خبراء يسلطون الضوء على وجاهة مخطط الحكم الذاتي بالصحراء المغربية    الدفاع المدني اللبناني ينعى 12 عنصرا    حريق مهول يلتهم سوق "الجوطية" بالناظور ويخلف خسائر مادية جسيمة    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    وزارة الداخلية تكشف عن إجراءات حاسمة لإنهاء الفوضى بقطاع "التاكسيات"    صانع المحتوى "بول جايك" يهزم أسطورة الملاكمة "مايك تايسون" في نزال أسطوري    تصفيات "كان" 2025... بعثة المنتخب المغربي تحط الرحال في وجدة استعدادا لمواجهة ليسوتو    أنفوغرافيك | أرقام مخيفة.. 69% من المغاربة يفكرون في تغيير وظائفهم    أنفوغرافيك | ⁨لأول مرة.. جامعة الحسن الثاني تدخل تصنيف "شنغهاي" الأكاديمي العالمي 2024⁩    مشروع نفق جبل طارق.. خطوة إسبانية جديدة نحو تجسيد الربط مع المغرب    ارتطام وأغدية متطايرة.. حالة من الرعب عاشها ركاب طائرة    منع جمع وتسويق "المحارة الصغيرة" بالناظور بسبب سموم بحرية    الملاكم مايك تايسون يخسر النزال أمام صانع المحتوى بول        فريق الجيش الملكي يبلغ المربع الذهبي لعصبة الأبطال الإفريقية للسيدات    "طاشرون" أوصى به قائد يفر بأموال المتضررين من زلزال الحوز    الوزيرة أشهبار تستقيل من الحكومة الهولندية والمعارضة تعتبره "موقفا شجاعا"    فيضانات فالنسيا.. المديرة العامة للوقاية المدنية الإسبانية تعرب عن امتنانها للملك محمد السادس    السوق البريطاني يعزز الموسم السياحي لاكادير في عام 2024    كيوسك السبت | 800 مليار سنتيم سنويا خسائر الكوارث الطبيعية بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت        دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    الأمم المتحدة.. تعيين عمر هلال رئيسا مشاركا لمنتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار    السكوري: الحكومة تخلق فرص الشغل    توافق وزارة العدل وجمعية المحامين    حملات تستهدف ظواهر سلبية بسطات    "باحة الاستراحة".. برنامج كوميدي يجمع بين الضحك والتوعية    مغاربة يتضامنون مع فلسطين ويطالبون ترامب بوقف الغطرسة الإسرائيلية    إقصائيات كأس إفريقيا 2025.. المنتخب المغربي يحقق فوزا عريضا على مضيفه الغابوني (5-1)    السكوري يبرز مجهودات الحكومة لخلق فرص الشغل بالعالم القروي ودعم المقاولات الصغرى    "طاقة المغرب" تحقق نتيجة صافية لحصة المجموعة ب 756 مليون درهم متم شتنبر    مقابلة مثالية للنجم ابراهيم دياز …    سانشيز يشكر المغرب على دعمه لجهود الإغاثة في فالنسيا    حماس "مستعدة" لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب "للضغط" على إسرائيل    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2025    وزيرة مغربية تستقيل من الحكومة الهولندية بسبب أحداث أمستردام    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    جائزة المغرب للشباب.. احتفاء بالإبداع والابتكار لبناء مستقبل مشرق (صور)    شراكة مؤسسة "المدى" ووزارة التربية    جورج عبد الله.. مقاتل من أجل فلسطين قضى أكثر من نصف عمره في السجن    المغرب: زخات مطرية وتياقط الثلوج على قمم الجبال ورياح عاصفية محليا قوية اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكشف عن قائمة الأسماء المشاركة في برنامج 'حوارات'    خناتة بنونة.. ليست مجرد صورة على ملصق !    حماس تعلن استعدادها لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب للضغط على إسرائيل    "السودان يا غالي" يفتتح مهرجان الدوحة    اقتراب آخر أجل لاستفادة المقاولات من الإعفاء الجزئي من مستحقات التأخير والتحصيل والغرامات لصالح CNSS    هذه اسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    الطبيب معتز يقدم نصائحا لتخليص طلفك من التبول الليلي    "خطير".. هل صحيح تم خفض رسوم استيراد العسل لصالح أحد البرلمانيين؟    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معتقلات ماسانجيا يستعدن صوتهن...
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 16 - 05 - 2013

نساء لسن مجرمات أو معارضات. فقط نساء صدقن دعوة الدولة إلى توقيع «العرائض», تم وضعهن في معسكر لإعادة التربية. في هذا التحقيق، تحكي هذه النسوة بوجه مكشوف حياتهن اليومية الرهيبة داخل هذه المعسكرات...
تحكي غي فينغزين, المرأة البالغة من العمر 56 سنة، بعدما وضعت عكازها في جانب الغرفة ومدت يديها إلى الخلف على أطراف الرف لإعادة تمثيل وضعية «المعلقة». تقول «يتم وضعنا بين سريرين حديدين, الواحد فوق الآخر، والأيدي مربوطة إلى جانبي السرير. والوضعية الأكثر صعوبة هي عندما يتم ربط يد إلى الأعلى والثانية إلى الأسفل... الأرجل مربوطة أيضاً ولا يمكن تحريك الساقين»، هذه الوضعية تصيب الأعصاب بالتعب والارتخاء دون أن تترك آثاراً واضحة, هي إحدى العقوبات التي تتعرض لها معتقلات معسكر ماسانجيا لإعادة التربية. غي فينغزين خضعت لهذا التعذيب لمدة ست ساعات خلال آخر اعتقال لها. ولم يتم تحريرها ورميها في زنزانة مظلمة إلا عندما ذهبت المرأة المكلفة بتعذيبها، لتتكفل بمعتقلة أخرى وضعت على «طاولة النمر» (عبارة عن كرسي مكون من قضبان فولاذية، حيث يتم ربط الشخص في وضعية تجعل مركز قوتها مؤلماً جداً. كان ذلك آخر مقام لهذه المرأة في هذا المعتقل النموذجي (إعادة التربية عن طريق العمل) في شينيانغ عاصمة إقليم لياونين شمال شرق الصين.
