام للوزارة، وذلك للتحقيق في ملابسات الحادث التي تعرضت له سيدتان دخلتا إلى مصحة خاصة بمدينة سطات من أجل الولادة، فإذا بهما تغادرانها صوب مصحة أخرى خاصة بالدار البيضاء وهما في وضعية شلل، حيث أشارت أصابع الاتهام إلى المادة المستعملة في تخديرهما، والتي أدت إلى إصابتهما بالتهاب على مستوى غشاء النخاع الشوكي. «الاتحاد الاشتراكي» انتقلت إلى مصحة الشفاء بالدار البيضاء للاطلاع على الوضعية الصحية الحالية للسيدتين، فوجدت بأنهما خرجتا من الغيبوبة لكن مازالتا غير قادرتين على الحركة وتعانيان من تداعيات سلبية، وفي هذا الصدد أوضح بوشعيب مهيب زوج السيدة «ن.ر» التي تشتغل بقطاع التعليم، بأنه رافق زوجته بتاريخ14 ماي إلى المصحة «ف» بسطات ، التي ولجتها على قدميها قصد خضوعها لعملية ولادة قيصرية، فإذا بها تغادرها محمولة على نقالة وهي في وضعية شلل، لا تحرك إلا يديها، مضيفا أن الأطباء طلبوا مهلة ما بين 24 و 48 ساعة من أجل التشخيص ومعرفة حالتها الصحية بالضبط، قبل أن يفاجأ بسيدة أخرى تتعرض لنفس ما حدث لزوجته، على الرغم من أن الطبيب الذي أجرى الولادة للضحية الثانية ليس هو نفسه الذي أجراها لزوجته، وكذلك الأمر بالنسبة للطبيب المختص في التخدير والإنعاش، مما يؤكد فرضية فساد المخدر الذي استعمل في تخديرهما أو تضمنه لمواد كيماوية مسمومة؟ الزوج، أضاف في تصريحه للجريدة بأنه وزوجته تحملا مصاريف إضافية من أجل خدمات طبية أحسن، إلا أن النتيجة كانت كارثية، معتبرا أنه لم يعد يقوى على ولوج منزل الأسرة لأن ابنته التي تبلغ من العمر سنتين تترقب والدتها وتسأله عنها دون أن يقدم لها جوابا، مشيرا إلى أن الوضعية الصحية لزوجته هي نفس وضعية الضحية الثانية، موجها نداء لوزارة الصحة من أجل التكفل بالحالتين معا ومتابعتهما طبيا إلى حين تحسن حالتهما، وبان يأخذ التحقيق مجراه لمحاسبة المسؤولين عما وقع، مشيرا الى ان كل أسرة كانت تترقب المولود الجديد بفرحة انقلبت إلى صدمة وألم شديدين، مؤكدا أنه على الرغم من المتابعة الطبية والمجهودات المبذولة إلا أن وضعيتهما لاتزال على حالتها، حيث صرح الأطباء بأنهم أمام حالة غير مسبوقة، وفقا لتعبيره. هذا في الوقت الذي اعتذرت إدارة المصحة عن تقديم أية إيضاحات احتراما لسير التحقيق إلى حين ظهور نتائجه!