أعلنت مؤسسة الضحى عن قرب انطلاق الأشغال في بناء ثاني مركز تكوين لها متخصص في مهن البناء، بمدينة فاس بعد مركزها الأول بعين عودة، وذلك في سياق مخطط يرمي إلى إحداث عدد من المراكز المشابهة في أفق تكوين 8000 من الشباب المغاربة المنقطعين عن الدراسة، والمتراوحة أعمارهم ما بين 16 و 25 سنة في أحد تخصصات مهن البناء، حيث يتسنى لهم التكوين وفق ستة اختيارات مهنية تهم كهرباء البناء، الترصيص، الزليج والتبليط، البناء والصباغة. وقد أكد لنا سعد الصفريوي، المدير العام لمؤسسة الضحى، خلال زيارة ميدانية قمنا بها لمركز التكوين عين عودة، أن نجاح التجربة الأولى شجع المؤسسة على الاسراع في تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى إدماج الشباب المغربي في سوق الشغل من خلال منحه فرصة للتكوين المهني يؤهله لكسب مهارات تقنية وعلمية في إحدى مهن البناء التي يقع عليها الطلب كثيرا. وتسعى مؤسسة الضحى إلى إكمال إنشاء 5 مراكز للتكوين المهني بكل من فاس، طنجة، مراكش والدارالبيضاء. بعد مركز عين عودة الذي يستقبل اليوم 128 شابا من أبناء المنطقة لمتابعة برامجهم التكوينية، التي تتوزع ما بين النظري والتطبيقي، ومن أجل تذليل الصعوبات التي يصادفها الشباب عند محاولتهم الاندماج في المحيط المهني، بسبب عدم ملاءمة الكفاءات التي يتوفرون عليها مع حاجيات سوق الشغل، تعتمد مؤسسة الضحى في المراكز التابعة لها، على نظام التكوين بالتدرج، الذي يجعل من المقاولات الخاصة، فضاء للتكوين الميداني في إحدى المهن المتعلقة بقطاع البناء. وهذا يعني، أن 80 في المائة من حصص التكوين تتم في ورش البناء التابع للمقاولة، في حين يتلقى الشاب 20 في المائة من الحصص المتبقية في مراكز التكوين التابعة للمؤسسة. ولأن معظم المستفيدين من التكوين ينحدرون من أوساط فقيرة، فإن مؤسسة الضحى تخصص منحا شهرية للمكونين بمراكزها لتغطية نفقات النقل والوجبات. وفوق هذا، يتلقون تعويضا ماليا من المقاولة التي يتكونون ميدانيا في أحد من أوراشها. وتزامنا مع الزيارة التي قمنا بها لمركز عين عودة تم التوقيع على اتفاقية بين مؤسسة الضحى والمؤسسة المغربية للطالب، وتتكفل مؤسسة الضحى بموجب هذه الاتفاقية بخمسة طلبة معوزين سنويا لمدة خمس سنوات، بداية من الموسم الدراسي 2013 2014 . واعتبر سعد الصفريوي أن مؤسسته مستعدة للاستجابة لحاجيات أخرى لفائدة هؤلاء الطلبة، الذين يقع اختيارهم وفق معدلاتهم المتفوقة من بين التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا المنتمين إلى مؤسسات الرعاية الاجتماعية، موضحا أن هذه المبادرة تكمن في تقديم دعم مالي حدد في 20 ألف درهم لكل طالب، وتعكس وعي المؤسسة بأهمية التضامن الاجتماعي، واعتبر أن هذه الخطوة تهدف إلى تأهيل المستفيدين لاستكمال تعليمهم العالي في القطاع العام أو الخاص في أفضل الشروط.