هذه الممارسات التعذيبية تحكيها غي والعديد من المعتقلات السابقات في هذا المعتقل، أغلبهن يعشن في بيكين عند أقرباء أو في شقق مأجورة مخافة تعرضهن لأعمال انتقامية، إذا ما رجعن إلى بيوتهن في لياونين. كلهن موقعات على عرائض، منخرطات منذ عدة سنوات في طريق «رسائل وزيارات» أي تقديم رسائل تظلماتهن لدى الإدارات المحلية والوطنية حول تعرضهن لظلم، أو هدم تعسفي أو جريمة ثم تعاقب أو تجاوز لتخطيط عائلي... الأسلوب قانوني، بل يتم رسمياً تشجيعه، ولكن كثرة الإلحاح في التشكي وكتابة عرائض التظلم تزعج في النهاية السلطات، ويتم في النهاية نقلهن إلى المعتقل بذريعة إزعاج النظام العام دون أدنى محاكمة ولمدد تتراوح ما بين سنة الى ثلاث سنوات. بعد الإفراج عنهن، قررت هذه النسوة قبل بضعة أشهر، كسر الصمت وإعطاء أول شهادة جماعية ومفصلة عن أحد معسكرات إعادة التربية عن طريق العمل، مع ما يحمله ذلك من خطر التعرض لمضايقات جديدة.
نظام مراكز إعادة التربية وعددها في الصين 350 مركزاً يعود إلى حملات التطهير التي قادها ماو سنة 1957. وفي مجموع الصين، كان يتعايش في هذه المعتقلات ثلاثة أصناف من السكان: «المنحرفون» (ومنهم مدمنو المخدرات والعاهرات) وأعضاء حركة فالون غونغ الدينية الممنوعة في الصين منذ 1999، بعض المشتكيات عشن أيضاً الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية والسجون السرية والعديد من ممارسات التعذيب على أيدي «المصلحين»، لكن الاهتمام بهؤلاء المعتقلات السابقات منذ التحقيق الصادم الذي خصصته لهن مجلة "لانس" الصينية في شهر أبريل (وهي المجلة تمت مصادرتها وتعليق صدورها حتى الآن). في سياق دعوات متزايدة إلى إعادة النظر وهيكلة نظام مراكز إعادة التربية (وقد أكد الوزير الأول الصيني لي كيكيانغ في مارس أن إصلاح هذا النظام يوجد قيد الدراسة)، بدأت تخلق واحدة من تلك الديناميكيات التي تعبأ باستمرار المجتمع المدني الصيني. ولأول مرة، يتمكن معتقلات سابقان من تنظيم أنفسهن في إطار موحد. ورغم المراقبة والتهديدات الهاتفية والخوف من حملة اعتقالات، تحمل الكثيرات من هؤلاء المعتقلات شعار "مواطن"، وهو شعار "تجمع محامين صينيين"، ويلتقي رجال قانون وأساتذة جامعيون صينيون وأجانب ودبلوماسيون، لكنهن لا يستطعون مع ذلك رسمياً تأسيس أي تنظيم أو جمعية، لأنه سيكون مصيرها المنع فوراً.
في مركز اعتقال ماسانجيا، يتم تعذيب وكسر كل من يزعج: وفي السياق القانوني المتحرك في الصين، حيث يمكن تجاوز القوانين بسهولة، يحاول موظفو السجن قبل كل شيء إحباط نفسية موقعي العرائض. بعض المشتكيات يوقعن في النهاية »ضمانات« يعترفن من خلالها بأن تظلماتهن الأصلية قد انتهت. في هذا المركز يتعرض المعتقلون لسوء المعاملة إلى حد الاحتفاظ بآثار نفسية وجسدية خطيرة. ماي كيويو 45 سنة أدانت لفترة طويلة الإجهاض القسري والمتأخر الذي تعرضت له في إطار التخطيط العائلي، تم سجنها من ماي 2008 إلى أبريل 2010، عاشت خمسة أشهر في غرفة من أربعة أمتار مربعة بدون نوافذ. حاولت الحصول على مراجعة إدارية لاعتقالها، تمت عرقلة مبادرتها إلى أن فات الأجل القانوني لذلك.
«داخل هذه الغرفة، كنت على الأرض، لم يكن لدي شيء ولا فراش، كنت أحس دائماً أنني أختنق. في يوليوز مع الحرارة، كنت أنزع الكاوتشو تحت الباب وأضع فمي على الفجوة من أجل التنفس...« وخلال عقوبة أخرى عندما وقعت رسالة نداء من أجل المساعدة استيقظت على «سرير الموت»، بعدها أغمي عليها خلال إحدى حصص التعذيب. عندما استعدت وعيي، اكتشفت أنني لم أعد قادرة على الحركة. وبمجرد ما أحس ببعض التحسن، كانت المكلفة بالحرارة تلمس السرير برجلها... لن أنسى أبداً ذلك الألم الذي كان يصل إلى قلبي...«، وحتى اليوم، مازالت أصابعها تؤلمها تجد صعوبة في الكتابة.
في سجن ماسانجيا تتم عمليات التعذيب الجسدي والنفسي على أيدي حارسات وشرطيات بشكل دقيق. وكل تظلم لا يجدي. شين شينكون 55 سنة موظفة سابقة في إحدى شركات الدولة، معتقلة من أكتوبر 2008 إلى أبريل 2010، صنفت عند دخولها السجن على أنها أمية وهي الحاصلة على دبلوم من معهد تقني. والسبب هدفه فقط حرمانها من وسائل الكتابة,خلال دورة النقد الذاتي وشرح التعليمات في بداية الاعتقال وهي الفترة الوحيدة التي يكون للمعتقلين خلالها حق الحصول على الورق وقلم. عبرت عن رغبتها في استئناف القرار... بعد ذلك، نجحت في تدوين تظلماتها في صندوقي البريد الموضوعين لهذه الغاية في السجن رسالة موجهة إلى النيابة العامة والثانية إلى إدارة السجن. قيل لها إنه تم اعتراض الرسالتين.
