يجد زوار مدينة الدارالبيضاء وعدد كبير من أبنائها ، صعوبة بالغة في التنقل واتباع المسارات السليمة إلى الأحياء والأماكن التي يودون زيارتها في ظل غياب علامات التشوير بمجموعة من الشوارع والطرق، وإن وجدت فإن عملية تثبيتها تكون معيبة،الأمر الذي يجعل إما أن الوجهة التي تشير باتجاهها غير تلك المكتوبة عليها أو أن الرياح وعبث بعض المارة بها يسرع باقتلاعها! علامات التشوير بالمدينة ، وبالرغم من أهميتها في تيسير التنقل وتسهيل حركة السير والجولان، إلا أن المسؤولين بالمدينة يعتبرونها من الأمورالثانوية بالرغم من رصد ميزانية سنوية لها لايعرف أحد أين تصرف وأين توزع ؟ المشهد واضح للعيان ولايحتاج إلى تبيان، فجولة خاطفة في شوارع المدينة ستجعلك تكتشف أنه من السهل على المرء أن يضيع وهو يبحث عن وجهته، فباستثناء بعض الإشارات المنتصبة على طول المدار الحضري للطريق السيار بالمدينة والتي تقادمت، فإن وسط المدينة يفتقد لهذه الإشارات ، الأمر الذي يجعل الزائر وعددا كبيرا من سكان البيضاء يستفسرون عن الطريق إلى وجهتهم أكثر من مرة ولايصلون إلا بعد أن يكونوا قد تاهوا غير ما مرة وأمضوا ضعف زمن الرحلة في الوقوف والاستفسار! على سبيل المثال، فإن المحاور الطرقية وسط المدينة المؤدية إلى المدار الحضري للطريق السيار لا توجد بها ولا علامة توجهك الوجهة الصحيحة، سواء في اتجاه الرباط أو مراكش والجديدة، بل تم الاكتفاء فقط ببعض مداخل الطريق السيار دون أخرى، خاصة المداخل المستحدثة مؤخرا بين محور حي عادل وبورنازيل أو عين السبع والبرنوصي. فكم من سائق سيارة استعمل هذه المنافذ ووجد نفسه في الطريق إلى مراكش غربا عوض الرباط شرقا، لالسبب إلا لكونه أخطأ المدخل الصحيح نظرا لغياب التشوير. بعض الظرفاء علقوا على الوضعية بالقول بأن كبار المسؤولين بالمدينة ليسوا بحاجة إلى هذه الإشارات، فسواقهم يعرفون جيدا منافذ المدينة ومن لايعرفها يتم تيسير تنقله في موكب تتقدمه سيارة الأمن! يحكى، والعهدة على الراوي، أن رئيس مجلس إحدى الجماعات وبعد أن اشتد عليه الضغط من قبل أحد الأعضاء الذي كان في ضائقة مالية، أراد أن يفرج عنه كُربته ولكن ليس من ماله الخاص، بل من ميزانية الجماعة، كانت البنود التي تم التعود على التلاعب فيها عن طريق الطلبيات( les bons de commandes ) قد استنفدت فتم إصدار طلبية تقدر بأزيد من خمسين ألف درهم لشراء مجموعة من لوحات التشوير ، الطلبية تم التوقيع عليها والأموال تم صرفها وتحولت الإشارات إلى جيب المستشار، الراوي اختتم روايته بقوله :« شَورو علينا »!