وانغ يابينغ 57 سنة تم سجنها في سجن ماسانجيا من غشت 2007 إلى يناير 2009، بعد معركة قادتها سنة 2002 من أجل رفع الأجور والولوج إلى التأمين الصحي في متجر الدولة الذي كانت تشتغل به. تعرضت للتعنيف من طرف الشرطة. كسبت محاكمة لكن الحكم لم ينفذ أبداً. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن تقديم العرائض. ما كان يجب إدخال وانغ بوينيغ الي سجن ماسانجيا بالنظر لحالتها الصحية، لكن الشرطة تواطأت مع ادارة السجن حسب شهادتها.
في سياق تبادل المنافع والمصالح بين الادارات حفاظا على الاستقرار. بعد ذلك تفنن الحراس في اهانتها داخل المعتقل من خلال حرمانها من فوطات النظافة. و رفض مستشفى المعتقل إجراء عملية جراحية لها حتى وافق زوجها على دفع المال, قدر مهم من المال. لم يكن أمام وانغ سوى هدف واحد. البقاء حية, كانت تعرف وضعها الصحي وتعلم ان موظفي المعتقل سيتركونها تموت. ولكنها بمجرد ما غادرت السجن قررت الهجوم. كانت مسيحية وابنة احد اليمينيين السابقين الذي تعرض للتعذيب خلال الثورة الثقافية, وكانت وانغ بوينيغ على اتصال منذ بداية سنوات 2000 مع اوساط المدافعين عن حقوق الانسان في بكين. وعبر هذه القنوات التقت بالصحفي يوان لينغ الذي يشتغل في مجلة "لانس" وقدمت له معتقلات اخريات, تؤكد وانغ انه تم خرق حقوقها ورأت عن قرب اختلالات هذا النظام.
وأمام منطق الهدم السائد في معتقل ماسانجيا، تجد كل معتقلة جوابها. لي بنغ 60سنة مجبرة على التحرك قليلا. في إحدى ليالي مارس 2009 اختارت ان تكتب مطلبها على لباسها "اريد الحرية"، اريد العودة الى بيتي, اريد ان تحترم حقوق الانسان, بعدما رأوا هذه الكتابات تم حجز اللباس وقدم للشرطة المحلية وبعدها تم وضع أربع مرافقات لها لحراستها.
السجينات المتعودات كتابة العرائض بحثا عن العدالة يحاولن كتابة يوميات المعتقل: ساعات العمل الطويلة والمبالغ فيها. الخروقات المتكررة، التعذيب الممارس، وكثير منهن اخذت مذكراتهن. لكن بعضهن تمكن من اخراج بعض الكتابات التي تعطي تفاصيل التعسفات والخروقات المرتكبة داخل السجن ليوهوا، قروية صلبة في 51 من العمر, بدأت متاعبها عندما نددت صحبة زوجها المنتخب رئيس قرية بالفساد المستشري داخل الحزب. ادخلت سجن ماسانجيا من غشت 2008 الى ماي 2010 عند خروجها من السجن اعدت تقريرا مقتضبا قدمته الى احد المواقع المهتمة بحقوق الانسان لكنها لم تتجرأ على توقيعه. لكنها واصلت توقيع العرائض التي تسببت في عودتها الى المعتقل. كنت على ثقة أن العدالة ستنتصر, لكن، ليس فقط لاننا لم نكن في وضع صعب بسبب العرائض, بل كنا نجبر على العمل أكثر مثل حيوانات, كنت اقول في نفسي سيأتي يوم يقدم فيه الحساب.
من يناير 2011 الى اكتوبر 2012 بدأت عملا احصائيا ممنهجا لما يجري داخل المعتقل. التعذيب وايضا الاستغلال عن طريق العمل. و دونت 35 صفحة من الملاحظات اخرجتها بطرق ملتوية وباشكال متعددة. وكدليل على الاستغلال داخل المعتقل، تحتفظ ليوهوا بعلامات لألبسة صنعت داخل المعتقل في اطار العمليات التجارية. ومثل مؤسسات اخرى من هذا النوع في الصين تأخذ ادارة السجن طلبيات بأسعار لا تختلف عن أسعار المصانع العادية.
كل الناجيات من معتقل ماسانجيا يصفن أيام عمل مرهقة من 9 الى 12 ساعة و 15 ساعة حسب مدة الاعتقال ويقدر الاجر مابين 5 و25 يوان في الشهر (من 3 سنتيم الى 3 اورو)
كل شيء في السجن مؤدى عنه. مؤخرا تم احداث نظام البطائق الممغنطة التي تتم تعبئتها من طرف عائلة المعتقلة. وتخصم منها ادارة السجن الذعائر عن أي تقصير, سواء خلال العمل أو خارجه. والإسعافات الصحية يؤدى عنها. ظاهريا يبدو المعتقل نظيفا ولكن داخل الغرف حيث تعيش 22 في الغرفة لا يحق للسجينات استعمال أغطية المعتقل,"كل ليلة نذهب الى غرفة اخرى بحثا عن أغطية تجلبها العائلة. ويتم وضع اغطية السجن على جانب السرير. وفي الصباح نجمع أغطيتنا وعلينا أن نصفف بعناية اغطية السجن فوق الأسرة تحسبا لاي عملية تفتيش.
ومثل العديد من الموقعات على العرائض, فإن التظلم الاصلي لكل واحدة من سجينات ماسانجيا يبدو اليوم متجاوزا وثانويا أمام سيل الخروقات وممارسات التعذيب في معتقل ماسانجيا...
بتصرف عن لوموند
{ هل كان الرئيس حسني مبارك يتوقع من الضباط الذين كبروا في عهده وترقوا أن يمنعوا عنه المحاكمة أو أي مس به؟ هل كان يتوقع أن يترك في شرم الشيخ من دون سجن أو إذلال؟
لا أستطيع الدخول في مكنون أفكاره لمعرفة ما كان يدور بخلده. لكن بالمنطق، أقول إنه حين قال سأنتقل إلى شرم الشيخ، يفترض المرء أنه كان يتوقع ان يستمر في هذا الوضع. لم يكن في هذا الوضع تدليل أو رفاهية. كانت خدمة مختصرة جداً. هو قال سأموت على هذه الأرض. لن يكون الأمر طبيعياً أن نفترض أنه كان سيبقى لو كان يتوقع سجنه بعد بضعة شهور.
{ لماذا لم يدافع عنه الجنرالات؟
بخلاف الدفاع عنه في أوراق التحقيق (مع الجنرالات)، لم يتدخل أحد في الموضوع، وتُرك لجهات التحقيق.
{ هل دافع عنه الجنرالات في التحقيق؟
في التحقيق لم يتكلم من الجنرالات سوى وزير الدفاع (السابق المشير حسين طنطاوي) ومدير الاستخبارات اللواء عمر سليمان.
{ ولم يجرموه أو يقولوا انه أعطى أوامر بالقتل؟
لا. لم يجرموه.
{ هل تعتقد أن الأميركيين ضغطوا على مبارك ليتخلى عن الحكم؟
ربما اعتقد مبارك انه يستطيع الاقامة في شرم الشيخ ومن دون التخلي تماماً عن الحكم. ولكن عندما قالت أميركا، أن عليه التخلي عن الحكم الآن، يعني الآن فإن موقفها أدى إلى الإسراع في تنفيذ رغبات المصريين وعبّأتهم أكثر.
أما بالنسبة إلى رأيي الشخصي في الموضوع، فكنت أرى أنه علينا أن نضع قواعد ثابتة في مصر على صعيد انتقال الحكم. والشكل الذي نحن فيه اليوم، هو نتاج أننا لا نراعي التقاليد، فيما الدول الأخرى تلتزم بتلك التقاليد. عموماً، كنا (في عهد مبارك) في كارثة، ولكن للأسف نحن اليوم في كارثة أكبر. لكن بالتأكيد كان على مبارك أن يرحل.
{ هل دعمت قطر الثورة؟
قطر دعمت »الإخوان« وليس الثورة. والثورة ليست »الإخوان«.
{ وهل ما زالت تدعم »الإخوان«؟
بالتأكيد.
{ لماذا؟
لأنها بذلك تكون قادرة على أن تتحكم بمصر. إنها عقدة قطر.
{ هل تقصد ان قطر دعمت »الإخوان« مالياً؟
طبعاً، طبعاً. مثلما حدث في ليبيا.
{ وماذا عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان؟ هل هناك برنامج »إخواني« على مستوى المنطقة؟
غبي من لا يرى جيداً الدور الأردوغاني الطموح في المنطقة. والحقيقة أنه لا يمكنني أن أعتب على أردوغان. فهو رجل غير عربي، لديه طموح ويستغل غفلتنا ليضيف (مكاسب) لبلده. وكوني غاضباً مما فعله أردوغان، فإنني لا يمكنني أن أقول إنه أخطأ على مستوى تركيا. لكن الذين أخطأوا في الدول العربية هم من يعيثون فساداً اليوم في مصر وسورية، على سبيل المثال، وخصوصاً طموحات »الإخوان المسلمين« في سورية. وقد يكون أردوغان ممن ساهموا في التخطيط ل »الربيع العربي« لأنه صاحب مصلحة في ما حدث.
{ هل ترى »الربيع العربي« انفجارات داخلية أم مؤامرات خارجية؟ أم الاثنين معاً؟
حدثت احتجاجات لرفع مطالب لكن ما سمي »الربيع العربي« خطة »إخوانية« مغذاة من الخارج.
{ ممن؟
قد يكون مادياً أو نفسياً أو غيره. قطر كانت اليد الرئيسية، وليس مؤكداً أن تكون تركيا. وقد نجح »الإخوان« في أن يخدعوا بعض الدول وبينها اميركا.
{ لو طلبت منك أن توجز الأخطاء التي ارتكبها الرئيس محمد مرسي منذ دخوله القصر، ما هي المحطات؟
أسهل لي أن أعدد حسناته لأن الأخطاء في الواقع كثيرة منذ زُوّرت الانتخابات.
{ هل ما زلت متمسكاً بأن الانتخابات زوّرت؟
هناك خطأ قاتل هو تزوير الانتخابات، ومن فعلوا ذلك يكادون يعترفون. هناك قضايا في هذا المسار والموضوع واضح.
{ كيف زورت الانتخابات؟ هل حدث ذلك ساعة إعلان النتائج؟
زُوّرت في مراحل عدة، أولها ترك الصناديق من دون رقابة كافية. كان »الإخوان« يرشون بعض مندوبي المنافسين حتى لا يكملوا اليوم في الرقابة على الصندوق. كانت الأنوار تطفأ مرة، ومرة أخرى تحدث مشاكل. هذا بخلاف تزوير أوراق اقتراع من المطابع مسودة لمصلحة مرسي. عرضت هذه الأوراق على اللجنة العليا في 16 محافظة. قال رئيس اللجنة للمحامين: »انتم محقون. هذه الأوراق جزء من كل لا نعرف أبعاده ولا نعرف ماذا دخل الصناديق منه«. وجدنا ذلك بالصدفة في 16 محافظة. مركز كارتر قال إن تزويراً ممنهجاً حدث لمصلحة أحد الأطراف، ولم يكمل. حين طلبت من أصدقاء كارتر ذات يوم أن يسألوه عن ذلك، أجاب بأن الحكومة لم تسمح لنا بالذهاب أبعد من ذلك في البحث. ما علاقة هذا بمعرفة الطرف الذي تم التزوير لمصلحته؟ كان واضحاً أن هناك تعاطفاً. استوردت أقلام من الصين تختفي أحبارها بعد 20 دقيقة من استخدامها، ووزعت في اللجان على مؤيدي شفيق وعليها اسمي. أحال قضاة مشرفون على الانتخابات هذا الأمر على النيابة للتحقيق. كان هناك تزوير غير مسبوق على هذا النهج. أما يوم النتائج، فتلقيت التهاني من الجميع بمن فيهم مسؤولون. كانت كل الشواهد تؤكد فوزي.
{ كيف كانت مشاعر أعضاء المجلس العسكري؟
لم تكن واضحة. مؤكد أن بعض أعضاء المجلس كانت مشاعرهم معي. لكنني لا أستطيع معرفة اتجاه المنتج العام في المجلس. كان عندي في المنزل صديق مسيحي مقيم في الولايات المتحدة، وكان يتصل بالسفارة الاميركية للاستفسار عن شأن من شؤونه، وسمعت المكالمة. قال من تحدث إليه في السفارة إن الفائز هو مرسي غالباً، سأله صديقي: كيف؟، فأجاب قائلاً: هم يريدون ذلك! سأله صديقي: من هم؟ فأجاب: المجلس العسكري. لم أعط الموضوع كل اهتمامي لأن كل الأخبار عندي كانت تبشر بأنني الفائز.
كان عندي صديق في البيت واتصل به شخص من عمق وزارة الدفاع وهو قريب جداً من مركز القرار ومن أكثرهم ثقة، وقال له ان النتيجة النهائية هي فوز أحمد شفيق بنسبة 50.7 في المئة. كان واضحاً أنه أبلغ النتيجة للتو من رئيس اللجنة. ولا أشك للحظة في أن النتيجة كانت كذلك حتى وقتها. ثم حدث شيء غريب، وهو تأخر إعلان النتيجة التي كانت مقررة في الثالثة عصراً. لم تظهر اللجنة حتى الرابعة، ثم بررت ذلك بأن الطريق كان مزدحماً، وظهرت أغرب قراءة للنتيجة. أنا أثق جداً في رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان رغم أننا لم تجمعنا علاقة عميقة، وهو كان ضابطاً سابقاً. لو رأيته وأعضاء اللجنة وهو يقرأ وأسلوبه. كان واضحاً أنه يقرأ مسودة للمرة الأولى. كان الأمر مهزلة. كان عاجزاً عن القراءة وأعلنت النتيجة بطريقة غريبة جداً.
لم يكن عدد المشاركين في جولة الإعادة تجاوز 23 مليوناً بأي حال من الأحوال، ففوجئنا برئيس اللجنة في بداية المؤتمر يقول ان المشاركين 26 مليوناً. كان شقيقي محمد إلى جواري وحين سمعت هذا الرقم ربت على ساقه وقلت له ان هذا يعني أن الموضوع منتهٍ، قبل أن ينطق بالكسور. أيقنت أن لعبة حدثت.
لم أتحرك لأنني حسبتها بمنتهى الدقة، وجعلتني ظروفي الأسرية أقل اهتماماً بالموضوع. كانت زوجتي توفيت للتو، وبناتي تأثرن كثيراً خلال الانتخابات. كانت ظروف البيت صعبة، سواء أتت النتيجة بالمكسب أو الخسارة. كان مشواراً طويلاً من العناء. جاءت صدمة فخففت صدمة. قبلها بيومين قلت إن على الجميع أن يقبلوا بقيادة الفائز ولا يتنازعوا بعد النتيجة. واحترمت كلمتي بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى. أقررت بالنتيجة في خطاب راعى الأصول وأعلنت فيه دعمي للرئيس وتهنئته وترحيبي. ولم يتفتق إلى ذهنه أن الأصول تقتضي الشكر. هاتفني الرئيس باراك أوباما في منزلي بعد النتيجة ببضع ساعات، وقال إنه أراد أن يبلغني تقديره العميق لموقفي وما حققته في الانتخابات من »الحصول على ثقة نصف المجتمع المصري، ونحن نعلم أنك كنت بمفردك«. قال إنه عادة ما يتصل بالفائز، »لكن الكتلة التي حققتها تحتم عليّ أن أبقى على اتصال بك، وأطالبك بأن تواصل عملك الوطني لأن بلدك يحتاجك« وكررها مرتين، وفوجئت في اليوم التالي بصدور هذا الكلام في بيان من البيت الأبيض.
لماذا لم أعترض على التزوير الرسمي، السبب الأول هو أنني اعتدت أن أوصي أولادي إذا وجدوا لصاً يسرق منزلهم أن يتظاهروا بالنوم ويتركوه يسرق ما يشاء ويرحل باعتبار ذلك أقل الأضرار، لأنك إذا استيقظت فجأة فقد يقتلك وهو لم يكن ينوي فعل ذلك. كانت صدمة الموقف. الأطراف التي سرقتني متفقة مع بعضها بعضاً. كانت تحبس الأنفاس على إثر الظهور الرسمي للنتيجة وتتساءل عما سيحدث وعما إذا كان شفيق سيثير الساحة. كنت أتخيل رد فعل مجنوناً من هذه الأطراف لم أكن مهيئاً للتعامل معه وقد لا أستطيع أن أقف أمام موجة عاتية تقتلني أو تفعل ما هو أكبر.
السبب الثاني هو أن الشعب المصري شعب طيب ليس لديه عمق من الخبث أو الدهاء، وهذه من طباع شعوب الوديان السهلة التي لا تصارع الطبيعة أو الظروف. كانت التهديدات التي وزعها »الإخوان« بأن يصبح الدم في مستوى الركب إذا فاز شفيق. صحيح أن معي أكثر من 13 مليوناً، لكنهم لطيبتهم سيتخوفون من عواقب أي طعن بسبب التزوير. خرج نائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر ليقول ان الدم سيكون بحوراً في الشوارع إذا فاز شفيق. يجب أن يحاكم على هذا يوماً ما. القواعد تقول هذا. كان التهديد سافراً للشعب المصري. أثق بأنني لو تماسكت فلم يكن شيء من هذا ليحدث، وهذا ما كان يخيفهم مني. وأنا أعلم كيف أجهض هذه المساخر. هم عاشوا في السجون سنوات، ولم تكن هناك بحور في الشوارع ولا في الحقول. لكن خمسة ملايين من أنصاري كانوا سيدعون إلى التريث وهذا سبب كافٍ للتريث.
السبب الثالث هو وعود لا نهاية لها للمصريين. كنت قررت أن أقود أقوى حزب معارضة في الشرق الأوسط على النهج الأميركي. كنت أرغب في جمع أصوات الملايين ال13 الذين صوتوا لي ورائي، وتأسيس حياة حزبية نيابية بحزبين كبيرين على غرار الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الولايات المتحدة. هذا هو حلمي على طول الخط لمصر في ما يتعلق بالحياة النيابية.
بعد هذه الشهور التي مرت، أثق بأنني إذا اعترضت فسيكون معي 18 مليوناً وليس 13 مليوناً فقط. أثق بأنني إذا خضت انتخابات ضد مرسي سأحصل على 18 الى 20 مليون صوت حتى بعد التزوير لمصلحة مرسي.
{ من اقترع لأحمد شفيق؟ أنصار مبارك والأقباط أم الخائفون من »الإخوان«؟
اقترعت لأحمد شفيق الفئات التي لم تقع تحت ضغط مالي أو إغراء، وكل من لا يقتنع بالخلط بين الدين والسياسة، وهم كثر في مصر، وكل من تابع عن قرب مسلكي الإداري ونتائجي، وكل من كان يطالب بتولي شفيق رئاسة الوزراء قبل ثلاث أو أربع سنوات. هناك من أنصار مبارك من لا يحبني. وهناك شريحة في وزارة الطيران لا تحبني على رغم أنني تركت وزارة الطيران في أنجح حالاتها، ربما بسبب أن تسيير العجلة في الوزارة بكفاءة تطلب محاسبة المقصرين.
{ هل هؤلاء هم من قدموا بلاغات ضدك؟
من قدموا بلاغات ضدي هم مأجورون. أنا أنتظر انتهاء البلاغات لأتولى التعامل معهم واحداً تلو الآخر. كان محامٍ صغير يقف أمام الوزارة يتصيد المارة (أمام الوزارة) ويسألهم عما إذا كانوا يريدون تحريك قضايا ضدي. مواضيع القضايا عندي مكررة. القصة مهزلة. حُركت ضدي دعوى حين جاءني ملفها ضحكت ولم أقرأه لأن القضايا التي تتحرك ضدي لا تخصني. فعلى سبيل المثال اتهمت بإهدار المال العام في إنشاء قطار نقل مسافرين في المطار. صحيح أن هذا أنشئ في عهدي، لكن هذه الأمور في عهدة المسؤولين الاختصاصيين. وبعد تحويل القضية على قاضي التحقيق لأنها يمكن أن تُستغل ضد أحمد شفيق، يفاجأون لاحقاً بأنها لا تخصني، ما اضطرهم إلى إحالة مدير المطار على النيابة بجناية رغم أنه لم يكن مقصوداً، لكن الجناية كانت مفصلة لأحمد شفيق. وهكذا في قضايا أخرى.
{ وماذا عن قضية أرض »جمعية الطيارين« على البحيرات المرة التي اتهمت بمنحها لعلاء وجمال مبارك؟
اتهمت بمنح هذه الأرض باعتباري رئيساً للجمعية، في حين أنني لم أتولّ رئاسة الجمعية أبداً. بهذه البساطة. وتعرض رئيس الجمعية للإيذاء بإحالته على الجنايات معي بعدما اكتشفوا أنني لم أكن رئيساً للجمعية.
{ هل صدر بحقك أي حكم؟
لم يصدر ضدي أي حكم حتى الآن. هناك قضايا ستصدر فيها أحكام قريباً. هناك استهداف متعمد. قبل فترة طلبت مليون جنيه من حسابي في مصر لتدبير نفقات المعيشة هنا. طلبت التحويل في الصباح، ففوجئت بعد المغرب بإخباري بوضع أموالي وبناتي رهن التحفظ. وبعدها بساعات علمت أن المحكمة ستنعقد لكشف حساباتي السرية، رغم أن محاكم أخرى استغرقت أكثر من سنة قبل البت في طلبات مماثلة متعلقة بشخصيات أخرى. حدث هذا بعد ساعات من إخطاري بالتحفظ، ولأنه لم تكن هناك بلاغات مفتوحة وقتها، أخرجوا بلاغاً قديماً ضدي كانت النيابة حفظته وجددوه لتبرير الطلب. هم يعلمون جيداً ما هي حساباتي في مصر. وأخطرتهم بحسابي في فرنسا وسمحت لهم بالاستعلام عنه. ورفضت المحكمة التحفظ عن أموالي أو كشف سرية حساباتي.
{ متى غادرت مصر ولماذا؟
بعد يومين من إعلان النتائج لأنني فوجئت بمنتهى السذاجة والتفاهة في التفكير عبر تحريك قضايا ضدي خلال أقل من 24 ساعة. يقولون: عدو عاقل خير من صديق جاهل، فما بالك بعدو جاهل؟ عرفت أن هذه القضايا سيتبعها الزج بي في السجن، فغادرت إلى أبو ظبي. زج بالناس في السجون في قضية ما يدعى ب »معركة الجمل« ولم يكن هناك جمل.
{ متى سترجع إلى مصر؟
فور شعوري بالأمان وفق حساباتي وبأنني قابض على زمام الموقف في شكل سليم. قد أعود والقضايا لا تزال منظورة أمام المحاكم. العبرة ليست بالسجن، لكن العبرة بالسجان الجاهل والإهانة. طوال تاريخي المهني، لم يمر يوم من دون أن أكون منتجاً لبلدي. لم أمكث في السجون 20 سنة. لن أقبل أن يأتي اليوم جُهّال لا يعون من الأمر شيئاً - وهو ما أوضحت نتائجه على مصر - ويصبحون متحكمين في أمري. سأعود بالتأكيد. والأيام المقبلة تحمل الكثير.
{ هل تتوقع أن يكمل الرئيس مرسي ولايته؟
أبداً. إذا حدث ذلك ستكون كارثة على مصر والمصريين. في الوضع الطبيعي لا يمكن أبداً أن يكملها. المصريون أصبحوا يعون ذلك تماماً، بمن فيهم الفقراء الذين كان »الإخوان« يضحكون عليهم بمئة جنيه أو كيس سكر.
{ تقول إن »الإخوان« أنفقوا أموالاً كثيرة في المعركة الانتخابية. من أين لهم بها؟
هناك فيضان أموال انهال عليهم من الخارج. حصلوا على الدعم المالي من قطر التي تعتبر العمود الفقري ل »الإخوان« مالياً. حصلوا أيضاً على أموال من غيرها لكنها تنفق عليهم منذ أعلنوا خوض الانتخابات. هناك مبلغ نريد أن نعرف قصته، وهو 50 مليوناً من الحكومة الأميركية.
{ كيف وجدت سلوك الرئيس في أحداث رفح؟
الرئيس مدان في كل كارثة حصلت في مصر. لست مبالغاً.
{ هل تلقيت دعوة لزيارة قطر؟
لا.
{ كيف تصف علاقتك ب »جبهة الإنقاذ«؟
على مستوى العلاقات الشخصية لا بأس بها. علاقتي بعمرو موسى جيدة. كان هناك صعود وهبوط، لكنني لا اعتقد أن هناك خلافاً في العمق. حمدين صباحي كان يتردد على مكتبي في وزارة الطيران، وحين توفيت زوجتي زارني مشكوراً في المنزل. لكن منهجياً، هناك تصرفات غريبة منهم. سألتني صحافية عما إذا كنت أقبل التحالف مع »جبهة الإنقاذ«، فكان ردي انه إذا كان هدفنا واحداً وطرق الوصول إلى هدفنا غير متعارضة، فأكون مخطئاً برفض التحالف، لكن ليس الانضمام أو التوحد. صحيح أن كلاً منا من اتجاه، لكن كلنا لنا هدف واحد هو إبعاد »الإخوان«. ومسألة خوضي الانتخابات المبكرة التي نطالب بها من عدمه ليست هي الموضوع. خضنا مرحلة سوداء خلال الانتخابات الماضية لا نريد تكرارها. لكن فوجئت ب »استعباط« ومغالطة للنفس وهجوم ليس له مثيل بعد هذا الكلام. قالوا لن نقبل بانضمام شفيق إلينا لأنه من الفلول. فلول من؟ (ساخراً) أين كنتم عندما كنت فلولاً؟ ليتكم كنتم فلولاً لكان أفضل لكم من السجن والبيزنس الممنوع وتجارة العملة؟ ليس هناك أمر مشرف في تاريخكم لنناقشه، ولا في تاريخ كل من يتكلمون. للأسف كل هؤلاء إذا أمسكت أحدهم وقلت له: تعال يا شاطر نناقش سيرتك الذاتية وما فعلت لبلدك وكيف تم إعدادك وماذا حققت؟ ستجد خدعة كبيرة جداً. هناك مرشحون للرئاسة ليس لهم عمل سوى الجلوس في المقهى، وآخر يجمع البطاطين والأغذية وينقلها إلى أفغانستان وكوسوفو وأسوان. هؤلاء يقولون لا نقبل بأن ينضم شفيق إلينا. أنا لم أقل انني سأنضم إليكم. أقول فقط أنه إذا كان التحالف يعني كذا وكذا، فلنطلق تحالفاً لتحقيق هدفنا المشترك. لكننا في مرحلة وصفها أحدهم بأنها مرحلة كي البذلات استعداداً للانتخابات. إذا وضعت أحد هؤلاء تحت ضرسي فلن تسعفه خبرته شيئاً.
{ هل تخشى على القضاء المصري؟
جداً. هذا هو رعبي الحالي. إذا تصرفوا مع القضاء التصرف الجاهل الذي يفكرون فيه الآن، وهو فيه رعونة وعدم تقدير للمسؤولية، فلن يعود عليهم بالنجاح، لكن مصر ستتأخر كثيراً في الفترة المقبلة. لن ينجحوا. وحتى لو تأخرت خطوات تصفيتهم، وستتم تصفيتهم، فسيجلب عليهم تغيير شكل القضاء في مصر كثيراً من المشاكل. وحين تتم تصفيتهم، فستكون هذه إحدى القضايا الرئيسية في المقصلة التي ستنصب لهم.
{ هل تهددهم بالمقصلة؟
لست أنا من ينصب المقصلة. لكن لو ارتكبوا هذا الجرم بحق القضاء، سيكون القضاء أحد النقاط الرئيسة التي ستوضع على رقبتهم في المقصلة عند الحساب المقبل.
{ في الانتخابات أم بثورة؟
أرجح أن يتم ذلك بالانتخابات. لكن المؤكد أن »الإخوان« زائلون، إن لم يكن بالانتخابات فبثورة. قد تكون هذه هي الأقدار. لكن »الإخوان« لن يستمروا في حكم مصر.
{ تبدو ثقتك كبيرة.
أنا أتتبع مساراً بناء على النقاط التي أمامي. نقطة بعد أخرى يتضح اتجاه الخط.
{ هل سيتنازل »الإخوان« عن هذه الفرصة التاريخية؟
وهل يتنازل أحد بمحض إرادته؟ عندما يجبر اللص على ترك ما سرقه لا يكون ذلك بمحض إرادته.
{ هل تعتبر أن مصر في عهدة الرئيس مرسي أم جماعة »الإخوان«؟
ليست في عهدة مرسي أبداً. مرسي يلعب في الحديقة على كرسي أكبر منه، و »الإخوان« هم من أمروه بالجلوس عليه.
{ من الحاكم الفعلي؟
جماعة »الإخوان«. أصحاب الصوت الأعلى (من مرسي) مثل المرشد وخيرت الشاطر وسعد الكتاتني باعتباره الموعود الدائم بمنصب رئيس مجلس الشعب. بعد حل مجلس الشعب، كتبت الصحف شهراً كاملاً عن تأخر الكتاتني في تسليم السيارات الرسمية، ولم يستطع مرسي أن يطالبه بتسليمها لأن الأمور قُسمت بين شركاء سجن في ما يشبه »قعدة عرب« (بطريقة عرفية).
{ هل تخشى »أخونة« الجيش؟
لا. بكل قوة. سئلت عما إذا كانوا ينوون إطاحة وزير الدفاع، فقلت إنهم ربما كانوا يخططون لذلك حتى الشهر الماضي. لكنهم اكتشفوا عجزهم عن فعل ذلك. ولدي من المعطيات ما يؤكد ذلك.
{ هل حدث ذلك بسبب الرغبة الأميركية؟
الجيش في مصر أكثر مؤسسات الدولة على الإطلاق عمقاً وارتباطاً بالولايات المتحدة بحكم 40 عاماً من الاستقرار في العلاقة. السلاح من هناك، قطع الغيار من هناك، التدريب من هناك، التعليم من هناك. بخلاف مؤسسات الدولة الأخرى، لم تحدث انتكاسات في علاقة القوات المسلحة مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تدعمنا.
ليس معقولاً بعد 40 سنة ألا تعرف الولايات المتحدة كيف يفكر الجيش ويتصرف. الجزء الذي تدرب في الولايات المتحدة ومارس نشاطه هناك أصبح جزءاً كبيراً من الجيش على مدى السنوات الأربعين الماضية. الاحتكاك بين المؤسسة العسكرية والولايات المتحدة وباقي منظومة الدول الحرة التي تدعمنا احتكاك من العمق والمدى الذي يكفي لفهم طريقة القوات المسلحة وتصرفها، لذلك فإن القوات المسلحة ليست محل لعب ل »الإخوان« ولن تكون. ستقطع أرجلهم قبل أن يقتربوا من القوات المسلحة. لن يتمكنوا من »أخونة الجيش«.
{ كيف تنظر الى الوضع في سورية؟
أهيب بالرئيس بشار الأسد قبول فكرة التخلي عن السلطة وأن يضمن بالاتفاق مع الدول الراغبة في مساعدة سورية خصوصاً الدول العربية المعتدلة انتقال سورية الى حكم ديموقراطي. ان عملاً من هذا النوع سيؤدي الى حقن الدماء وتجنيب سورية الوقوع في قبضة »الإخوان« وهو ما سيكون نكبة النكبات.
انتهى
المتضرر تقدم بشكاية لدى المصالح الأمنية مدليا بأوصاف الفاعل ورقم هاتفه النقال، إلا أنه وبعد جمع معلومات بخصوص طريقته في الإيقاع بالضحايا والأماكن التي يلتقي بهم فيها، ثم بالعودة إلى الأرقام التسلسلية للأوراق النقدية والأوصاف المتوفرة على الجاني، اتضح أن هذا الأخير قد ارتكب أفعاله تلك بمدن عدة، ثبت أيضا أن الأوراق النقدية التي كانت تستعمل بها متطابقة، كفاس، القنيطرة، مكناس، مراكش، الجديدة، آسفي، الصويرة، أكادير، بني ملال، خريبكة، سطات، المحمدية، وجدة، تازة، الناظور، تطوان، العرائش، طنجة، الرباط وتمارة. لتتمكن عناصر القسم القضائي التابع للشرطة القضائية بالحي الحسني من التعرف على الجاني في نهاية المطاف، والذي سبق وأن قضى 10 سنوات بالسجن بسبب نفس الجرم، هذا الأخير الذي تعرف عليه الضحية بمجرد عرض صورته عليه، فتم إيقافه بمقر سكناه على مستوى منطقة العيايدة بمدينة سلا، وحجزت منه آلة ناسخة وحاسوبين، وهاتفا نقالا، بالإضافة إلى ورقة نقدية مزورة من فئة 100 درهم. ليتأكد بالملموس بعد إجراء بحث معه أنه متمرس في ميدان التزوير، إذ بدأ منذ سنتين في نسخ مابين 4500 و 5000 درهم يوميا والتي يعمد على ترويجها بين سائقي سيارات الأجرة وأصحاب المحلات التجارية، ليتمكن بعد ذلك من تصريف مبالغ هامة بمختلف ربوع المملكة. ولم يكتف عند هذا القدر بل طوّر أساليبه لتطال عالم الشبكة العنكبوتية، حيث أصبح يصطاد ضحاياه من خلال مواقع تجارية مغربية، يتصل بهم ثم يقتني منهم أشياءهم المعروضة للبيع مقابل أوراق نقدية مزيفة يحضرها لهاته الغاية وقد تمكن من الإيقاع بعدد من الضحايا وارتكب أزيد من 20 عملية نصب استولى بها على حواسيب مختلفة قام بإعادة بيعها بسوق باب الحد بالرباط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.